محمد حسن عدلان
تصدير المادة
المشاهدات : 4717
شـــــارك المادة
إضافة للأسباب المشتركة للثورة مع بقية المناطق ، كالفساد و القمع وانعدام الديمقراطية والحرية وتداول السلطة ووو ... هناك أسباب انفردت بها حمص. (أذكرها وأنا ضد الطائفية ولكن البحث الوصفي يجب أن يصف الواقع) فبعد الاستقلال أقيمت معظم المؤسسات الصناعية في حمص، لأنها منطقة وسطى ، لذلك اعتمد الكثير من أهلها على العمل بها كموظفين.
بعد استلام الأسد للسلطة جلب معه العسكر والأمن من الجبل ، وأصبحوا أصحاب النفوذ في المدينة التي كانت لا تعرفهم من قبل ، وهؤلاء أحضروا الكثيرين من الجبل للإقامة بحمص، بسبب طيبة أهلها الذين لا يعرفون الطائفية ، وسكنوا أحياء جديدة شرق حمص (الزهرا ، النزهة ، عكرمة الجديدة ). أتى أهل الجبل وأصبحت الوظائف في حمص حسب الواسطة وليست حسب الكفاءة، والواسطة بيدهم بسبب نفوذ الجيش ، فاحتكروا الوظائف، وجعلوا أرضهم ومزارعهم للتنزه أو لمردود إضافي ، فلا يكاد أحدهم يبلغ سن الوظيفة حتى يكون محله شاغرا ، وكذلك زوجته وأخته وأمه وأبيه ، وبقي أهل حمص الأصليين بدون عمل ، فلا أرض ولا وظيفة، فاضطر كثير منهم للعمل باعة جوالين ،فلاحقتهم فلول الأمن والتموين والبلدية والصحة و (تسميات وهمية هدفها انتزاع الرشوة والنهب). فقطعت أرزاق المساكين من يريد التوظف منهم عليه أن يدفع رشوة هائلة للطائفيين تقارب من 300 او400 ألف من الصعب تحملها ، وإن استطاع دفعها فسيتحمل العمل تحت إذلالهم ، يقوم بعمله وعملهم مرغما ليتفرغوا للرشوة والهرب والتهريب ومصالح خاصة دون محاسبة . وحتى لو أراد ابن حمص افتتاح محل للعمل فهو غير ممكن إلا بالرشاوي للموظفين الطائفيين تقرب من المحاصصة (للتموين والبلدية والصحة والمرور ...) . وكل يوم يلف على المحلات عنصر التموين أو البلدية أو المخابرات ووو.........(وكلهم طائفيون) حاملا (دفتر إرهاب) يسميه دفتر مخالفات، لا يسجل به إلا من لا يدفع رشوة يومية ، يتجول كضابط احتلال ومعه محفظة يملأها كل يوم بسرقة أرزاق الناس وتعبهم . وانتشر الإذلال والخوف والاعتقال التعسفي والتمييز الطائفي العلني ، حيث كان الطائفيون يعتدون ويشتمون أي إنسان ، وإن رد عليهم أحد فلا يعرف مصيره ، ينقضون عليه كالذئاب ضربا وشتما لا تجيده إلا ........... ثم يختفي في أحد فروع المخابرات ، ولا يجرؤ أحد أن يسأل عنه، فهو الخائن الطائفي الإخونجي العميل الذي يتآمر على الإنسان الوطني الأرقى . لو أردت مراجعة دائرة حكومية ، فلا ترى إلا لهجتهم ، يعرقلون معاملتك لتضطر للرشوة، ومن يتكلم لهجتهم فإن معاملته تسير بسرعة ومجانا مع الترحيب ، وتنقضي قبل معاملة من ينتظر لساعات أمام الوجوه الكالحة ، كان هذا بالتورية ثم أصبح علنا بحجة (قرايبنا) وبكل وقاحة ، فالبلد هي بلد الأسد أي بلدهم والآخرون متطفلون وعليهم قبول الذل.. لقد تجاوزوا الحد، وأعطوا أسوأ صورة لنظام على وجه الأرض ، حتى شعر الناس أنهم مواطنون من الدرجة العاشرة وليس الثانية . وأبناء حمص لا يقبلوا أن يكونوا بهذا الذل ، صحيح أنهم طيبون ومرحون ، ولكن يعتزون بالشجاعة وبأنهم أحفاد سيف الله خالد ، لقد سادوا فما ظلموا فمنهم ثلاثة رؤساء للجمهورية منذ الاستقلال ، ومع ذلك لم يبدر من أهل حمص أي تجاوز ، ولم يظهر منهم إلا كل لطف وطيب معشر ، لقد جبلوا على التسامح وحب الثقافة ، فمنهم المفكرون من كل الأطياف: غليون ، ملهم الدروبي ، سهير الأتاسي ، طيب تيزييني ، المفكر السباعي ، الترك ، الشاعر الملوحي ،الصوفي ، القرنفلي ، الزهراوي ،...... كانت حمص محتقنة تغلي كالمرجل ، حتى جاءت الشرارة من درعا ، فانفجر أهل حمص بحماس لحد الاستشهاد ، لقد تساوت عندهم الحياة والموت . ولو نظرت لتعليقات الطائفيين في صفحات النظام لرأيتهم يتساءلون متفاجئين: معقول أن تضم حمص كل هؤلاء الوحوش والجان ؟ . نعم لقد غرهم اللطف ، ولم يدركوا أن السبب يكمن بالطائفيين أنفسهم ، فالجور يحول الحمامة نسرا جارحا ، ويحول الإنسان الودود إلى وحش ومارد جبار ، ويحول الجرثومة التي وصفونا بها إلى جرافة كاسحة. ولذلك لم يأت من فراغ مشهد الجماهير تهتف للبطل الذي ركل برجله صورة حافظ في بداية الثورة ، فحافظ سبب البلاء كله ، إن مشهد الركل أدهشنا وأزال هيبة النظام ، وهللت له سوريا واشتعلت ثورة عارمة.
سعد محيو
جورج سمعان
عمار ديوب
إياد أبو شقرا
المصادر:
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة