..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

سورية والعراق: هل أزفّ زمن الدويلات المذهبية؟

سعد محيو

٢٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6896

سورية والعراق: هل أزفّ زمن الدويلات المذهبية؟
1ثورة العراق.jpg

شـــــارك المادة

يبدو أن تهديد الرئيس بشار الأسد في المراحل المبكرة الأولى من الانتفاضة السورية بأنه سيفجّر المنطقة، سيثبت أنه كان نبوءة ذاتية التحقق، ولكن بشكل معكوس:
بدل أن يفجَّر هو سورية المنطقة طائفيا لصالحه، تتفجّر المنطقة الآن في وجهه.
الدليل؟
إنه موجود وفاقع الوجود هذه الأيام في العراق.


فما يسميه الآن المنتفضون في محافظة الأنبار العراقية "الثورة ضد تهميش السنّة"، هو في واقعه سبب محلي ونتيجة إقليمية في آن: سبب محلي، لأن السياسات الطائفية والمذهبية التي أرساها الاحتلال الأميركي في عراق مابعد الغزو وواصلها المالكي، حوّلت السنّة من مجموعة تنتمي إلى أمة عربية إلى جماعة تنزوي في حضن الطائفة- العشيرة.
وهو نتيجة إقليمية، لأن سنّة العراق، الممتعضين أصلاً من دعم حكومة بغداد لنظام الأسد مالياً ونفطياً وإعلاميا، شعروا بالقوة والتمكين بعد المكاسب العسكرية على الأرض التي حققها، ولايزال يحققها، جيرانهم من الأغلبية السنيّة السورية طيلة الشهرين المنصرمين.
وهكذا، تقاطعت الأزمة الطائفية العراقية مع الحرب الأهلية السورية لتخلق كوكتيلاً خطراً قد يثبت بعد حين أنه متفجر إلى أبعد الحدود، في حال لم تحدث انشقاقات كبرى في الطائفة العلوية السورية تُنهي حال الاستقطاب الطائفي الحاد الراهنة، وأيضاً في حال ركبت حكومة المالكي رأسها وقررت مواجهة العين الطائفية بالعين الطائفية، والسن المذهبية بالسن المذهبية.
وإذا ما حدث ذلك، ستفتح مشاريع إعادة رسم خريطة المشرق العربي على مصراعيها على الأسس الطائفية والمذهبية والعرقية التي باتت أكثر من معروفة.
فسنّة سورية والعراق قد يشكّلون اتحاداّ قوياً تعززه الروابط القبلية والمذهبية وتسنده حقيقة الجوار الجغرافي.
وسيكون للعلويين دولة، وسيحاولوا أن يخلقوا لها امتداداً في سهل البقاع الشيعي اللبناني (وإن كان هذا يبدو أمراً صعب المنال بسبب مصالح شيعة لبنان المحلية والعربية والإيرانية الخاصة)، كما سيكون للدروز وأكراد سورية والعراق دويلاتهم الخاصة.
هل وصلنا بالفعل إلى هذه المرحلة الخطرة؟
ليس بعد، أو ليس تماماً.
لكن استمرار تمسك "الأصوليين العلويين" بالسلطة ، ومعه تواصل الحرب الأهلية الاستقطابية في سورية، واستمرار السياسات الطائفية في العراق، سيكون وصفة ممتازة لجعل تهديدات الأسد بالفعل نبوءة ذاتية التحقق، وإن على عكس ما اشتهت سفنه.

 

اليوم غدا

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع