..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

التحرر ومحاولات قتل الفكرة

عبد الغني محمد المصري

١٧ ٢٠١٤ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3362

التحرر ومحاولات قتل الفكرة
السورية 00.jpg

شـــــارك المادة

لأنها ثورة شاملة، فإن كثيرا من الجمل العظيمة بصدقها، وعفويتها، وشفافيتها، قد غدت قمة في البلاغة. ومن تلك المقاطع:

- "أنا انسان ماني حيوان، وهالناس كلها متلي".
- ومنها "الفرق بيننا وبينهم، انهم يقاتلون وكلهم خوف ورعب من القادم، بينما نحن نقاتل وكلنا أمل في المستقبل".
- ومنها أيضا: "نعم، لقد ندمنا، ولكن ليس على القيام بثورة، بل لأننا تأخرنا وقتا طويلا كي نبدأها".

 


الكلمات السابقة خرجت من أفواه عاشت الثورة، ونبشت بأظفارها أسوار الاستعباد، وكسرت قيود الإذلال، وأزالت بإصرارها وعنادها وهم العجز عن التغيير، وهي تسير واثقة نحو اعتلاء صهوة النصر، بإذن الله.
فماذا عن دول اللاربيع أو أنصاف الثورات؟
اليوم في الجزائر، رجل ميت على كرسي متحرك، نصف وقته ما بين المستشفيات والأدوية، ونصفه الآخر غائب عن الوعي، يترشح لرئاسة دولة قدمت مليون شهيد لتزيل أكثر من قرن من الاحتلال الثقافي والاستيطاني والعسكري.
أمر الجزائر، ورئاستها، واستخباراتها، وأمنها تديره المخابرات الفرنسية، فلا يحسبن أحد أن صورة رجل عاجز على الكرسي لترأس بلد أكثر من ثلثيه من فئة الشباب هي عملية عبثية!!!!.
و لايظنن أحد أن فرنسا لا يتوفر بين يديها من هم أكثر طاعة، ورضوخا من بن تفليقة، أو أنها لا تستطيع صناعة انقلاب، أو ما شابه.
لكن فرنسا تريد أن تعطي درسا للشعوب، أن كل ثورة هي عملية عبثية، ليس هناك أجمل من الاستعمار وأيامه، فقد كان يوفر متطلبات الحيوان من أكل وشرب وتزاوج، أما الآن ففقر وجوع، وعدم قدرة عل الارتباط لفتح بيت عبر الزواج، فمن يتخلص من الاستعمار سيتمنى أن يعيش حيوانا مروضا في إسطبل!!!.
باختصار، فرنسا تنتقم لكل قتلاها، ولموت حلمها بجعل الجزائر حديقة حيوانات تتنزه بها، أو بقرة حلوب لشعب فرنسا، أو شاليه سياحة لها، وذلك لم يحصل بالمباشرة، فليكن بالوكالة.
في مصر، قالوا ديون مصر هائلة، ومشاكلها أعظم، فلنترك مرسي يثبت فشله كي يخلعه الشعب. ولكن الذي حصل أن مرسي قد بدأ يتكلم عن خطط لتفعيل قناة السويس، وتطويرها، ثم بوادر إشارات لشراكة إقليمية مع تركيا. وخخط تنهج لبناء الإنسان.
ما هذا التخريف؟، وما هذه الانحرافات؟، هل يعقل أن تنجح ثورة في إدارة شعب؟
هل يعني نجاح الثورة أن الشعوب قادرة على التغيير؟
هل تعني أن الآخرين شلة من الفاشلين أو العاجزين؟، لا بد من إسقاطه!!!
لازال الشعب بعيدا عن استخدامه عقله الفردي، بل لا يزال يفكر بعقله الجمعي الموروث، فلنشغل الإعلام.
فتم ضخ المال، والغسل الجماعي للأدمغة، وعاد الفاشلون من العسكر كي يحكموا بلد الثمانين مليون إنسان!!!.
الغرب يقرأ جيدا، وهو يحاول تأخير التغيير القادم قدر الإمكان، بينما أشباه القذافي وبشار، وخامنئي، وغيرهم من الآلهة، لا يعرفون القراءة، ولم يتعلموها، فكل ما يعرفونه هو علم الشوارع، والذي يقول أن القوة تخضع الجموع، ولم يدركوا أن الفكرة تهدم دولا وامبراطوريات، وتقيم أخرى، وإن أعاقت حركتها عظم الخطوب أو السدود.
عالمنا العربي يتغير، والثمن عظيم، فالفكرة لم تعد شرارة فقط، بل غدت سيلا، سيتلوه فيضان، رغم محاولات الاحتواء.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع