..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

نصر الله إذ يواصل استخفافه المؤسف بثورة السوريين

ياسر الزعاترة

١١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2818

نصر الله إذ يواصل استخفافه المؤسف بثورة السوريين
79800.jpeg

شـــــارك المادة

أكثر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من الظهور في الاحتفالات خلال العام المنصرم والعام الحالي، ولا يعرف ما إذا كان ذلك عائداً لمسلسل الأحداث الذي يُشعر الحزب وحلفاءه بالخطر -الثورة السورية على وجه الخصوص-، أم هو الفراغ الناجم عن توقف المقاومة عند حدود قوات «اليونيفيل»، وسهولة استخدام السلاح في السياق الداخلي حيث لا توجد أية قوة يمكنها التفكير في تحدي قوة الحزب.


الأرجح أن الحزب يعيش حالة من الارتباك لا تخفيها التصريحات القوية، الأمر الذي ينطبق على عنوان الحزب الأهم (إيران)، التي تعيش بدورها مخاوف جدية لم تشعر بها منذ سنوات طويلة، هي التي اعتقدت لبعض الوقت أن مشروع تمددها في المنطقة قد حظي بدفعة كبيرة إثر السيطرة على العراق بعد الانسحاب الأميركي -غير الكامل بالطبع-.
في ظل العقوبات الاقتصادية والتهديدات العسكرية، مع حالة عدم الانسجام الداخلي، يأتي الملف السوري ليشكل عنصر قلق جديداً لإيران، والأهم لحزب الله الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على التحالف مع نظام بشار الأسد، ولا ننسى أن ربيع العرب قد جاء في كثير من تجلياته إسلامياً من اللون السني الذي بدا غير منسجم مع الحزب بسبب موقفه من سوريا، وبسبب الحشد الطائفي الذي يشيع في المنطقة.
كان بوسع إيران وحلفائها أن يكونوا أكثر انحيازاً للمبادئ وألا يتورطوا في التناقض السافر مع قيمهم بالانحياز للنظام الدكتاتوري في دمشق، لاسيَّما أنهم يدركون أن ثورة الشعب السوري هي جزء لا يتجزأ من ربيع العرب وليست عدواناً على المقاومة والممانعة -ألم يكن نظام صدام حسين الذي وقفوا ضده مستهدفاً من أميركا والكيان الصهيوني؟!-، كما أنها ليست مؤامرة ضد إيران أو ضد حزب الله، ولم يفكر السوريون يوم خرجوا إلى الشوارع إلا فيما فكر فيه أشقاؤهم، ممثلاً في الثورة على الظلم والفساد والشوق للحرية والتعددية.
لذلك كله يبدو السيد نصر الله في حاجة دائمة للظهور أمام وسائل الإعلام، وأمام مؤيديه لكي يمنحهم بعض جرعات الطمأنينة، هم الذين يشعرون أن الأرض تميد من تحت أقدامهم، لاسيَّما أن سقوط الأسد سيعني معادلة جديدة في المنطقة عموماً، وفي لبنان بشكل خاص قد تنهي تفرد الحزب بالساحة وتعيد إليها بعض توازنها المفقود. وحين تظهر على وليد جنبلاط ملامح الخروج من دائرة الولاء للحزب ولدمشق، فذلك يعني أن المشهد في طريقه للتغير.
في سائر خطاباته الأخيرة يصر السيد نصر الله بشكل مباشر أو غير مباشر على اعتبار الثورة السورية شكلاً من أشكال المؤامرة على نظام المقاومة والممانعة، وهو موقف لم يؤد إلى دخوله في حالة عداء سافر مع غالبية الشعب السوري فقط، بل شطب أيضاً معظم رصيده عند جماهير الأمة -الغالبية السنية على وجه الخصوص-. ولا ندري كيف يتجاهل نصر الله حقيقة أنه لو كان بوسع بشار الأسد النجاة بنفسه ونظامه عبر صفقة مع الأمريكان لما تردد لحظة واحدة، وتصريحاته المتلفزة عن «الفالق الزلزالي»، وقبلها تصريحات ابن خاله رامي مخلوف لصحيفة «نيويورك تايمز» تؤكد ذلك؟!
في خطابه الأخير في ذكرى المولد النبوي وأسبوع الوحدة الإسلامية يوم الثلاثاء الماضي، واصل السيد نصر الله توجيه الإهانة العملية لغالبية الشعب السوري مع الاستخفاف بمعاناتهم، حيث أوضح أنه تأكد بنفسه من أنه لم يكن ثمة شيء في حمص يوم انعقاد جلسة مجلس الأمن، وما كان يقال هو محض تزوير من أجل استجلاب التعاطف الدولي لا أكثر.
لا نعرف ابتداءً ما الذي تبقى من الوحدة الإسلامية التي رفعت شعاراً للاحتفال إلى جانب ذكرى المولد بعد موقف الحزب وموقف إيران من ثورة الشعب السوري، ولكن هل كل ما يجري في حمص وسائر المدن السورية هو محض تزوير في تزوير، وأن الجيش السوري قوي ويسيطر على الوضع، والأهم هل فعلاً غالبية الشعب السوري مع بشار الأسد؟!
يبدو أن النصيحة لم تعد مجدية مع السيد نصر الله وقادة إيران. وإذا كان الفيتو الروسي والصيني ومساعي موسكو الدبلوماسية قد منحتهم الأمل بحل الأزمة مع الإبقاء على الأسد، فإن واقع الحال يقول: إن الأمر لن يكون على هذا الحال، فقد انتهى زمن الأسد وليس أمامه غير الاختيار بين مصير علي عبد الله صالح أو مصير القذافي.
خلاصة القول هي: أن من وقفوا ضد ثورة الشعب السوري وأشواقه في الحرية والكرامة لن يحصدوا غير الخيبة والخسران، هم الذين خسروا ضمير الأمة الذي كان منحازاً إليهم يوم كانت بوصلتهم في الاتجاه الصحيح بعيداً عن التخندق الطائفي. نقول ذلك وكلنا أسف على مسيرة حزب (كان عابراً للمذاهب، وقدم نموذجاً بطوليا في مقارعة العدو لا يمكن إنكاره بحال)(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من جهة نظر الكاتب، وإلا فالواقع يؤيد خلاف ذلك (نور سورية).

المصدر: أخبار الثورة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع