..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

همسة للثوار والثورة

أبو أمجد

١٦ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3065

همسة للثوار والثورة
الثورات 00.jpg

شـــــارك المادة

من كان يتصور أن نتيجة الثورات ستنتهي إلى هذه الحال؟
لا أحد بالطبع سوى من خططو ا لذلك.
الكثير ممن ساهم في هذه الثورات أعلن الندم لكونه مشاركا في هذه الثورات، وكثير أصابهم اليأس من نجاح هذه الثورات.

 


لكن الفالحون حقا هم الذين استفادوا من أخطاء هذه الثورات لتصحيح مسارها لا لإيقافها والوقوف ضدها.
دروس مهمة تعلمناها من هذه الثورات. منها أن لنا أعداء لم نكن نعلمهم ولم نكن نعلم مدى خبثهم ومكرهم. فالثورات لا تختلف عن ميادين القتال من حيث الإعداد النفسي والمادي للوصول إلى هدف الانتصار.
ثوراتنا وثوراتهم:
صحيح أن الثورات في البلدان الأوربية وغيرها نجحت، وأصبح المواطن الأوروبي له قيمته لدى حكومته،  لكن فيما يبدو أن وضع الدول العربية والإسلامية مختلف تماما وبصورة جذرية.
الدول الأوروبية لم تكن شيئا مذكورا في القرون الوسطى وما قبلها. ولم تخشى الدول العظمى من سيطرة دول أوروبا على القارات فتم دعم الثورات الأوروبية وما شابهها، بينما نحن المسلمون كنا غير ذلك، لقد سيطرت الخلافة الإسلامية على معظم أرجاء المعمورة قرون طويلة. وبالكاد نجحت الدول الغربية في القضاء على الخلافة الإسلامية بعد نهاية الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وقد كانت هذه الثورات حجر الأساس لعودة ما يخشاه الغرب، وكانت ثورات الربيع العربي تمثل عودة هذه الدول إلى الإسلام وإلى شريعته، فأنفقوا الغالي والنفيس للقضاء على هذه الثورات، فسجن أول رئيس منتخب لمصر  بانقلاب سخيف ومحاكمات هزلية سخيفة أيضا، ومورست ضغوطات هائلة على الإسلاميين في تونس، ودعم للمخرب حفتر لمحاربة لإسلاميين في ليبيا، ودعم للأسد للقضاء على الإسلاميين في سورية، ودعم للحوثيين في اليمن لمحاربة الإسلاميين في اليمن. ومواجهة ثورة العراق بالقمع والإعدامات، مما جعل الوقت مناسبا لسيطرة داعش والإساءة إلى ثورة العراق والسنة بشكل عام.
َعدُوا منْ سوَى أنْفسهم:
لم نكن نعلم أن دولا عربية ذات شعوب مسلمة ستكون من جملة أعدائنا، فتنفق مئات المليارات من الدولارات  لتقضي على أحلام هذه الشعوب الثائرة، وتمكن العلمانيين والنصارى من رقاب إخوانهم المسلمين.
والأصل أن لا يكون ذلك غريبا حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث، ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِىَ الأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِى سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِىَ لِى مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ وَإِنِّى سَأَلْتُ رَبِّى لأُمَّتِى أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ وَإِنَّ رَبِّى قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنِّى إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَإِنِّى أَعْطَيْتُكَ لأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِى بَعْضُهُمْ بَعْضًا ». صحيح مسلم
وأقول واثقا أن الثورات لم تنتهي بعد، بل استفاد الثائرون درسا قيما وهو أن لاتكتفي الثورات  بالمظاهرات.. وأن السلمية لها حدود، معينة وأن التشرذم والتشتت يقتل الحق لصالح الباطل... ويجب أن تتنوع أنشطة الثورات إعلاميا وعسكريا واجتماعيا، ولا نخلط حقا بباطل للوصول إلى الحل الوسط.
وعليه فإنه يجب البدء بالاستفادة العملية من منزلقات الثورات وتصحيحها وعدم الركون إلى أهل الباطل.
حماس والثورات:
حقيقة ما نراه في هذه الأيام من مواجهات بين اليهود المحتلين وبين حركة حماس يثير الإعجاب بهذه الفئة الصابرة المرابطة المجاهدة، ولولا الحصار الخانق لوجدناها أكثر إعجابا.
إن ما تعانيه حركة حماس من ضيق وحصار وخيانة القريب والبعيد يعد أبشع وأشد مما عانته قيادات الثورات، لكن قيادة حماس تفوقت بما لديها من الحكمة والتكاتف ووحدة الصف ما جعلها تفوقت بها على مصائبها.
وما وصلت إليه المقاومة الإسلامية في غزة من تطور عسكري وإعلامي وسياسي، هو نتاج تجارب مرت بها، وهكذا قل عن حزب العدالة في تركيا.
وهكذا ثورات الربيع العربي يجب عليها الاستمرار والتطور وبأساليب متعددة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع