محمد حسن العلي
تصدير المادة
المشاهدات : 6996
شـــــارك المادة
أما الفئة الأخيرة التي تفاجأت بهذه الثورة، هذه الفئة التي تحترق أعصابها وتعتصر قلوبها لما يجري في سوريا ليس فقط لطمس وتشويه كل معاني الحياة الإسلامية بل هو تدمير لكل مقومات الحياة الإنسانية، هذه الفئة التي عايشت أغلبيتها الأحداث السابقة على زمن الهالك حافظ وشاهدت ذاك الحقد البغيض الذي صبه هذا المجرم على أبناء سوريا عموما وعلى الإسلاميين منهم على وجه الخصوص.
هذه الفئة هي التي تعرف بتقييمها الدقيق الواعي للواقع في سوريا أن العصابة الحاكمة فيها تضمر من الحقد على أبناء سورية ما يدفعها عند الاضطرار لأن تحرق ليس البشر فقط بل الشجر والحجر. وهذا الذي يحدث الآن كله حاضر ماثل في ذهن أي فرد من تلك الفئة الواعية للواقع السوري بل إنها تدرك تماما أن كل مقومات القوة بيد تلك العصابة المجوسية وأنها تستند على مرتكز طائفي كما أن لها دعما إقليميا ودوليا غير محدود، فالدعم الإيراني المجوسي غير متناهي لأن سورية تعتبر جزءا من الإمبراطورية الصفوية المجوسية، وكذلك الدعم الإلحادي الروسي الذي يحقد بطبيعته على الإسلام والمسلمين وهو الذي ذاق مرارة الهزيمة على يد شباب الإسلام في أفغانستان وكانت نتيجته تفكك الاتحاد السوفيتي. وأما الجبهة الغربية والمتمثلة بالصهيونية العالمية والصليبية العالمية فهؤلاء من أين يأتون ببديل لتلك العصابة الأسدية التي حفظت لهم الحدود والأمن لإسرائيل منذ أربعة عقود من الزمن فضلا عن حقدها الموروث على الإسلام والمسلمين. فهذه حقائق كلها شاهدة أمام ناظر تلك الفئة التي تعتصر قلوبها لما يجري في سوريا. فكل واحد منهم عندما يُقال له في بداية الثورات العربية ومتى تنتفض سوريا؟ كان الجواب حاضرا في ذهنه وعلى لسانه أن واقع سوريا صعب ومعقد وخطير لا يمكن أن ينتهي بمظاهرات سلمية كما في تونس ومصر؛ وكأنك في هذه المظاهرات في نزهت للترويح عن النفوس أو مناسبات للأعراس والتمثيليات المسلية. وحتى ليبيا الوضع بنظرهم قد حسم من قبل تدخل غربي لأن مصالحه تقتصي ذلك. و أما سوريا فالجميع الشرق والغرب مصلحته ببقاء تلك العصابة المجرمة متحكمة بالشعب السوري لتسومه سوء العذاب. ولذلك فالتصدي لهذه العصابة المجرمة يتطلب إعدادا وعدة تقوم على حسابات دقيقة لأن المواجهة سوف تكون شرسة وعنيفة، إعدادا للجيل الذي كتب له التصدي لتلك المعركة التي يعرفها تاريخ سوريا منذ أن دخلها الإسلام وحتى هذا التاريخ. هذا الإعداد الذي يقوم على مفهوم واحد فقط هو أن الإنسان خلق ليكون عبدا لله، وأن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، فلا تطمع نفوسهم بمنصب وزير ولا أمير ولا مناصب ولا مكاسب. فمن أين يمكن إعداد هذا الجيل وهو تحت نير الاستبداد والاستعباد الجاثم على صدور السوريين منذ أربعين سنة. وهذا الطاغوت المستبد يسابق الزمن لتغريب أبناء سوريا وتضليل عقولهم وإفساد نفوسهم حتى لا يعرفوا أنهم لم يخلقوا إلا لعبادة هذا المجرم المتأله هو و أبوه الهالك. وأما العدة فمن أين يمكن تأمينها؟ فظروف العالم العربي والإسلامي لم تكن مهيئة لذلك ولمثل هذه المواجهة الشرسة، فهذه الحسابات ماثلة في ذهن تلك الفئة التي لا يزيدها مرور الأيام إلا أسى وحرقة على الواقع السوري المرير. ولكن الله تعالى أراد أن يوقظنا من غفلتنا وليقول لنا أنا الركن الشديد لمن ركن إلي وأسلم إلي أمره وأنا الغالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون وأنا الفعّال لما أريد؛ جلّ جلاله. فانطلقت حناجر أبناء محافظة درعا لتقول الشعب يريد إسقاط النظام، وتجاوبت معها جميع محافظات سوريا من شرقها إلى غربها وكأنّها على موعد. وكأنّ ذلك التاريخ العظيم المشهود 15-3-2011م هو بداية تلك الملحمة التي سيسطرها الشعب السوري العظيم والنصر مع هذه الثورة منذ انطلاقتها وذلك في حديث آخر مع معلم على معالم على طريق الثورة بإذن الله.
أحمد الرمح
مصطفى سيجري
عبد الكريم بكار
محمد كريشان
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة