..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الثورة السورية أمام تحدّي تصفية قادة الرعيل الأول

خالد حسن

١٢ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3147

 الثورة السورية أمام تحدّي تصفية قادة الرعيل الأول

شـــــارك المادة

ليست هناك كلمات يمكن أن تصف ما تحمّله ثوار سوريا من أعباء، ولا أظن أنّ ثورةً في التاريخ فُرضت عليها جبهات حرب مفتوحة بمثل ما حدث لثورة الشام.
أن تفقد هذه الكوكبة من القادة الثوار (قادة أحرار الشام) من أولي البأس والإثخان والاتزان ورحابة الصدر وسعة العقل والحرص على التوحد في وقت دقيق وحساس، فهذا ليس بالأمر الهين.



لكنها ثورة الشام العصية على الانكسار والاستسلام والإخضاع، وفقد مجموعة من الرعيل الثوري المؤسس سيغير كثيراً في خطط وإستراتيجيات الثوار.
الأسد وروسيا والحرس الثوري الإيراني والمالكي وحزب الله وداعش والاستخبارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية بين محارب ومتآمر ومتربص وأداة تنفيذية، ومع كل طرف من هذه القائمة هناك قصة صراع وحرب استنزاف بالسلاح أو المال أو الاختراق أو المساومات أو الضغط أو الحصار.
جبهات حرب مفتوحة على مدار الساعة، ومخطط إجهاض واستنزاف وتصفية يجري تنفيذه ومحاولات اندساس واختراق لا تكلّ ولا تملّ تنجح أحياناً وتتعثر أخرى.
وضعٌ معقّدٌ متشابكٌ ملغوم فوق طاقة الثوار وقدرتهم على التحمل، طامَة داعش وحدها لا تبقي ولا تذر، ما تسلطت على ثورة إلا واستنزفتها كما حدث في العراق.
والثورة تواجه كل هذا بصمود وبأس وإثخان وعقل متجدد ونهوض سريع بعد كبوات، وقد تعثرت في امتحان التماسك والتكتل والتوحد، ولكنها تقاوم الفشل وتجاوزته في بعض التجارب الناجحة، إذ حققت تقدماً في قضية التوحد في جبهات قتال مهمة، وقريباً قد نسمع إنجازاتٍ أكبر بما يخدم هذه القضية الإستراتيجية.
والأهم في كل هذه الملحمة الثورية الجهادية الثرية أنها تملك قدرة غير مسبوقة على التجديد والتصحيح والتصويب في اللحظة الثورية نفسها، وزادتها صلابة مرونتها وسعة عقلها وبأسها وقدرتها على التحمل والصمود.
والتحدي الأكبر حاليَا هو تجاوز لحظة الاستغراق في الذهول والصدمة نحو تبنّي خيار التكتل والتوحد بصيغة أكثر تماسكاً وفعالية وقدرة على الصمود أمام حرب تصفية القيادات والاختراق والاندساس والاستنزاف والتشكيك والدعاية المضادة.
وما حدث بالأمس واليوم وربما في قادم الأيام قد يشكل أخطر تحديات الثورة السورية.

تصفية قيادات الرعيل الجهادي الأول لإفراغ الثورة من عقولها وقادتها، فيكون التيه والضياع ويتسلط الذهول وينتشر اليأس وتعمّ البلوى، والغلبة في الأخير للاتزان والامتصاص والنهوض مجدداً.
وثورة الأحرار في الشام ولادة ناهضة لا يعيقها التعثر ولا تستسلم للفشل ولا يغيب عنها التصويب ولا يهزّها تمكن الاختراق هنا وهناك ولا يقعدها فقد أخيار من أخيار.

 

 

العصر

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع