..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل سقطت القصير....؟.هل انتصر الأسد...؟

أحمد خناق الستاتي

٥ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4091

هل سقطت القصير....؟.هل انتصر الأسد...؟
00القصير.jpg

شـــــارك المادة

في لحظات الشدّة القاسية، حين يتحطم الأمل الذي كنت ترسمه وتشيّده، حين يشمت العدوّ وتبدو مخالبه منتظراً منك الانهيار، حين لا يبقى من الزاد إلا ما يمسك الرمق، حين ينفد العتاد... بعبارة القرآن: حين تبلغ القلوب الحناجر ... في هذه اللحظات العصيبة يكون المؤمن بالله غائباً عن كل هذه المسببات الأرضية، ومعلقاً قلبه بربّ الأسباب...

 


إذا كانت فعلاً قد سقطت القصير (وخبر سقوطها ليس مؤكداً، وما زالت المعارك فيها، كما أكد لنا المجاهدون هناك، كراً وفراً) فهل انتصر الأسد؟ وهل فشلت الثورة في تحقيق أهدافها؟!
إن نصر المؤمنين أيها الإخوة الكرام، لا يتحقق إلا عندما تتعطل جميع المسببات الأرضية، (مع بذلهم لها قدر المستطاع ) ، ويفقد الناس الأملَ من العون أو النجدة الأرضية، في هذه اللحظات التي لا يصبر على شدتها إلا المؤمنون = يتحقق النصر الرباني...وانظروا معي إلى قول الله تعالى في كتابه العزيز (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا)
إنها ساعات حرجة حين ينتفخ الباطل بسطوته، وينتفش بقوته.
إنها ساعات أليمة حين يعلّق أذناب النظام الأسدي في الضاحية الجنوبية رايات قد كتب عليها (سقطت القصير).
إنها أشبه ما تكون بانتظار الموت المحتّم، تهجس الهواجس، وتضطرب النفوس... فيسأل الرسل أنفسهم : أترانا قد خُذلنا...ويسأل الناس أنفسهم : أترانا قد هزمنا ....في هذه اللحظات يجيء الجواب الرباني( جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ) إنه المجيء الماضوي ( بالفعل الماضي ) للدلالة على التحتم والوقوع...
يقول سيد قطب في قول الله تعالى (حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ): (إن سؤالهم متى نصر الله؟ ليصور مدى المحنة التي تزلزل مثل هذه القلوب فتبعث منها ذلك السؤال ، وعندما تثبت القلوب على مثل هذه المحنة المزلزلة عندئذ تتم الكلمة ويجيء النصر من الله .
إنه مدخر لمن يستحقونه ، ولن يستحقه إلا الذين يثبتون حتى النهاية . الذين يثبتون على البأساء والضراء الذين يصمدون للزلزلة . الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة . الذين يستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله ، وعندما يشاء الله ، وحتى حين تبلغ المحنة ذروتها فهم يتطلعون فحسب إلى ( نَصْرُ اللَّهِ ) لا إلى أي حل آخر )
لقد خاض النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنون معه غزوة الأحزاب ضد الكفرة الذين تجمهروا من كل حدب وصوب، ضد مشركي قريش من جهة، وحلفائهم من العرب من جهة أخرى، وأذنابهم من يهودَ من جهة ثالثة... بلغ الكرب منهم مبلغه... وضاقت عليهم السبل، وظنوا أنهم هالكون لا محالة، يصفهم القرآن بقوله: (إذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا* هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا).
لقد أصبح المؤمنون بين فكي سبُعٍ مفترس، تعطلت كل الأسباب المادية، ثم جاء المنافقون ليزيدوا الطين بلّة ويقولوا (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ) في هذه اللحظة أرسل الله لهم ريحاً وجنوداً لم يروها وحقق لهم النصر المبين ليميز الله الصادق من المنافق...
فليعلُ النظام الأسدي بباطله ولينتفش، وليقل للناس إننا انتصرنا في القصير، لكننا لا نقول إلا بأن المؤمنين هزموا يوم أحد، لكنهم لم ييأسوا، وانطلقوا من ليلتهم لتحقيق نصر جديد في حمراء الأسد..
إننا لا نواجه النظام في جبهة واحدة، ولن تكون الهزيمة بسقوطها، إننا نواجه النظام في الغوطة المحاصرة، وفي داريا الصامدة، وفي حلب وغيرها من مدن الشمال...ومن هذه الجبهات جميعها بعد التوكل على الله تعالى سيكون النصر بإذن الله تعالى.
لقد دخل النظام المجرم يوماً إلى داريا، وعاث فيها فساداً، وارتكب فيها أكبر مجزرة في عمر الثورة، وتبجّح (بتطهيرها)، ورقص على جثث شهداءها...ثم انتفض المارد من جديد، وعاد المقاتل ليعانق سلاحه، وها هي تعود شوكة مرةً في حلق من أكثر من ستة أشهرٍ متواصلة... وغداً ستعود القصير من جديد... مِعْولاً في ظهر هذا النظام المغولي.
فلنوحد كلمتنا ـ أيها السوريون ـ  ولنكن صفاً واحداً في وجه هذا النظام المجرم، وقبل كل ذلك: ليكن أملنا بأن النصر لا يأتي من الغرب الذي لا يريد لبلادنا إلا الدمار والبوار، ولا يأتي من قوة السلاح ووفرة العتاد، وإنما يأتي من الله سبحانه، من حيث لا ندري !
ولا نختم كلامنا إلا بقول الشهيد حسن البنا رحمه الله الذي يقول فيه: (إنّكم لن تُغلبوا أبداً من قلةِ عددكم ، ولا مِن ضعفِ وسائلِكم ولا مِن كَثرةِ خُصومِكم ولا مِن تألّب الأعداء عليكم, ولو تجمّع أهلُ الأرضِ جميعاً ما استطاعوا أن ينالوا منكم إلا ما كتب الله عليكم، ولكنكم تُغلبون أشد الغلب وتفقدون كل ما يتصل بالنصر والظفر ؛ فقط إذا فسدت قلوبكم ولم يُصلح الله أعمالكم أو إذا تفرّقت كلمتكم واختلفت آراؤكم ، أما ما دُمتم على قلبِ رجلٍ واحد مُتجهٍ إلى الله تبارك وتعالى، آخذٍ في سبيل طاعته، سائرٍ نهج مَرضاته فلا تهنوا أبداً ولا تحزنوا أبداً وأنتم الأعلون واللهُ مَعكم ولن يتركم أعمالكم)

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع