زين مصطفى
تصدير المادة
المشاهدات : 2957
شـــــارك المادة
الآن ومع انقشاع الغبار حول الإسطورة الزائلة "مشفى جسر الشغور"، وتبيان نهاية كل من كان متحصن فيه، لا بد الآن من التفرغ لمهاجمة جيش الفتح والقدح فيه، والتقليل من أهميته، والعبث في أيدلوجيته، والمطالبة بمحاكمته، وطبعاً لن أنسى "التخوين" واللعب بمصطلحات المؤامرة والتوافق مع المحاصرين لإخراجهم.
كان بودي لو نتحدث عن التحرير بحد ذاته ومدى أهميته في كسر آخر بقايا الروح المعنوية لمؤيدي الأسد، وتحطيم كل وعد وعد به، ودعسه تحت أقدام الثوار الأبطال، كنت أمني نفسي أن نتغنى بالانتصارات التي لم نعتد عليها (حجماً – كماً - نوعاً)، الأساطير تحطمت والأراضي تم فتحها وتحريرها من وادي الضيف إلى إدلب و جسر الشغور فالقرميد من ثم جبل الأربعين، والمسطومة القاتل، واليوم المشفى برمزيته المعنوية، وغداً قد تأتي أريحا لتكون إدلب خضراء تماماً، لكن للأسف هناك من يعبث حتى بلحظات ونشوة الانتصار ليحرمنا منها من خلال "إفك" و"خداع" وشر "نظرية المؤامرة".
في الوقت الذي يواجه الثوار على الأرض أقذر نظام وأشنع مساندين، يجلس من بعيد أناس يسمون أنفسهم بـ"الثوار" "الأحرار"، يتخذون كل الأسماء التي تمنحهم الرقي، الرقي بـ"الاسم"، وفي الفعل التركيز يكون كله منصب: أين أجد ما أنهي به سعادة هؤلاء، أين أجد ما يسحب البساط من تحتهم لأظهر من جديد.
لا يوجد شخصية أو تيار بعينه وإنما هناك عدد غير محدد من أناس أرادوا أن يبقوا تحت عفنة "الأنا"، ولسان حالهم يقول:
هل هؤلاء من سيحكمنا..؟؟
هل هؤلاء سيعلمونا كيف نعيش؟؟
العملية كلها بيع و شراء بين النظام و الثوار ..؟؟
ويتبادلون الآراء حول كل ما يحدث يقولون إنها " كذبة – لعبة – مؤامرة" الغاية منها:
قتل الإنسان السوري، الغاية منها إقصاء الفئة المثقفة، الفئة الحرة التي تؤمن بحرية الأجساد والأفكار، ولو مست الغير أو حاصرت حرية الآخر، الحرية المنشودة لهم أن يفعلوا ما يرضيهم و يحاسبوا الجميع، وأن يأمروا ويخونوا ويقتلوا الأرواح بالكلام، بينما لا يحق لأحد أن يحد من سلطاتهم، فهم خارج الحساب.
كنت أمني النفس أن نكون أكثر حنكة في اكتساب لحظات لنشعر بنشوة النصر، لكن اعتدنا أن نجد حجرة عثرة أمامنا، ونحارب الطواحين، رغم أن الجرذان لازالت تعيث فساداً في الأرض، فنتناساها و نلجأ إلى محاربة الوهم.
فلنقضِ على الجرذان، ومن ثم نقرر من يحكم وكيف، مع التوضيح أنه لا يحق لمن قرر الابتعاد والترك، أن يقرر بدلاً عمّن وضع روحه في مواجهة الموت المرسل عليه وإليه من كل أصقاع الأرض.
مشفى جسر الشغور ليس أسطورة أو شيئاً معقداً أو مستحيلاً إنما هو حالة من كسر آخر ما بقي من روح معنوية لنظام الأسد من أعلى قمته لأسفلها، فالمشفى هو "الوعد الكاذب"، ونمني أنفسنا أن يكون الوعد القادم حلب ومن ثم دمشق.
شبكة شام
عبد العزيز الجليل
جمال الباشا
أحمد موفق زيدان
منظمة مع العدالة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة