..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مزيد من الحريّة في ذكرى الثّورة السوريّة

صبا قلبي

٣ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6567

مزيد من الحريّة في ذكرى الثّورة السوريّة
1 طفل سوري حر.jpg

شـــــارك المادة

منذ عامين من اليوم دوّت في سماء سورية كلمة عظيمة كعظم الحدث تمامَا لتعلن انطلاق ثورة من أعظم وأندر الثورات في العالم .. فكانت كلمة ” حريّة ” تعلن انطلاق” الثّورة السورية”.
اكتسبنا بفعل هذه الثّورة المباركة معان كبيرة ورائدة في البناء الفكري ، والتي ماكنا لنطالها لولا هذه الثورة التي صبغت أيامنا بالعمل والانجاز ، وفتحت لنا الباب لنلج منه إلى آفاق التغيير الذي لن يقف هنا بالطبع .. بل سيستمر مادمنا خلفاء في هذه الأرض .

 


فبشكل منطقي يمكننا أن نقول أن الأفكار تسبق الأفعال .. ولن نصل إلى أفعال لها جدوى في حياتنا مالم تسبقها أفكار هامة ، ولن نصل إلى تلك الأفكار مالم نملك أمرين هامين جدًا هما : التحرر من خوف طرح فكرتنا ووجهة نظرنا .. واستشعار وممارسة حق الرفض المشروع عندنا . .
هذان الأمران كانا جليان في الممارسة والتطبيق في ذلك اليوم الخالد يوم التقت الآمال مع الأفعال وانطلقت الثورة ، كان للتحرر من الخوف ولحق الرفض الوجود الأبرز إن لم نقل الوحيد في المشهد ، فحضرت القوة والشجاعة اللامحدودة في طرح مانريد وكانت تلك العناصر هي الوقود الأبرز لكلماتنا التي صدحت بها الحناجر وعلت في سماء سورية ، لم يكن يومها أحد يستطيع الوقوف في وجه ذلك الشعب الذي طلّق الخوف وتحررت كلماته من قيودها وانظلقت إلى مسامع السامعين .
لكن ماذا عن اليوم ؟
لا زلنا ورغم كل ذلك الضخ الثوري للحرية ، لازلنا نعاني من نقص في هذا إسباغ هذا المفهوم على حياتنا في الثورة خصوصًا والمجتمع عموماً ..
فلو جئنا إلى الثورة نجد أن الكثير من المجموعات الثورية – سواء المدنية أو العسكرية – لم تتجلى عندها تلك المفاهيم كفهم وممارسة للأسف ، فنسمع ونتقاطع مع الكثير من أفراد التشكيلات الثّورية التي لا تمتلك تلك الجرأة على رفض بعض الأفكار التي لا تتلاءم مع آرائها أو إبداء الرأي في ذلك على الأقل ، فتسود ثقافة – طأطأة الرأس – والإيماء السلبي للقائد الأعلى منهم مرتبه أو الذي يعلوهم في المنصب مجددًا ، ويعيدنا هذا الفعل بشكل أو بآخر إلى قيادة الفرد – بصرف النظر عن ظلمه من عدله حاليًا – الذي لا رقيب ولا مبدل لحكمه ، فنتحول تلك الأفراد مجدداً إلى البطانة التي تعين ولاة الأمور على الاستبداد في الرأي وحصر الأمر بدء وانتهاء عندهم .
لو جعلنا تلك الظاهرة تمتدّ على مجتمعنا وواقعنا الحياتي المعاش ، لوجدناها مليئة بالإملاءات والقوالب الجاهزة من الغير لنا ومنا للغير، والتي كثيرًا ما يقودنا عدم ممارسة حق الرفض المشروع والخوف من إبداء الرأي الشخصي المبني على القناعة إلى نتائج لم نكن نأمل بحدوثها ولم تكن آمالنا متعلقة بتلك النتائج يوماً بالأصل.
فالشاب الجامعي – على سبيل المثال – لايزال لا يملك الجرأة على رفض رغبة أبيه – التي تتعارض مع رغبته وشغفه أصلاً – في دراسة الفرع الذي يحبذه الأب ويراه ملائماً للولد، والبنت لا تملك الجرأة على رفض من سيتقدم لخطبتها مادامت هذه هي رغبة الأهل المقدسة، والطالب لايملك الجرأة في الوقوف معارضا لرأي أستاذه خوفًا من التأنيب أو عدم التفاعل – والأمثلة كثيرة جدًا وقد يحضر النفاق بشكل او بآخر في الكثير منها – فنرى من كل ذلك فظاعة في النتائج لأنها كانت مبنية على قرارات وأفكار ليست بالأصل لأصحابها ولا تناسب ومقاسهم ولاتتوافق مع رؤاهم وآمالهم ، فتحدث الهوة والشرخ في ممارسة نتائج تلك القرارات على أرض الواقع ، ويظهر التخبط في الأفعال التي بنيت بالأساس على أفكار غريبة عن أصحابها .
طبعًا هذه ليست دعوى لنبذ الشورى مع الغير وطلب النصح من أهل الخبرة والنصح ، بل هذه دعوى لتطبيق تلك المعاني على حقيقتها .
في ذكرى ثورة الحرية والكرامة يجب أن لا يملك أحدٌ بعد الحق في إغصاب الناس على فكر معين وعلى فعل معين ، وأن يملك الجميع القدرة على مجابهة الواقع بالكلمة الحرّة والرفض للفكرة الخاطئة وكل ذلك بالحكمة والقول الحسن ، وللفاروق عمر هنا قولًا جميلاً : إني قائم في العشية فمحذر الناس هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمرهم !
لأجل الحريّة خرجنا يومًا .. ومن أجلها سنستمر أحرار .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع