..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

القضية الإسرائيلية والاحتلال الفلسطيني

معاذ عبد الرحمن الدرويش

٢٠ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6338

القضية الإسرائيلية والاحتلال الفلسطيني
عبد الرحمن الدرويش1.jpg

شـــــارك المادة

من سذاجة الفكر أن نصدق أن أمريكا والغرب دعموا ثورات الربيع العربي بقصد إيصال الديمقراطية والحرية لشعوبنا المقهورة.

و بالمقابل أيضاً يجب أن لا ننسى وننكر أن الجالسين على كراسي السلطة ليسوا سوى بيادق على رقعة الشطرنج التي تحركها مصالحهم.
لكن أمريكا والغرب يعرف متى يكون مع ومتى يكون ضد، وهو يدرك أن العمر الافتراضي لتلك البيادق انتهى، وأن الوقوف في وجه ثورات الربيع العربي معركة خاسرة.

 


فالغرب هو أكبر عدو للديمقراطية في بلادنا، لأنه يدرك أن لا وجود له على أراضينا بوجود الديمقراطية.
فالمسير مع ثورات الربيع العربي ومحاولة حرف مسارها أسهل بكثير من الوقوف ضدها.
ربما أن الأمور لم تكن تنكشف على حقيقتها لولا الثورة السورية.
كل شيء كان تحت السيطرة والأمور تسير بهدوء في معظم ثورات الربيع العربي . باستثناء الوضع السوري، والذي سيقلب موازين القوى في المنطقة والعالم.
ـ حدود وأمن إسرائيل ومشروع السلام و الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى.
ـ انكسار شوكة الغول الإيراني القادم
ـ الورثة الروسية في الشرق منذ قيام دولة إسرائيل والعالم العربي محتل بشماعة القضية الفلسطينية، والتخويف من الغول الإسرائيلي لكن شيئاً فشيئاً كان لا بد من ترويض هذا الغول، وأنسنته ومحاولة دمجه بمن حوله.
طبعاً هذا لا يكفي لاستمرار اللعبة، فلا بد من غول يهدد أحلام المواطن العربي لاستنزاف دمه، وكان البديل جاهزاً بالغول الإيراني.
أما الورثة الروسية في الشرق لو اندثرت لتعرى العالم بقطبيته المفرطة، هذا من جهة ومن جهة ثانية العجوز الروسي يحتاج لثمن أدائه دور الوصيف رغم أنه يدرك أنه في حقيقة الأمر هو في آخر الركب.
لو أضفنا إلى ذلك أن المستفيد الأول من ثورات الربيع العربي عموما وثورة سورية خصوصاً، الجارة تركيا، والتي يمكن أن تعود إلى الواجهة العالمية في عودة الخلافة الإسلامية بصورة حضارية جديدة يمكن أن تهدد أوروبا والعالم.
بعد كل هذه المقدمة الطويلة أريد أن أقول، أن العالم لم يقف صامتاً ولا متفرجاً مما يدور من مجازر وتدمير في سوريا كما يروج لذلك الإعلام، والحقيقة أن العالم كله متعاون ومتكاتف للقضاء على الثورة السورية وتدمير سوريا تدميرا نهائياً.
فالديمقراطية للغرب أينما كانت هي الديمقراطية التي تضمن استمرار وصول أحزابهم إلى كراسي السلطة في بلادهم، والحرية التي تهم الغرب هي الحرية التي تضمن عبودية شعوبنا لشعوبهم.
حقوق الإنسان التي يتغنون بها هي السيف الذي يقطع رقبة كل من يهدد سلامة طريق الخيرات من بلادنا إلى بلادهم.
فالقضية الفلسطينية احتلت تفكير المواطن العربي، واعتبرتها كل الحكومات العربية قضية كرامة وكل من يساوم عليها يعتبر خائناً، والحقيقة هي احتلال للوطن العربي و إذلال الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.
إسرائيل تعبت من لعب دور الخنجر الذي يجرح الخاصرة العربية لضمان نزيف الدم العربي إلى الغرب.
ومن حق شعبها أن يعيش مثل بقية شعوب العالم بأمن وسلام، لا بد من بديل.
البديل الإيراني جاهزاً، ويحضر له منذ زمن طويل، فكما جاءت إسرائيل في عصر ازدهار فكر القومية العربية في العالم العربي، لتخترق وحدة الوطن العربي وتنسف أحلام الشعوب العربية بالوحدة والقومية.
تأتي إيران خنجراً مسموماً جاهزاً في عصر الصحوة الدينية للشعوب العربية المسلمة والذي سيثأر لدم الحسين.
هكذا تستمر اللعبة السياسية بشكل جميل وتبقى على أوجها دائماً ...................
والسؤال كيف سيتم إعادة توزيع الأدوار الداخلية إذا كانت اللعبة ستكون على هذه الشاكلة؟
لكن يوماً بعد يوم، كما يكتشف النظام المجرم أنه كلما أوغل أكثر بالإجرام ازداد تورطه و اقتربت ساعة موته، يكتشف الغرب أنه أمام معادلة صعبة والخروج منها ليس بالأمر السهل، وضحية ذلك يذهب كل يوم مئات الأبرياء من الشعب السوري.
فاحتلال فلسطين كان الباب لاحتلال الوطن العربي، وإسرائيل ليست سوى قضية سيتم حلها عاجلاً أم آجلاً هل نستفيد من هذا الدرس لمنع دخول الاحتلال الإيراني بحل القضية الإسرائيلية، وتوفير مئات من سنين الضياع والتضحيات ومحاربة طواحين الهواء والبقاء في خريف الأمة التي لم تخرج منه منذ أن خرج العرب من الأندلس؟.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع