..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

آنَ أوانُ الثورة يا دمشقُ

محمد أبو الهدى اليعقوبي

١٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6914

آنَ أوانُ الثورة يا دمشقُ
56699600.jpeg

شـــــارك المادة

يا أهلَ دمشقَ ماذا تنتظرون أن يُفعَل بكم؟
رأيتم ما حدث في حمص: نساء تغتصب وتذبح... وأطفال تعذّب وتقطّع... هل صارت هذه القصص أخبارا لا تغير ولا تبدل شيئاً؟!
ألا تغضبون...؟


ألم يحِنِ الوقت لكي يتفجّر هذا الغضبُ بركانًا يُغرق الظالم ويردّ المعتدي...؟
أترون في الحياة خيرًا بعد موت من مات...؟
والله لا خير في الحياة مع الذل والهوان، والضَّعة والامتهان.
أيهنأ لكم طعام أو شراب بعد ما حدث؟!
أتنامون على الأَسِرّة وتتقلبون على الوسائد بعد ما رأيتم وما سمعتم؟!
أليس الأولى بنا إن سكتنا أو عجزنا أن ندفن رؤوسنا في التراب حياءً من ربنا وخجلاً من أنفسنا!!!
إن سألك بعض ولدك بعد عشر سنين وهو يقرأ تاريخ الثورة: يا أبي ماذا كان دورك خلال الثورة؟ كيف كنت تخرج في المظاهرات؟
بماذا ستجيب؟ وماذا ستقول؟ هل بدأت تفكر بالجواب؟
سطّر الجواب الآن في سِفْرِ التاريخ قبل أن تُطوَى الصحف وتجفَّ الأقلام...
فاليوم عملٌ يُرْفَع، وتاريخٌ يُصْنَع...
وغدًا حسابُ الأجيال، وتأنيبُ الضمير، وعذاب النفس...
ويوم القيامة نار جهنم للقاعدين عن النصرة، وعذابٌ مقيمٌ للمتخاذلين عن الجهاد.
اسمع قول الله - تعالى -: {يَا أيّها الذينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذَا قيلَ لكُمُ انْفِرُوا في سَبيل اللهِ اثّاقَلتُمْ إلى الأرضِ أَرَضيتُمْ بالحَياةِ الدّنيا مِنَ الآخرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَياةِ الدّنيا في الآخرَةِ إلا قَليلٌ. إلا تَنْفِرُوا يُعَذّبْكُمْ عَذابًا أَليمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَومًا غَيرَكُمْ وَلا تَضُرّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلى كُلّ شَيء قَدير}.
لا تظنوا يا أهل الشام أن السلامة في الصمت والقعود، فذلك هو عين الخطر، لأن الموت إن تجاوزك اليوم فسيصل إليك غداً.
إن نصرة المظلوم وتفريج الكرب ينسيك مقاساة الأهوال والشدائد.
نعم لقد آن الأوان وحان الوقت لكي نثور معًا يا أهل دمشق...
يا أهل دمشق شباباً وشيباً! يا أهل دمشق رجالاً ونساءً!
يا أحرار دمشق آن الأوان لكي تُطوَى الأسِرّة، وتكفهرّ الوجوه، وتُشَمّرَ السّواعد..
إن أردتم الأمن والأمان والسلامة لكم ولأولادكم والأحفاد فاستنكروا الظلم جهاراً، ولو بتكثير السواد في المظاهرات من وراء وراء.
أيها الصامت والقاعد! اخرج في المظاهرات، وجاهد في سبيل الله، ولا تَعْبَأْ بالدنيا فالله أغلى وأعزّ.
أرسل أولادك في المظاهرات ولا تقل ولدي ما لي سواه فإن الله - تعالى -يقول: {قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَة تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنَ تَرضَونَها أَحَبَّ إلَيكم مِنَ اللهِ وَرَسولِهِ وَجِهَادٍ في سَبيلِهِ فَتَربّصُوا حَتّى يَأتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ}.
لا تقل أخاف أن يُقطَع رزقي أو أُطْرَدَ من العمل إن خرجت، واسمع وعد الله - تعالى -: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}.
لا تقل لا طاقة لنا اليوم بالنظام وجنوده، ولكن قل كما قال الذين يظنون أنهم ملاقو اللهِ: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصّابِرينَ}.
لا تقل نفسي نفسي، فإن الله - تعالى -يقول: {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}، وأنت تعرف الحق في قرارة نفسك.
لا تقل أريد الدليل، فطلبُ الدليل بعد أن اتضح الأمرُ تَعَنُّتٌ، والله - تعالى -يقول: {هَلْ يَنْظُرونَ إِلّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ}.
لا تقل لو لم تبدأ هذه الثورة لما مات من مات من الأبرياء، فإن الله - تعالى -يقول: {يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونوا كَالذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإخْوَانِهِمْ إذَا ضَرَبُوا فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزّىً لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِى وَيُمِيتُ وَاللهُ بمَا تَعْمَلونَ بَصِيرٌ}.
لا تقل إن خرجت فقد أموت، فإن الله - تعالى - يقول: {أَينَمَا تَكُونُوا يُدْركْكُم المَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيّدَةٍ{، ويقول - سبحانه -: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الفِرَارُ إنْ فَرَرْتُمْ مِنَ المَوْتِ أَوِ القَتْلِ وَإذاً لا تُمَتّعُونَ إلا قَليلاً}.
لا تقل: اذهبْ أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن قل: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون.
لا تقل كنا في أمن وسلام فمن أين جاءتنا الحرب، فقد قال الله - تعالى - للمؤمنين: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعََسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعلَمُونَ}.
لا تقل إن العدو شديد البأس فإن الله - تعالى - يقول: {سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.
لا تقل من أين يأتي النصر، فإن الله - تعالى - يقول: {وَمَا النّصْرُ إلا مِنْ عِنْدِ اللّهِ}.
ولا تقل كيف ننتصر ونحن ضعاف ذليلون، فإن الله - تعالى - خاطب المؤمنين حول النبي - عليه الصلاة والسلام - فقال: {وَلَقَدْ نَصََرََكُمُ الله ببَدر وَأَنتم أَذلة}.
ولكل مؤيد للنظام نقول: ارجع إلى الحق واستنكر الظلم، ولا تقل أخاف أن ينكّل النظام بي، فإن قوم موسى الذين آمنوا معه قالوا لفرعون وقد توعدهم بأشد النَّكال: {لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا منَ البَيِّنَاتِ وَالهُدَى وَالذي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَياةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللّهُ خَيْرٌ وَأبْقَى}.
والختام قولُ الله - تعالى -:{قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ}.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع