عبد الهادي الخلاقي
تصدير المادة
المشاهدات : 11273
شـــــارك المادة
صرحت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) بأن الإدارة الأمريكية تجري استعدادات لشن هجمات محتملة باستخدام طائرات بدون طيار ضد مقاتلين إسلاميين متشددين في سوريا. هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية تجاه الأحداث في سوريا قد يبرر صمت الإدارة الأمريكية على جرائم النظام السوري تجاه شعبه الذي مازال يرضخ تحت وطأة القصف والدمار والقتل والتنكيل منذ عامين دون أن تحرك إدارة اوباما ساكناً مقارنة بما قامت به في ليبيا من سرعة التدخل والإطاحة بالقذافي.
قد يكون تدخل القوات الأمريكية لحسم المعارك في سوريا سبب لتعجيل النصر وهزيمة نظام بشار الأسد، وقد يحول هذا التدخل سوريا إلى عراق آخر، فأمريكا وان أظهرت وقوفها وتأييدها للثورة السورية التي تطالب بالحرية من ظلم واستبداد نظام دكتاتوري تعسفي وتأييدها كذلك لثورات الربيع العربي إلا أنها تضع نصب أعينها مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول في منطقة الشرق الأوسط الجديدة وهي تستغل هذه الثورات لإعادة ترتيب موقعها وتحالفاتها للحصول على مكاسب وعائد كبير ينعش الاقتصاد الأمريكي المتذبذب الذي مازال يعتبر عقبة أمام إدارة الرئيس الأمريكي أوبانا وتحدياً لم يفلح في حله منذ ترؤسه للولايات المتحدة الأمريكية. أمريكا لم تكن مؤيدة لرحيل النظام السوري وإن أرادت ذلك فلن يعجزها ذلك على غرار ما قامت به في ليبيا بالتعاون مع روسيا، إلا أن المصالح الأمريكية والروسية في المنطقة تتقاطعاً في نقطة واحدة ولديهما مصالح مشتركة في المنطقة إضافة إلى أن النظام السوري كان ومازال الكلب الأمين الحامي للحدود الإسرائيلية طيلة 40 عام وصمام الأمان لحزب الله اللبناني الذي مهد له نظام عائلة الأسد أن يصبح قوة تفوق تنظيم الجيش اللبناني الرسمي. كل هذه التحالفات والمصالح المشتركة بين أمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران (من خلال حزب الله) أبقت النظام السوري يستبيح قتل شعبه وتدمير المدن السورية لتكون هناك ذريعة لطرح خطة لحل الأزمة السورية من خلال بقاء النظام السوري أو رحيل بشار الأسد وتسليم السلطة لنائبه كحل بديل يضمن البقاء على حماية الحدود الإسرائيلية والقواعد العسكرية الروسية ويضمن خط إمداد ثابت لحزب الله اللبناني.
الأيام الأخيرة من المعارك الدائرة بين الثوار السوريين والنظام السوري تنبئ بتقدم الثوار تجاه العاصمة دمشق وباتت أيام الرئيس السوري ونظامه الجائر في خطر واقعي قد يسقط بين ليلة وضحاها، لذا فان أمريكا وحلفائها يبحثون عن ذريعة لوقف الزحف الثوري السوري تجاه القصر الرئاسي في دمشق وقد يستخدمون حجة المجاهدين كذريعة لقصف الثوار ووقف تقدمهم وإضعاف قوتهم.
زكي الأخضر
طارق الحميد
فيصل القاسم
حسان الحموي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة