..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

رخصة دولية للقتـل ( سوريا .. شهداء بلا حدود )

غزوان طاهر قرنفل

١٠ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3758

رخصة دولية للقتـل ( سوريا .. شهداء بلا حدود )
1 مجزرة حلفايا.jpg

شـــــارك المادة

فيما يستمر القصف الجوي وسقوط صواريخ (سكود) على أحياء المدن السورية ويتوالى معه سقوط المئات يوميا من الشهداء المدنيين في تلك الأحياء والحواري .. وفيما ماتزال أستار الصمت واللامبالاة الدولية مسدلة على أشنع مجازر العصر الحديث بحق مدنيين عزَل ترتكبها سلطة ضد شعبها ...

 

 

في غمرة كل ذلك لم يعد مهما أو مجديا السؤال عن مغزى ومرامي هذا التعاجز الدولي تجاه الوضع السوري، وصار الأهم هو محاولة الإجابة عن السؤال.. سوريا إلى أين؟.
وإذا أدركنا أن النظام السوري ضرورة إيرانية وحاجة روسية ووظيفة أمريكية وضمانة اسرائيلية يمكننا حينها أن ننفذ إلى فهم معادلة المراوحة السورية في المكان مع استمرار وارتفاع وتيرة القتل والتدمير لتتحول سورية إلى أرض للشهداء .. بلا حدود!.
تدرك إيران أن انهيار حليفها وسقوط نظامه في دمشق لايعني فقط نهاية الحلم الفارسي في المنطقة، بل ربما يعني أيضا انهيار تلك المنظومة الحاكمة في طهران، ذلك أنها طالما كانت تسعى وتراهن على أن تبقي أقدامها تلامس مياه المتوسط وتطبق الطوق الفارسي الممتد من طهران الى بيروت عبر بغداد ودمشق شمالا..
وعبر البحرين وشرق السعودية وعمان واليمن جنوبا لتكون أهم بقعة جغرافية في العالم تحت رحمتها وإطارا صالحا للابتزاز الدولي ما يمنحها ثقلا استراتيجيا وحضورا اقليميا يصعب تجاوزه.
وتدرك اسرائيل بالمقابل أن سقوط الأسد ونظامه سيهدد بكل تأكيد ذلك الانضباط الصارم والسكون المطبق على جبهتها الشمالية الشرقية والممتد لأربعة عقود مضت مابفرض عليها إعادة تكيف أمني وعسكري جديد مع مايحدثه التغيير في المعادلة السورية من تغييرات اقليمية، فكان لابد من تدمير سوريا على يد طاغيتها وعلى كافة المستويات والصعد وفي المقدمة منها العسكرية لكي لاتؤول تلك القوة الى سلطة بديلة لاتربطها بها اتفاقية (فك ارتباط) تضمن أمنها لعقود قادمة كما ضمنته سلطة العصابة ولإشغال السوريين داخل حدود كارثتهم لنصف قرن آخر.
موسكو أيضا تصر على بقاء الأسد ونظامه مع إعادة تأهيله من خلال ديكور حكومة انتقالية منزوعة القرار ليكون أكثر قبولا على المستوى الدولي فحسب (دون أن يعنيها بالطبع ان يكون مقبولا او غير مقبول سوريا) ليس مبعثه فقط أن سوريا هي آخر موطئ قدم روسية في المنطقة وأهم مستورد لسلاحها وإنما أيضا من كون نظامها مجرد بيدقا ذو قيمة استراتيجية في رقعة الشطرنج الدولية الكبرى وهي لن تتخلى عنه إن لم تكن التضحية به ستسقط مقابله فيلا أو فرسا في مكان آخر من تلك الرقعة.
أمريكا من جهتها تدرك أن كل مايحصل وكل ماتحاول إيران وروسيا فعله لن يصل الى المدى الذي يهدد مصالحها الحيوية الكبرى في المنطقة (البترول وأمن اسرائيل) وأن ماتفعلانه ليس أكثر من محاولات لتحسين شروط التفاوض على المصالح والأدوار الدولية والاقليمية فحسب، ولذلك فهي ليست بحاجة - حتى الآن - للتدخل لحماية هذه المصالح.
في هذا الإطار فقط يمكننا فهم ماصرح به وزير الخارجية الألماني السابق (يوشكا فيشر) وهو الخبير بشؤون المنطقة ((أن المنطقة العربية لم تعد محط اهتمام الدول الكبرى فالنفط تحت السيطرة والغاز بأيد أمينة واسرائيل لاخوف عليها ، والدول العربية لم تعد دولا بالمعنى الفعلي والدولي لمواصفات الدول وبالتالي فمستقبل المنطقة أسود والآتي أكثر ظلمة وسوادا)).
سورية ستبقى متروكة لتفاعلات صراع القوى والمصالح ضمن محددات يدرك الأطراف كلهم متى يقفون على حافتها... ولن يكون ثمة تدخل لوقف المذبحة فيها مالم يتجاوز أحد اللاعبين حافة إحدى تلك المحددات ، عندها ربما ترتسم خرائط جديدة للمنطقة تتكيف مع تبدل خرائط المصالح الدولية الكبرى.
هل صارت خرائط سايكس - بيكو جزءا من التاريخ؟!! سوريا ليست على حافة الهاوية ... سوريا انزلقت إليها فعلا..
مايحصل في سوريا مجرد رخصة دولية للقتل بامتياز.. ليس للسوريين فقط وإنما لوطنهم ومستقبلهم .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع