..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

بشار الأسد يقيم على ظهر بارجة روسية

محمد فاروق الإمام

١٥ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3025

بشار الأسد يقيم على ظهر بارجة روسية
-فاروق-الإمام-1.jpg

شـــــارك المادة

نشرت صحيفة الوطن السعودية عن مصادر استخباراتية أن بشار الأسد، "يقيم مؤخرا مع أسرته ومقربين محدودين منه على متن سفينة حربية في عرض البحر المتوسط، تحت حراسة روسية."
وأبلغت المصادر "الوطن" بمعلومات، تفيد بأن "الأسد يتنقل من السفينة إلى الداخل السوري بواسطة مروحية، إلا أن أغلب إقامته تكون في السفينة وفق المصادر التي أرجعت الأمر لتوفير أجواء آمنة للرئيس الذي فقد الثقة في الطوق الأمني القريب منه.

 

 

إضافة إلى أن ذلك يسرع خروجه وأسرته من البلاد فيما لو تطورت الحالة الأمنية وحقق الثوار تقدما مفاجئا نحو دمشق أو داخلها، وحاصروا القصر الرئاسي".
كما ذكرت المصادر في تحليلها للأمر أن ذلك يعني أن الرئيس السوري بالفعل قد منح لجوءاً سياسياً من قبل موسكو، لكن بشكل غير معلن.
هذا الخبر قد يصدقه البعض أو ينفيه، ولكن هناك مؤشرات تدعم من يصدق مثل هذا الخبر من أوجه عدة..
أولها: إعلان وزارة الخارجية الروسية فور انتهاء خطاب الأسد الأخير وطرحه لما أسماه مبادرة سياسية في سورية، أنها تؤيد هذه المبادرة وتجد فيها حلاً مناسبا لوقف شلال الدم في سورية ومنع تقسيمها والحيلولة دون التدخل الخارجي، وأن على المعارضة السورية أن تقبل فوراً بهذه المبادرة لأنها فرصتها الأخيرة، وأن عليها أن تجلس مع بشار لمناقشة هذه المبادرة ووضع خطة طريق لتنفيذها، ولم ينتظر الروس ليستمعوا إلى ردات الفعل عند المعارضة والدول المعنية بالشأن السوري، وهذا يؤكد أن هذه المبادرة فبركت برعاية روسية على ظهر البارجة الحربية التي يقيم فيها الأسد.
ثانياً: مبادلة الأسرى الإيرانيين الثمانية والأربعين بأكثر من ألفين من المعتقلين السوريين عند نظام الأسد، في الوقت الذي يمتنع الأسد من مبادلة مئات الأسرى من الضباط الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية لدى الجيش السوري الحر التي ورطها بشار الأسد بدم السوريين، في مقابل إطلاق سراح عدد غير محدد من السوريين المعتقلين لديه، وقد تأكد هذا لدي من جهتين الأولى عندما اتصلت ببعض قادة الثوار للعمل على مبادلة أحد المعتقلين وهو وحيد أبويه ولم يتجاوز السابعة عشر من عمره مع بعض الأسرى من أعوان النظام لديهم، فجاءني الجواب لقد عرضنا هذا الأمر مرات ومرات على النظام عبر الصليب الأحمر والهلال الأحمر وكنا نجابه في كل مرة بالرفض، وكان آخر رفض يقول: لو كان كل ضباط الجبل (يقصد جبل العلويين) أسرى عندكم لن نبادلهم بمعتقل واحد، ويوم أمس شاهدت – كما شاهد العالم – فديو لأسيرين عند الجيش السوري الحر، أحدهما برتبة عميد والآخر برتبة عقيد ينتميان إلى الطائفة العلوية يتوسلان إلى بشار الأسد ليعمل على إطلاق سراحهما مقابل بعض المعتقلين السوريين كما فعل في حالة الإيرانيين، مؤكدين أنهما ليسا أقل قيمة من الإيرانيين الذين تمت مبادلتهم بمئات المعتقلين السوريين، وقد بكى الضابط وهو يتوسل رئيسه الذي باعه بثمن بخس بحسرة وهو يردد نحن لسنا أقل قيمة من الإيرانيين.
ثالثا: قصف الطيران الحربي لآخر الأبنية في مطار تفتناز الذي تحصن به عدد كبير من الضباط والجنود والطيارين وجلهم من الطائفة العلوية، بعد اقتحام الثوار للمطار دون أن يفعل أي شيء للإبقاء على حياتهم، بل سعى للتخلص منهم واتهام الثوار بأنهم يقتلون الأسرى من الجنود الذين يقعون بأيديهم.
رابعاً: بشار أجبن من أن يبقى في قصره وقد بات في متناول نيران أسلحة الجيش السوري الحر المتواضعة.
كل هذه المؤشرات وغيرها تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن بشار الأسد والدائرة الضيقة من حوله لم تعد تثق حتى في أبناء الطائفة العلوية الذين تورطوا بدماء السوريين، والذين تصل نعوشهم كل يوم بالعشرات والمئات إلى الساحل لتدفن في مراسيم كلاسيكية تحت عنوان (شهداء الإرهاب)!!!
الأسد ومن تبقى من أسرته بعد أن فر معظمها إلى خارج سورية حيث تكتنز أموال السوريين التي نهبتها، والحلقة الضيقة حوله ممن لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، هم الآن في مأمن في البارجة الحربية الروسية من غضب وثورة الطائفة العلوية عليهم، وهذا سيكون مؤكداً وعاجلاً، كما فعلت الطائفة الدرزية الوطنية التي هبت اليوم بكل مكوناتها لتنضم إلى الثورة الشعبية في مواجهة هذا النظام الباغي، الذي ظل يدعي للأمس القريب أنه حامي الأقليات السورية، وهذا الأمر ثبت كذبه للأقليات السورية التي عاشت لمئات السنين في أخوة قل نظيرها وتعايش خلاق مع كل أبناء النسيج المجتمعي السوري.
فلم يذكر لنا التاريخ السوري قديمه أو حديثه حالة تنم عن فعل مشين أو صراع مقيت ينم عن طائفية أو مذهبية أو دينية أو عرقية، فقد كان بشار بن برد لا يدخل على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان إلا والصليب مدلى على صدره، وهذا ابن العلقمي وزيراً عند المستنصر العباسي وهو شيعي، وحديثاً كان سلطان باشا الأطرش الدرزي قائداً للثورة السورية، والشيخ صالح العلي العلوي قائداً للثورة في الساحل السوري، وهذا بدوي الجبل شاعر الثورة السورية وأحد أركان الكتلة الوطنية كان علوياً، وفارس الخوري رئيساً للوزراء ورئيساً لمجلس النواب ووزيراً لأوقاف المسلمين بعد استقلال سورية مباشرة وهو مسيحي، وهذا أديب الشيشكلي رئيساً للجمهورية السورية وهو كردي، والشواهد أكثر من أن تحصى أو تذكر في هذه العجالة.

بهذه القيم وهذه الأخلاقيات وهذه الثقافة عاش الشعب السوري بكل مكوناته العرقية والدينية والمذهبية والطائفية بحب ووئام إلى أن أطل على سورية (غراب البين حافظ الأسد)، الذي عبث بهذا النسيج الرائع ومزقه إلى طوائف وأديان ونحل وأعراق، وصنفه بين موال وعميل وإرهابي وخائن، فقد عمل في بداية حكمه على التخلص من الضباط السنة في الجيش، ثم ألحق بهم الضباط المنتمون إلى الطائفة الدرزية، ومن بعدهم الضباط المنتمون إلى الطائفة الإسماعيلية، لتصفى له الأجواء مع حفنة من الضباط العلويين الذين باعوا الوطن بفتات موائد الأسد، ومجموعة من المرتزقة والفاسدين والوصوليين ممن يعبدون الدرهم والدينار ليتحكموا بسورية وثرواتها وإنسانها وأرضها ومائها وأجوائها لنحو ثلاثين سنة عجاف ذاق خلالها الشعب السوري من عذابات ومرارات وانكسارات ما لم يذقه أي شعب على وجه الأرض، وليجد صبي عائلة الأسد ومعوقها نفسه يرث كل هذا المال والجاه والسلطان وسط طغمة فاسدة أنشأها أبوه على عينه، فاغتر هذا المأفون وراح يتصرف تصرف أحمق الدولة العبيدية (الحاكم بأمر الله)، وكان الربيع العربي الذي عصف في المنطقة من تونس حتى اليمن، ولم يكن الشعب السوري وهو الذي عاش مرارة وبؤس وقسوة النظام الديكتاتوري لأكثر من أربعين سنة في منأى عن التفاعل مع هذا الربيع، فهب هبة رجل واحد يطالب بالحرية والكرامة عبر تظاهرات سلمية كان يرفع فيها الورود وأغصان الزيتون، وجوبه من أحمق قصر المهاجرين بالنار والبارود والقتل والتدمير، فلم يجد الشعب السوري بعد استقبال رصاص هذا المجرم بصدوره العارية لأكثر من ستة أشهر.. لم يجد من وسيلة إلا اللجوء إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه وعرضه وشرفه ومقدساته، وقد دفع الثمن غالياً ولا يزال يدفع (مئة ألف شهيد وضعفهم من الجرحى وأكثر من مئة ألف مفقود وأكثر من مئتي ألف معتقل وسجين وأكثر من نصف مليون مشرد خارج الوطن وأكثر من ثلاثة ملايين من النازحين داخل الوطن وتدمير العديد من المدن والبلدات والقرى)، وهو لا يزال موغل في إجرامه وبغيه، فكلنا سمعنا هتاف من كان يستمع لخطابه الأخير في الأوبرا بدمشق (شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد)، وكلنا قرأنا ما يكتبه هؤلاء الشبيحة على جدران الأبنية في المدن التي يدخلونها أو يسيطرون على بعض أحيائها (الأسد أو خراب البلد) وقد وصلت هذه الرسالة إلى الشعب السوري وهو ماض في ثورته حتى يحكم الله بينه وبين هذا الباغي مهما أقامت له موسكو وطهران من أماكن في ظنها آمنة ومهما بنت له من حصون في ظنها أنها ستحميه فالقصاص قادم لا محالة!!

 

 

أرفلون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع