..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل انتصرت إيران في سوريا؟

غازي دحمان

٣٠ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2589

هل انتصرت إيران في سوريا؟
غازي دحمانeg.jpeg

شـــــارك المادة

تكاثر الحديث الإيراني، في الآونة الأخيرة، عن انتصار ناجز حققته طهران في سوريا، بل ذهب أحد كبار قادتها "رحيم صفوي" مستشار المرشد الأعلى خامنئي إلى حد اعتبار أن حدود بلاده الحقيقية صارت على شواطئ المتوسط عند تخوم الناقورة الفلسطينية، مما يعني ضمنا انضواء العراق وسوريا تحت أجنحة خريطة التمدد تلك.

 


فهل قادة إيران ينطقون عن الهوى وخاصة أنهم يعنون بدقة حدود جغرافية تمددهم وانتشار قوتهم وسيطرتهم؟ أم إن ذلك لا يعدو كونه مجرد تقديرات، كي لا نقول تخمينات، بمعطيات ناقصة وغير حقيقية، أو حتى نوعا من البروبوغندا السياسية اقتضتها ظروف الحرب ومستلزمات التفاوض مع العالم الخارجي؟
بعيدا عن النبرة الاحتفالية في الخطاب السياسي الإيراني، ثمة مؤشرات عديدة تؤكد أن القيادة الإيرانية تعتبر نفسها قد انتصرت في سوريا، وتتولد هذه القناعة من جملة من المعطيات استطاعت طهران ترسيخها في الواقع الميداني السوري والشرق أوسطي عموما.
ووفق تلك القناعة فإن طهران خلقت واقعا عسكريا من الصعب تجاوزه، وخاصة بعد أن سيطرت على القلب الإستراتيجي لسوريا الممتد من العاصمة دمشق وحتى الساحل، وتشكل هذه المنطقة بالمعنى الإستراتيجي قلب الشرق الأوسط لتموضعها على كتلة جغرافية ذات طبيعة جبلية تشرف على القسم الأكبر من الشرق الأوسط، بحيث يصبح لبنان والجزء الحيوي والمأهول من إسرائيل تحت مراقبتها، وحتى بعض أجزاء الجنوب التركي.
هذا إضافة إلى إمكانية عمل كريدور بري يصل العراق عبر ريف حمص الشرقي، الأمر الذي يتيح وجود خريطة متماسكة وصلبة وتتوفر على إمداد لوجستي من طهران حتى "صور" جنوب لبنان، وفي الواقع الجغرافي السوري، تشكل تلك المناطق المشار إليها قلب سوريا، لتحكمها بشبكة خطوط المواصلات بكامل البلاد، ومن ناحية أخرى تشكل الجزء الأكبر المأهول من سوريا، كما تتمتع بطبيعة جغرافية تسهل التحصن بها من قبل قوات عسكرية منظمة، فضلا عن إشرافها على مناطق عسكرية داخلية واسعة، وتحويلها بالمعنى العسكري الكلاسيكي إلى مناطق ساقطة حربيا، بالإضافة إلى امتلاك هذه المناطق لأهم عنصر اقتصادي حياتي وهو المياه، (حوضيْ بردى والعاصي).
تستعجل إيران الإعلان عن انتصارات لم تنجزها بعد ولن تنجزها، ما زال الثوار في سوريا ورغم كل الإشكالات التي يواجهونها يقلبون المعادلات كل يوم لدرجة تجعل الأرض متحركة تحت أقدام إيران وحلفائها، وتشير التقديرات إلى أن طهران يهمها التهليل الإعلامي لانتصارات آنية، وبعدها ستذهب لعرض بضائعها للتفاوض على هذا الواقع، أما الزخم العسكري الذي وصل ذروته فسيتوقف عند الحدود التي بلغتها قوات حلفائها، غربي أوتوستراد دمشق- حمص، بانتظار ما ستؤول له المتغيرات والأقدار.


الجزيرة نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع