ردا على مقالتي السابقة "إيران وأحلام اليقظة" وردتني رسالة من أحد المثقفين العرب يلومني على عدائي لنظام طهران.
وأستغرب من بعض من يدعي الثقافة فيصور أن كرهنا لحكومة طهران ونظام ولاية الفقيه هو تأييد وتناغم مع إسرائيل، وكأن كره الظلمة مجزأ، وكأننا عندما نكره ظالما ما يوجب علينا أن نؤيد ظالما آخر.
نعم نكره إسرائيل ونؤمن بأن معركتنا مع إسرائيل هي واجب حتمه ديننا، ونكره حالة الضعف والوهن التي نحن عليها.

ولكن نكره أيضا نظام طهران، لعدة أسباب منها:
1- استغلال عاطفة الشعوب العربية بكره إسرائيل في سبيل تحيق طموح إقليمي وسياسي له.
2- أفعال هذا النظام مع إخواننا من سنة إيران من بلوش وأكراد من قتل وتشريد وإعدام، وحتى مع شيعة الأحواز بلغ منعهم من التحدث باللغة العربية لغة القرآن.
3- ما فعل ويفعل فيلق القدس وجيش المهدي ولواء بدر في السنة العراقيون وقتلهم على الهوية بأبشع الطرق، لم نرها حتى من التتار .
4- ما يفعله اليوم نظام إيران بإخواننا أحرار سوريا، ووقوفه ضد الشعب السوري ومساهمته هو وذيله في لبنان حزب الله في قتل وتدمير سوريا.
5- إشاعة التفرقة المذهبية في الدول العربية بصورة لم تكن موجودة قبل ظهور النظام في طهران، بحيث أصبح أبناء الوطن يتنافرون مذهبيا، وكان هذا التنافر غير موجود. بل كان الشيعة والسنة وغيرهم من الطوائف تتعايش بل وتتصاهر بدون النظر إلى طوائف وجماعات.
6- استغلاله للطائفية ليصبح هو المتحدث وهو الولي على جميع الشيعة في العالم داخل إيران وخارجها، وأصبح الكثير منهم كخنجر مغروس في خاصرة أوطانهم وتحول ولائهم للوطن إلى ولاء للمذهب.
ولكل من يلوم كراهيتنا لنظام طهران أسأله هذه الأسئلة وأتمنى أن أجد لها جوابا .
- هل يرضيك مساهمتها في قتل إخواننا في سوريا؟
- هل عداءنا لنظام يقتل السنة في بلده وفي العراق وفي سوريا يعني أننا متناغمون مع إسرائيل؟
- هل عداءنا لإسرائيل سينقص إذا علمنا أن لدينا أعداء آخرين؟
- ما علاقة عداءنا بإسرائيل بعدائنا لحكومة طهران ونظام ولي الفقيه؟
نعم نعلم خطر إسرائيل، ونعلم أخطاء أمريكا والغرب في أوطاننا، ولكن هذا لا يعني أبدا أن نظام طهران أقل منهم خطرا .