العصر
تصدير المادة
المشاهدات : 4664
شـــــارك المادة
تفيد تقارير استخبارية أن الإدارة الأمريكية تنوي المضي قدما في دعم مشروع تشكيل حزام أمني عازل في جنوب سوريا يمنع قوات النظام السوري، والجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم النصرة والدولة الإسلامية في الشام من توجيه تهديد للحدود الأردنية أو هضبة الجولان المحتلة.
ويأتي هذا المشروع الذي تم طرحه لأول مرة قبل عام تقريباً في المراكز الاستخبارية لعدة دول لدعم جماعات معارضة سورية معتدلة تنشط في المناطق الجنوبية من سوريا من أجل تشكيل مناطق أمنية عازلة تحول دون اختراق القوات النظامية السورية والجماعات الجهادية المتطرفة للحدود، وإثارة التوتر مع الأردن أو كسر حالة الهدوء في هضبة الجولان. المخطط الأمريكي الذي تزامن مع إعادة التفكير في استراتيجيتها في المنطقة يتفق تماما مع سياسة إسرائيلية غير معلنة تقوم على عدم الحياد في الحرب السورية دون التورط مباشرة في عمليات عسكرية محدودة كما تلازم مع خوف أردني من امتداد الصراع السوري إلى أراضيه مما يهدد استقرار البلاد. وتؤكد هذه التقارير الإستخبارية أن دمشق تعلم جيدا ما يحدث في الفناء الجنوبي لسوريا، ولكنها تحاول إلقاء اللوم على الأردن، وتوجيه تهديدات مبطنة وأخرى معلنة؛ من أجل إحداث تصدع في هذا الجدار الأمني، وهو ما يفسر المقالات النارية الغاضبة التي ظهرت في صحف النظام السوري مؤخراً ضد الأردن. المهمة الرئيسية التي ستقوم بها الجماعات الثورية المقاتلة في المنطقة الأمنية العازلة هي تشكيل كيان عسكري قادر على الوقوف ضد قوات الأسد وقوات القاعدة على حد سواء. وقد تمكنت هذه المجموعات بالفعل من إنشاء جيب أمني على طول 75 كيلومترا في الجنوب الغربي وجيب أمني آخر على طول 45 كيلو مترا لتأمين الحماية للحدود الأردنية، وحسب المعلومات المستقاة من هذه التقارير فإن هذه الجماعات تحصل على دعم لوجستي واستخباري من الولايات المتحدة عبر طواقم عسكرية أمريكية تتألف من 15 ألف عسكري حضرت للمنطقة في أبريل الماضي. كما تتوالى الترتيبات الأمنية لتعزيز قدرة جماعات المعارضة المسلحة "المعتدلة" على السيطرة على جيب أمني يمتد على طول حدود هضبة الجولان المحتلة على مساحة 60 كيلو متراً بما في ذلك مدينة القنيطرة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، وفي نهاية المطاف يتم ربط جميع المناطق العازلة في حزام أمني واحد يضم أكثر من 120 قرية، يسكنها أكثر من 180 ألفا من رجال العشائر. ووفقا لهذه التقارير، فإن واشنطن تريد أن تعمم تجربة المنطقة الأمنية العازلة في جنوب سوريا إلى مناطق أخرى من البلاد لتضييق الخناق على قوات النظام السوري، وطرد القاعدة والدولة الإسلامية في الشام من المنطقة، وهي حريصة أكثر من أي وقت مضى على استمرار نجاح التجربة في الجنوب ولن تسمح بأي ثمن من فشلها. وقد حصلت المعارضة السورية المعتدلة في المنطقة العازلة على تدريبات عالية المستوى، وأسلحة مضادة للدبابات إضافة الى مساعدات طبية. من جهة أخرى أوردت تقارير استخبارية أمريكية مغايرة معلومات تفيد أن إسرائيل سارعت في وتيرة تزويد قواتها الموجودة في هضبة الجولان المحتلة بمعدات ذات تقنية عالية على الحدود مع سوريا تحسباً لهجمات انتقامية متوقعة إثر هجوم منتظر للمعارضة السورية على دمشق في الربيع القادم. وتوضح هذه التقارير أن إسرائيل ستقوم بـ"إعادة انتشار" ثانية لقواتها كما ستقوم بإرسال كتيبة مهمتها جمع المعلومات الاستخبارية القتالية، وهي مزودة بقدرات وأجهزة خاصة تدعى "تكنولوجيا الجغرافيا المكانية" و"الوعي الظرفي"، إضافة إلى أنها مجهزة بأنظمة "مارس" النقالة المتطورة والقادرة على تتبع الأهداف المتحركة وتحليل أنماطها، وتبادل المعلومات في سرعة قصوى مع الوحدات الميدانية. ووفقا لهذه التقارير، فإن هذه الأنظمة تحاول تعويض فشل أجهزة الإنذار والقبة الحديدية المضادة للصواريخ في التحرك بعد سقوط ناجح لصواريخ قادمة من غزة إثر جنازة شارون في مزرعة قرب بئر السبع. ــــــــــــــــــــــــ العصر
عبد الوهاب بدرخان
عبد الله حاتم
خورشيد دلي
سميرة المسالمة
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة