..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ماذا بعد إفشال نظام الأسد لخطة عنان؟

العصر

١١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2740

ماذا بعد إفشال نظام الأسد لخطة عنان؟
7.jpeg

شـــــارك المادة

وعد بشار الأسد بأنه سيوقف إطلاق النار يوم 10 ابريل، ومضى هذا اليوم ولم تنسحب قواته من المدن المحاصرة، إنه يكذب وما جرب عليه الغرب والشرق إلا الكذب. انتهت خطة عنان، فهل ستبدأ مرحلة جديدة في التعامل مع عصابة الأسد الإجرامية؟


لم يلتزم النظام السوري بالموعد النهائي لانسحاب قواته من المدن الرئيسية التي حددتها ضمن خطة وضعها مبعوث الأمم المتحدة كوفي عنان، ولم يتغير شيء على الأرض. ويبدو أن الموعد النهائي لوقف إطلاق النار الشامل يوم الخميس القادم سينقضي أيضاً بلا أي التزام. وفي الوقت الراهن، لا يزال عنان يصر بأن الخطة لا تزال على الطاولة، لكن يبدو أن فرصة نظام الأسد الأخيرة للحل الدبلوماسي تحتضر.
إذا فشلت خطة عنان وقد ولدت وهي ميتة، فإن الطبيب الشرعي لن يعترف بالوفاة إلا بعد أيام أخرى. ومثل هذه المواعيد النهائية تعني دبلوماسياً التحرك في الوقت بدل الضائع، يستفيد منها القاتل والجلاد أكثر من الضحية، إلا أنها تضيق الخناق عليه من جانب آخر وتحرق أوراقه.  وأما عن الحليف الأبرز لنظام دمشق، روسيا، فيرى بعض المراقبين أن هيبة موسكو الآن على المحك، وقد نشهد محاولة أخيرة من موسكو للضغط على الأسد للامتثال. وفي الاجتماع القادم لوزراء خارجية G8 في واشنطن يوم 12 أبريل، سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بنظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون وهي غاضبة: كل هذه الدبلوماسية المدعومة من روسيا لم تغير من سلوك نظام الأسد الإجرامي وألاعيبه، ومن لا يزال يأمل في حل دبلوماسي لأزمة نظام الأسد في حربه على المتظاهرين السلميين إنما يخدع نفسه أو يضلل الآخرين.
والمرجح أن تكون هناك دعوات جديدة لاستخدام القوة لتغيير النظام في دمشق، غير أنه في الوقت الراهن ليس هناك ما يشير إلى أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتركيا أو أي طرف آخر يفكر في خيار التدخل العسكري الشامل. كما تفيد التقارير أن المعارضة السورية في الآونة الأخيرة ليست مستعدة لتصعيد صراعها ضد نظام الأسد.
وفي حين تعارض تركيا التدخل من دون قرار دولي، فإن أمنها القومي قد يضطرها للتدخل المحدود، خاصة وأنه لم يظهر إلى الآن أن هناك حلاً آخر غير هذا الأمر المفروض عليها بعد إفشال كل الحلول الدبلوماسية.
ويبدو أن الخيار الممكن والأقل سوءاً حالياً بالنسبة لواشنطن والعواصم الأوروبية قد يكون تسليح المقاتلين ضد قوات الأسد وإسنادهم سياسياً والانخراط في عمليات استنزاف بطيئة مطولة لنظام الأسد مع ما تحمله من مخاطر في نظر الغرب.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع