..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

غزة والربيع العربي

نجوى شبلي

١٦ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2456

غزة والربيع العربي
1هنية وقنديل.jpg

شـــــارك المادة

كلنا يعلم دور أحمد جبريل في مساندة النظام السوري في حربه ضد شعبه, وكذلك دوره في تفريق الصف الفلسطيني داخل سورية وخارجها.
ويأتي الهجوم على غزة هذه الأيام بعد أن أطلقت الجبهة الشعبية التابعة لأحمد جبريل صاروخين من غزة استهدفت فيهما دورية إسرائيلية نتج عنهما جرح بعض الجنود الإسرائيليين.

 


اسرائيل التي لها أجندات سواء في فلسطين أو في سورية وجدت في هذا حجة لضرب غزة متحدية بذلك العالم العربي, وموجهة إليه رسالة بأنها ستستمر في ضرب المقاومة حال إطلاقها أي صاروخ باتجاه ما تعتبره أراض لها, وهي تريد توجيه رسالة إلى أمريكا تطالبها فيها بتنفيذ تعهداتها في الحفاظ على أمن إسرائيل، ولا نستطيع أن نسقط الانتخابات الإسرائيلية المقبلة من حسابات إسرائيل.
إننا لا نبالغ إذا اعتبرنا السبب الأهم وهو التغطية على حليفها الخفي في دمشق, وصرف الأنظار عنه إلى حين انتهاء مهمته التي أوكلها إليه العالم المجرم في القضاء على الثورة السورية، وهذه المهمة هي ربما هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع إسرائيل بواسطتها مساندة هذا النظام الدموي،
والذي يقتل المئات من شعبه يوميا على مرأى ومسمع من هذا العالم، وربما تريد إسرائيل من استهداف غزة إحياء ما يسمى ممانعة النظام وإيران وترك المجال لهما للمزاودة على دول الربيع العربي بعد أن فقدت هذه الممانعة الكثير من مصداقيتها, وفضح أمرها.
إن قدوم وفد مصري وعلى أعلى مستوى إلى غزة وكذلك عبد المنعم أبو الفتوح المرشح لرئاسة مصر سابقا والوفد الذي أتى معه إضافة إلى ما تورده الأنباء عن عزم وزير خارجية تونس القدوم إلى غزة أيضا؛ ليقدم إلى إسرائيل رسائل هامة لم تتعود أن تتلقاها فيما سبق، وهي أن زمن مساندتها في حصار غزة، وأن غض البصر عما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين قد ولى زمانه، وأن الحكومات العربية الجديدة ستتكفل بحماية الفلسطينيين إضافة إلى رسالة إلى العالم المساند لإسرائيل وأولهم الولايات المتحدة الأمريكية بأن عليها أن تراعي حرمة الدم الفلسطيني التي تعودت إسرائيل إهداره دون رادع لها إذا كان هذا العالم يريد إقامة علاقات طيبة مع الحكومات الجديدة في العالم العربي.
إن الحكومات العربية الجديدة التي انطلقت من قاعدة شعبية عريضة تجد نفسها مضطرة للاستجابة إلى مطالب الشعوب إلي تعتبر القضية الفلسطينية هي قضيته الأولى، ولا نستبعد في هذه المرحلة أن تعمل هذه الدول على التهدئة بين إسرائيل والمقاومة، وإذا تم الأمر فعلا فقد يكون هذا لمصلحة الثورة السورية لتعود إلى الواجهة وليكون التغيير الديمقراطي وإزالة حكم بشار الأسد من أولى اهتمامات هذا العالم الذي يكاد يفقد مصداقيته أمام الشعوب كلها، وهو يرى دماء السوريين تسيل أنهارا كل يوم دون أن يحرك ساكنا، وعندها سنقول لأحمد جبريل: إن تحرير الضفة الغربية لا يأتي من غزة.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع