..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الأسد يرتاب في أقرب حلفائه

حسان حيدر

١٥ إبريل ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7123

الأسد يرتاب في أقرب حلفائه
حيدر00.jpg

شـــــارك المادة

مثل سائر الأنظمة البوليسية التي يشكل أحد أمثلتها النموذجية، يعيش النظام السوري حالا من الارتياب المرضيّ في كل شخص وكل أمر.

فتعدد أجهزة الأمن والاستخبارات وكثرة عناصرها ومخبريها تجعل كل مواطن مشبوهاً يفترض تصنيفه ضد النظام أو معه، "متآمر" أو مأمون الجانب، "ممانع" أو "مستسلم".

 


ولا تستثني هذه الأجهزة الشرسة من نشاطها الموالين للحاكم ولا القريبين منه، خصوصاً في ضوء الانشقاقات التي شهدها النظام.

لكن هذه الريبة بدأت تطال الحلفاء الخارجيين الذين يستميتون في الدفاع عن حكم بشار الأسد مثل إيران و"حزب الله" والميليشيا العراقية المعروفة باسم "لواء أبو فضل العباس"، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والتي لا هم لها سوى التطبيل لحاكم دمشق والدفاع عن "إنجازاته" التي أودت حتى الآن بحياة 150 ألف سوري.

وكانت إشكالات سجلت بين الطرفين منذ استنجدت دمشق بحلفائها ميدانيا، وظهر آخرها إلى العلن بعد إجراءات قررتها السلطات السورية بمنع قناة "المنار" التابعة لـ "حزب الله" وقناة "الميادين" القريبة منه، من التغطية المباشرة للتطورات الميدانية لأنهما بثتا مقابلات مع مقاتلين من "الحزب" أسندوا إلى أنفسهم الدور الرئيسي في التقدم المحرز على هذه الجبهة أو تلك، وعرضتا أشرطة مصورة تخلو من أي وجود للجنود النظاميين.
واضطرت مستشارة الأسد الإعلامية بثينة شعبان إلى التراجع عن انتقادات وجهتها إلى "وسائل إعلام صديقة"، وإلى إنكار صفحتها على "فايسيبوك" بعد تلقيها توجيهات عليا، علما أن الصفحة موجودة على الموقع منذ أكثر من ثلاث سنوات، والانتقادات التي وردت فيها ظلت أكثر من 24 ساعة من دون أي نفي.
وقد أبدى سوريون موالون تفاجؤا بما كتب على صفحة الوزيرة السابقة وظنوا أنها "تصفية حسابات" بينها وبين شخصية أخرى في النظام، أو أن شعبان تمهد للانشقاق.
وكان النظام السوري أبدى استياءه من ترديد قريبين من "حزب الله" في لبنان أن قوات الحزب هي التي حالت دون سقوط ضاحية السيدة زينب في جنوب دمشق في أيدي مقاتلي المعارضة، وشكواهم من "خيانات" تعرض لها رجاله من القوات النظامية في أكثر من معركة وأدت إلى مقتل عدد منهم.
وحتى الميليشيا العراقية التي باتت تجاهر بمشاركتها في القتال في سورية وتفخر بقتلاها الذين تعلق ملصقات نعي لهم في شوارع المدن العراقية، تظل غير موجودة في عرف النظام السوري الذي لا تأتي وسائل إعلامه على أي ذكر لها ولا تنسب إليها أي فضل.
أما "حزب الله" فبات مضطرا بعد كل معركة يخوضها رجاله إلى تسليم المنطقة التي يتقدمون فيها على الفور إلى جنود الأسد كي يصورهم التلفزيون الحكومي وهم يرفعون صور رئيسهم.
وقبل أيام عندما احتفلت قناة "المنار" بما أسمته "العملية النوعية" لتفجير فيلا في منطقة القلمون، قالت إن عددا من "خبراء التفجير" في المعارضة السورية قتلوا فيها، وعرضت صورتين للفيلا قبل تفجيرها وبعده، رد التلفزيون الحكومي السوري بتأكيد أن وحدة خاصة من القوات النظامية هي التي قامت بالعملية.
إنها الطبيعة الأمنية للنظام السوري التي تجعله لا يثق بأحد خارج بطانته المباشرة، وتدفعه إلى الشك حتى في أقرب حلفائه، وخصوصا في زمن الحرب.


الحياة

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع