..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كيلو: تنازلات مؤلمة.. ممن ولصالح من؟!

غسان عبود

٨ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7006

كيلو: تنازلات مؤلمة.. ممن ولصالح من؟!
كيلو.jpg

شـــــارك المادة

يبدو الأستاذ ميشيل كيلو في أحسن حالاته وهو يحلل, ولكنه يخربها عندما يبدأ في استنتاج موقف بناء على تحليلاته...!
في قراءة للموقف الأمريكي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط بعنوان: "انتصار مؤقت" يبدو تحليله ناضجاً لجهة فهم الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد بوش الابن, لأن معظم التحليلات الرائجة تدور حول قصة أن أمريكا الضعيفة اقتصادياً بدأت تساوم مجموعة من القوى الصاعدة، على رأسها روسيا، وترضخ أمامها في كثير من الأحيان والدليل ما يحدث في سوريا!؟

 

يذهب كيلو بأن المسألة ليست انكفاء أمريكياً ولا صعوداً روسياً كما يروج أصدقاء النظام السوري بل هي طريقة للتعاطي يفضل فيها صانع القرار الأمريكي المقعد الخلفي للقيادة، وبالمناسبة هذه السياسة ليست جديدة تماماً فقد استخدمت واشنطن سياسة المسكنة زمن الرئيس كارتر لتبرير التخلي عن حليف قديم لواشنطن هو شاه إيران والسكوت عن الاجتياح السوفيتي لأفغانستان.

خلال عرضه السياسي مرر كيلو موضوعاً لايبدو عرضياً أو زلة لسان عندما كشف عن اجتماعات شبه سرية تعقد سنوياً لمن وصفهم بكبار السياسيين والخبراء الاستراتيجيين المخضرمين، وصناع رأي دوليين- وجنرالات لعبوا أدواراً مهمة في سياسات أميركا حيال المنطقة العربية، ورؤساء وزارات ووزراء وجنرالات لطالما قرروا سياسات بلدانهم، وأثروا حتى على دول أخرى مجاورة(!؟)
ولاتصدر عن هذه الاجتماعات نتائج أو قرارات بل الصورة العامة إنه لقاء عصف فكري!...

هناك حقيقتان أسقطهما ميشيل الأولى:
أنه تجاهل عمداً ذكر أنه كان أحد المشاركين في الاجتماع الذي أشار إليه في مقالته.
والثانية: أن هذا اللقاء الفكري لايبقى فكرياً تماماً، مثلاً اجتماعات السنة الماضية توصلت إلى استنتاج "ضرورة قيام تشكيل ديمقراطي من الملايين من الصامتين بحسب وصف كيلو لتتصدى لهيمنة الإخوان المسلمين على المشهد السياسي في دول الثورات"،
ولم يمضِ شهر على هذه الاجتماعات حتى وقع حدثان ...
الأول تمت الإطاحة بحكم الإخوان في مصر ليتواصل بعدها الانكفاء الإخواني لنتعرف على التحفة الفنية المسماة "الكتلة الديمقراطية في الائتلاف الوطني" التي انطلقت بسرعة الصاروخ وحجمت الإخوان المسلمين وبقية المشاركين وانفردت بقرارات الائتلاف انفراداً تاماً.

والأمر الآخر أن ميشيل كيلو ذهب إلى لقاء هذا العام ليس كمحلل سياسي أو خبير يراقب المشهد عن بعد بل زعيم أكبر كتلة في الائتلاف كان آخر ما اتخذته من قرارات هو المشاركة في جنيف اثنان مع مجموعة من الشروط شديدة الميوعة والالتباس وتتغير كل أسبوع ولكنها في جوهرها تجاهلت الموضوع الرئيسي وهو الشرط المسبق برفض أي دور لبشار الأسد في مستقبل سوريا!؟

كيلو يبشرنا بعد اجتماع العام الحالي بأنه لم يكن بالإمكان أحسن مما كان، لأننا لن نستطيع فعل شيء أمام التفاهم الروسي الأمريكي والوكيل الإيراني مانحتاجه هو قرارات مؤلمة للمرحلة دون أن يوضح ماهية هذه القرارت وستكون مؤلمة لمن بالتحديد، ربما يتحفنا بها في نشرته القادمة، فالرجل يستعمل معنا منذ انتهاء لقائه أواسط الشهر الماضي سياسة النقطة نقطة ربما لأن عقلنا لا يستوعبها كلها دفعة واحدة!
وهذا المطلب يأتي بعد قبول جنيف اثنان. إذاً الألم لم يبدأ بعد...!؟

وهنا نقول للأستاذ ميشيل:
أولاً القرارات المؤلمة التي تطالب بها لمواجهة الموقف بدأت بالفعل منذ ثلاث سنوات عندما قرر الشعب السوري الوقوف في وجه النظام وامتداداته الإيرانية والخارجية على أشكالها والثمن المؤلم يتم دفعه بالفعل في كل حيّ و منطقة سورية وإذا كان المقصود بالألم هو إعادة تأهيل بشار محلياً ليمكن بعد ذلك إعادة تأهيله دوليا,
هنا أنا مضطر للقول لك، أولا: لاتصدق كل مايقال في هذه الاجتماعات هؤلاء الذين تلتقيهم عملاء أجهزة مدربون ومحترفون ويستطيعون إخفاء نواياهم الحقيقية، ويقدمون هذه الإيحاءات لتبدأ أنت العمل على أساس استباق سياسة قادمة محكمة كالقدر لاريب فيها ولا مفر منها!؟
ثانيا: أستاذ ميشيل لاتصدقهم لأنهم يكذبون، ويبدو أن كذبتهم انطلت عليك!
هم لايستطيعون إعادة تأهيل بشار رغما عن الشعب السوري مالم يقم الشعب السوري بإعادة تاهيله على يد مايوصف "بممثلين للثورة", هل تعتقد فعلا أن السياسة الأمريكية الحقيقة هي إعادة تاهيل آل الأسد وبأن بشار الكيماوي سيجري استقباله في الاليزيه أو عشرة داونينغ ستريت بعد كل هذه المجازر أو ستقوم الرياض بفرش السجادة الحمراء له؟!
أنت واهم لن يعاد تأهيل بشار أبدا وليس هذا ماتسعى إليه واشنطن على أي حال هي تسعى فقط للترويج للموضوع واستنزاف كل الأطراف في الوحول السورية، ولن يُعهد إليه بملفات المنطقة مرة ثانية أبدا لأن الولايات المتحدة قد نفضت يدها تماما من آل الأسد ولولا ذلك لنصحتهم بعدم الذهاب بعيدا في القتل لتتركهم بعدها تحت براثن الحرس الثوري، والذي نراه هو نهاية هذه العائلة وآخر أدوارها، وصفقة الكيماوي لن تُغير شيئاً في النهاية المحتومة.
أم هل نسيت أن القضاء على صدام جاء بعد أن سلم صواريخ الصمود، والقذافي انتهى رغم أنه سلم مشروعه النووي لجورج تينيت مدير "السي أي إيه".

والأهم من كل ذلك لا يملك أي طرف سوري إعادة تأهيل بشار، لا الائتلاف ولا كل المعارضة ولا حتى السوريين مجتمعين.
هل تعتقد أن العالم يمزح عندما يقول إن هذا المخلوق ارتكب جرائم ضد الإنسانية.... الإنسانية وليس ضد السوريين فقط.
هل سمعت يوماً بالحق العام هذا الحق لا يسقط حتى في حالة الصفح من أهل القتيل, وفي سوريا لا يسقط الحق لأنه لم يعد حقاً عاماً فقط بل هو حق الإنسانية جمعاء...
لذلك أستاذ ميشيل لا تروج أنت وغيرك لتنازلات مؤلمة على أساس أنها قادمة لا محالة, من أبلغوك بهذا الكلام يحتاجونك كحصان طروادة لتكون أنت تغطية لقراراتهم.
فلا تقدمها لهم ... لم يعد في العمر أكثر مما مضى.

 

أورينت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع