..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

مؤتمر جديد لـ"أصدقاء سوريا" للاعتراف بـ"حكومة إنتقالية"

عصام عبد الله

٢٣ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6370

مؤتمر جديد لـ
1.jpg

شـــــارك المادة

المحلّلون في واشنطن وعواصم غربية أخرى راحوا يفسّرون موقف الرئيس الاميركي الآتي بلا مناسبة والبعيد عن مجريات الأحداث على الساحة السورية أو على الساحة الدولية، إلى درجة أنّ أحد المعلّقين السياسيّين الاميركيين تساءل: "هل معنى ذلك أنّ القتل الذي يمارسه النظام في سوريا يحظى باللون الأخضر؟"

 

 

 

وفي متابعة لموقف اوباما وقبله موقف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في تركيا الذي تحدّثت فيه عن تسريع الخطى لإسقاط نظام الاسد، يتّضح أنّ ثمّة حراكا بدأته الإدارة الاميركية في اتّجاه الملف السوري، ولن تتأخّر الايّام في الكشف عن الخطوات التي سيجري اعتمادها.

ففي الوقت الذي كان اوباما يعقد مؤتمره الصحافي في البيت الابيض، كانت كلينتون قد أنهت مؤتمراً عبر الهاتف دام أكثر من ساعة الاثنين الماضي مع وزراء خارجية فرنسا لوران فابيوس وبريطانيا وليام هيغ والمانيا غيدو فسترفيلي وتركيا أحمد داود اوغلو.

ووفق المعلومات إنّ البحث في هذا المؤتمر تناول المناقشات التي أجرتها كلينتون في تركيا حول الدعم الواجب تقديمه للمعارضة السورية بهدف التعجيل في سقوط النظام المتّهم بقمع الحركة الاحتجاجية المناهضة له، إضافة الى وضع اللاجئين السوريّين ومرحلة ما بعد الاسد.

وتبعاً لمعلومات الخارجية البريطانية فإنّ كلينتون ستعمل على عقد مؤتمر جديد لأصدقاء سوريا على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة جامعة الدول العربية وأعضاء من المعارضة السورية، وإنّ الإعلان عن موعده لن يتأخّر وهو مرهون بإنجاز الاتّصالات والمواعيد.

وفي باريس كشف الرئيس فرنسوا هولاند، الاثنين الماضي أيضاً، بعد لقائه المبعوث الجديد الى سوريا الاخضر الابراهيمي أن لا حلّ سياسيّاً للأزمة في سوريا إلّا بتنحّي الأسد عن السلطة، وإنّ مؤتمر أصدقاء سوريا الجديد سيبحث في خطوات تنفيذية إنسانية وإقامة مناطق آمنة. ويكتسب هذا الموقف الفرنسي أهمّيةً في اعتبار أنّ فرنسا تشغل رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر.

وفي ترجمة سريعة لرؤى الإدارة الاميركية أعلن أحد كبار المسؤولين في وزارة الخزانة الاميركية الثلثاء الماضي أنّ الولايات المتحدة "تشجّع" كوادر النظام السوري على الانشقاق عنه أسوةً برئيس الوزراء السابق رياض حجاب الذي لجأ الى الأردن.

هذه المواقف الغربية والاميركية، تلقّتها روسيا وسارعت الى تأكيد التعاون الروسي الصيني ورفض أيّ عمل يتجاوز الامم المتحدة، خلال اللقاء الذي جمع وزير الخارجية سيرغي لافروف الى عضو مجلس الدولة الصيني داي بينغو في موسكو الثلثاء الماضي.

ويقول محلّلون سياسيّون في العاصمة الروسية إنّ موسكو سارعت الى مدّ جزرة الى الغرب تتمثّل بإعلان نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل إمكان البحث في تنحّي الاسد بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولاحظ هؤلاء أنّ المؤتمر الصحافي لجميل في موسكو نُقل مباشرة عبر التلفزيون السوري وتضمّن موقفه من قضية تنحّي الأسد أو استقالته.

وتزامنت هذه المواقف مع تسريبات إعلامية عن مساعدة عناصر من المخابرات البريطانية لعناصر من "الجيش السوري الحر" في تنفيذ عمليّات ضدّ القوات الحكومية السورية، فيما أعلنت المانيا عن إبحار سفينة تجسّس تابعة للبحرية الألمانية قبالة السواحل السورية تحمل تقنيات تجسس حديثة تابعة للمخابرات الألمانية، وأنّ هذه المعدّات تتيح رصد تحرّك القوّات السورية إلى عمق 600 كيلومتر داخل الأراضي السورية.

وتجمع هذه السفينة معلومات عن العمليات العسكرية التي ينفّذها الجيش السوري وتنقلها إلى قوّات الحلفاء في الجيشين الأميركي والبريطاني.

وتبعاً للمعلومات، فإنّ هذه السفينة تتبع للأسطول البحري الالماني الذي تتولّى مسؤوليته المباشرة وزارة الدفاع الالمانية، ما يعني قراراً ألمانيّاً، بالتوافق مع الحلفاء، لتجميع أكبر مقدار ممكن من المعلومات عمّا يجري على الاراضي السورية، تمهيداً لعمل عسكري لاحق، تماماً كما فعلت هذه الوحدة الالمانية في ليبيا.

وعلى الجانب السوري، اعتبر الإعلام السوري أنّ الكشف عن هذه المعلومات الأمنية ومساعدة عناصر "الجيش الحر" هو دليل إدانة للقائمين به، لكنّه لم يتحدّث عن المدى الذي سيبلغه هذا التحرك الامني.

ومن خلال مروحة الحراك الدولي هذه في شأن الموضوع السوري، يتّضح أنّ الصورة بدأت تتّضح حول آفاق المرحلة المقبلة والتحرّك الذي سيلجأ اليه الغرب، وأوّله سيكون عقد مؤتمر جديد لأصدقاء سوريا، وقد تكون فرنسا أو الولايات المتحدة الداعية له.

وسيناقش هذا المؤتمر الاعتراف بحكومة انتقالية تعلنها المعارضة قريباً، وسيوافق على طلب هذه الحكومة إقامة مناطق آمنة داخل سوريا للمهجّرين والنازحين بعدما ضاقت بهم وعليهم الساحات والمساحات في تركيا والاردن.

كذلك سيدعم المؤتمر "الجيش الحر" عسكريّاً ويفتح المجال واسعاً لكلّ القيادات العسكرية للانشقاق أو الانقلاب، تحت طائلة اعتبارهم مشاركين في "جرائم" النظام إذا استمرّوا على رأس عملهم. وهذا ما يفسّر سبب دعوة "وزارة الخزانة الاميركية" الى مزيد من الانشقاقات السوريّة على غرار رئيس الوزراء رياض حجاب.

وفي المحصّلة، يبدو أنّ المجتمع الغربي يتحرّك ببطء في الشأن السوري، لكنّ القرار بات واضحاً، وهو أنّ سوريا لن ترى الأمن او تشعر به مجدّداً في وجود الأسد.

 

المصدر : الجمهورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع