..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الثورة السورية وانتهازية الأعداء.

محمد علي الشيخي

٧ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6661

الثورة السورية وانتهازية الأعداء.
20130129-163950_h464378.jpg

شـــــارك المادة

يسعى كثير من أعداء الأمة الإسلامية سعياً حثيثاً لإجهاض كل محاولة جادة للخروج مما هي فيه من اضطهاد وظلم وتخلف, يريد لها أولئك البقاء في دائرة التفرق والضعف والتخلف والتبعية.
ومتى ما حاول شعب أن ينفض عنه غبار التبعية لهم أو قام بمحاولة للسير في طريق القوة والازدهار؛ بادر العدو بوأد تلك المحاولة بأساليب قذرة متنوعة, وبعيدا عن كل معاني الإنسانية والتحضر وما تتشدق به أبواقهم من إعلان الحرية والتقدم والعدالة والأمن.

 


نعم العدالة والحرية والتقدم لهم فحسب. وللمسلمين عدوهم الأول: الظلم والجور والقهر والاستعباد.!
ومن هذا المنطلق فلا شك أن ما يجري في أروقة المؤتمرات من المبادرة إلى شغل العالم وصرف الأنظار عما يعانيه الشعب من جرائم القتل والتشريد منذ اثنين وعشرين شهرا، وتلك المبادرة - بزعمهم- إغاثة للاجئين والنازحين بعد أن ذاقوا من الجوع والبرد وذلة التشريد ما الله به عليم.
مع العلم أن مفوضية هيئة الأمم تصرح أن عملها في نطاق المناطق الخاضعة لنظام الأسد، بمعنى أنها تعمل تحت مظلته.
وعلى فرض غير ذلك: لماذا لا يوضع حل جذري للمشكلة الرئيسة وذلك بتنحية الأسد ومحاسبته على جرائمه..؟!
لماذا كل هذا الاهتمام والتبجح بصداقة سوريا؟
أهي العدالة؟ أم الإنسانية؟ أم المؤامرة؟!
لا شك أنها المؤامرة الكبرى على الشعب السوري المظلوم المقهور الذي اصطلى بنارين :
نار الحقد الغاشم المتمثل في حكومة البعث النصيرية وحلفائها من الشرق والغرب،
والنار الأخرى تخاذل الحكام في الدول الإسلامية وتشاغلهم بما لا يعذرهم أمام الله, ثم أمام إخوتهم في الدين والدم!
والغرض هنا كشف الستار عن هذا الاهتمام من هيئة الأمم بقضية الشعب السوري بعد فشل الجهود المبذولة لكبت الثورة والالتفاف عليها ومصادرة حق الشعب السوري في حريته وتقرير مصيره.
إن ما وعد به المانحون إنما هو محاولة انتهازية, وجريمة في حق الشعب السوري للإجهاز على الثورة من جهة، ومساندة لنظام بشار على الصمود من جهة أخرى. وصرف للأنظار عما يجري من الحملة الصليبية بقيادة فرنسا على المسلمين في مالي.
ومن المعلوم أن هذه المساعدات الموعود بها مقيدة بشروط مجحفة بحق الشعب السوري, فهي في حقيقتها مؤامرة مكشوفة لاحتواء الثورة, أو تغيير مسارها من جهة, وتشتيت لجهود المجاهدين وتفريق كلمتهم وبث الفرقة والاختلاف بينهم من جهة أخرى.
وفي الخطة الآثمة: نشر أكبر عدد ممكن من العملاء في صورة لجان إغاثية أو مراقبين؛ وذلك للتجسس وإفشال الخطط كما هي عادة الأعداء في كل زمان.
علاوة على شراء ذمم ضعاف الأنفس لتكون مهمتهم التشويش وشق الصف وتفريق الكلمة.
ومن خيوط المؤامرة أيضا وهو هدف رئيس لهم: إن تمكنوا من اختراق صفوف الثوار والقادة فسيقومون بالضربة القاضية, وتتمثل في الإجهاز على الثورة والالتفاف عليها.
فهم في سباق مع الزمن بعد أن أصبح الثوار قاب قوسين أو أدنى من النصر.
وثمّ هدف آخر: ألا وهو الحيلولة دون قيام حكم إسلامي في سوريا على أنقاض النظام الفاشي النصيري المجرم الموالي لأعداء الأمة المسلمة.
فالنظام السوري البعثي يعتبر سداً منيعا لحماية دولة اسرائيل من الشمال الشرقي, ومتى انهدم؛ انفتحت بذلك جهة إسلامية أخرى جديدة تقابل وتساند الجهة المصرية الفتية؛ فمن هنا كان إشعال الموقف الداخلي في مصر مبادرة تخدم الهدف الصليبي على مسارين إضعاف قوة المصريين, وإشغالهم بأنفسهم عن مناصرة إخوتهم في سوريا.
وبعد: فلا شك أن الثوار والقادة على علم بكل ما يُدبّر لهم من المكائد.
ولديهم من الخبرة والحنكة ما يمكّنهم بعون الله من إدارة دفة الصراع لصالحهم, ثم هم بحمد الله أجدر وأعلم بتدبير أمورهم واختيار الأصلح منها.
ولكن من باب التعاون والمناصرة والمناصحة أتمنى أن يحرص الإخوة أولاً: على تقوى الله عز وجل وإخلاص النية له. والبعد عن الأطماع الشخصية. ثم الاهتمام بجمع الكلمة؛ لئلا يحد المغرضون فرصة للإيقاع بينهم, ثُمّ اقتطاف ثمرة جهادهم وثورتهم.
وحبذا لو تمّ تكوين مجلس شورى ليكون نواة لبرلمان الدولة فيما بعد, يضم نخبة من أصحاب الرأي والنصيحة والحكمة والخبرة؛ -وأظن أنه قائم - يكون في مقدمة مهماته: التخطيط والدراسة وإصدار القرارات المصيرية بعد المشاورة والاتفاق على الأصلح منها.

ويستحسن أن تنبثق منه عدة لجان, منها على سبيل المثال:
1- اللجنة الإعلامية وتعمل بالتنسيق مع جميع الكتائب والجبهات والألوية في الجيش الحر والمجلس الوطني تتولى الشؤون الإعلامية للثورة, ولا يسمح لجهة أخرى غيرها بالتصريح الإعلامي
2- اللجنة السياسية: مهمتها دراسة وتقييم الخطط الكفيلة بإنجاح المهمة السياسة للثورة والدولة , على أن يكون من أولويات أعمالها: توعية القادة والمجاهدين , والعمل على كل ما من شأنه جمع الكلمة ووحدة الصف, والتوعية بمخاطر الفرقة والاختلاف.
3- اللجنة العسكرية: ومهمتها التنسيق بين القادة العسكريين في الميدان، ورسم الخطط العسكرية, وتقديم ما يحتاج إليها المقاتلون من دعم عسكري ولوجستي.
4- اللجنة التنفيذية: صياغة وإصدار القرارات, ومتابعة تنفيذها, علاوة على مراقبة مشاريع بقية اللجان.
وبعد فهذه مجرد خاطرة عابرة أحببت طرحها بين أيديكم, سائلاَ الله لكم التوفيق في كل أموركم وأن يجمع على الحق كلمتكم, وأن يعجّل لكم النصر إنه على كل شيء قدير.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع