..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لماذا تصمت المعارضة السورية على شركاء بشار العرب؟

زهير سالم

٢٨ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2702

لماذا تصمت المعارضة السورية على شركاء بشار العرب؟
111.jpg

شـــــارك المادة

يدرك كل من يتعاطى في الشأن السياسي أنه ليس من الحكمة في شيء أن يقدم السياسي على خطوة تحدث قطيعة بينه وبين الآخرين أو تكرسها.

 

يبقى من الحكمة وحسن التأتي أن يتلطف السياسي ما استطاع مع مخالفيه فيكسب من يستطيع منهم أو يحيده على الأقل أو يخفف من عداوته أو خصومته..
ويدرك العقلاء كذلك أن الإعلام ليس هو القناة المناسبة لمعالجة المشكلات السياسية، أو لإدارة الاختلاف بين الفرقاء، ولكن الإعلام -ولا سيما في عصر الشعوب والثورات الملتهبة- يبقى مطرقة قوية في يد مظلومين مضطهدين ليستنفروا الضمائر الحرة ويكسبوا معاركهم ضد الطغاة والمتحالفين مع القتلة والمجرمين..
إنه بعد ما يقرب من العام على الثورة السورية، وبالمعنى المقابل على مشروع سفك دم الشعب السوري وقتل أطفال سورية وانتهاك حرماتها؛ لم يبق عذر لمعتذر، وعلة لمتعلل، لقد حصحص الحق ولم يبق على الساحة إلا أحرار سورية في شق وأعداؤهم في شق آخر.
هناك على الساحة اليوم مشروعان: مشروع ذبح أطفال سورية وانتهاك حرمات شعبها، يمثله النظام ومناصروه من الدول والأحزاب والقيادات والشخصيات.. ومشروع حرية سورية وكرامة أبنائها وبناتها. هذا هو الفرز الذي ينادي اليوم على أعداء الإنسان مهما كان عرقهم ودينهم ومذهبهم؛ {وامتازوا اليوم أيها المجرمون.. }. ولا يجوز للمعارضة السورية أن تقبل للاصطفاف غير هذا العنوان مهما موه المموهون وراوغ المراوغون وتشاغل المتشاغلون..
ولكي لا تبدو المعارضة السورية متناقضة مع ذاتها، تصنع مواقفها على خلفية إيديولوجية وطائفية، فتسارع إلى فتح النار على دول مثل روسيا والصين وإيران وحزب الله وهم الأبعدون، وتغضي -وكأنها غير معنية- عن مواقف دول عربية تناصر مشروع قتل أطفال سورية في الجامعة العربية. وتتساهل مع أحزاب وقوى وجماعات ما تزال تتغافل عن الدم السوري أو تتشاغل تهرباً من تحمل مسئولية شرعية أو أخلاقية أو قومية؛ مطلوب اليوم من المعارضة السورية أن تحدد مواقفها بحزم وجدية من كل هؤلاء الذين ما زالوا يناصرون مشروع ذبح السوريين وسفك دمائهم.
يقول الشاعر العربي:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة...
المعارضة السورية مدعوة إلى وضع خطة إعلامية رشيدة لكشف كل مناصري النظام المستبد أمام شعوبهم، فمطرقة الشعوب اليوم ثقيلة على رؤوس الطغاة والمستبدين.
بعد عشرة أشهر من الدم السوري المسفوك. لم تعد الابتسامات المصطنعة في الغرف المغلقة مقبولة. وحين تؤثر المعارضة السورية رعاية المنطلقات الإيديولوجية أو مستوى من العلاقات الفئوية فإنها تلعب على دماء السوريين المراقة، تبيع فيها وتشتري على طريقة السماسرة الذين يذبحون العجل ليحصلوا على شعرة من..
ويبقى السؤال المطروح على قوى المعارضة السورية أجمع: من هي الدول العربية التي ناصرت وما تزال مشروع قتل الأطفال في الجامعة العربية؟! من هي الدول التي حاربت حتى تم تخفيض مستوى القرار العربي في الجامعة العربية؟ ولمصلحة من فعلت ذلك؟ وما هو الثمن؟ من هي الدول التي أصرت على إعادة (الثعبان) إلى سورية ليكمل مشواره في التغطية على جريمة المجرمين؟ من هي الدولة العربية التي أرسلت وزير خارجيتها إلى سورية ليصلي وراء سعيد رمضان البوطي وليتلقى منه الجرعات الكافية لتجاوز العار النفسي الناشئ عن الانحياز لمشروع المجرمين..؟ من هي..؟ ومن هو..؟ ومن هم..؟ هل من حق شعوبهم وقواعدهم أن يعلموا؟ وهل من حق أطفال سورية أن يبحثوا عمن ينتصر لهم؟ وهل من واجب المعارضة السورية بعد عشرة أشهر من البيان أن تكشف أولئك وهؤلاء..
أليس من حق الشعب العربي في.. وفي.. وفي.. وفي.. أن يسمع أن الطاغية في بلده يغمس يده في الدم السوري المراق..؟!
أليس من حق قواعد الأحزاب والجماعات العربية أن تعلم أن قياداتها الجليلة لا ترى في دماء أبناء شعب سورية أمراً يستحق الاهتمام..؟!
هل المعارضة السورية معنية بالانتصار لقضيتها، والاستعانة بضمير الشعوب الحي في عصر ثورة الشعوب، أم تحيط هي الأخرى نفسها بشرانق المصالح الضيقة فتغمس خبزتها بدماء أطفال سورية كما يفعل الآخرون..؟!

المصدر: رابطة أدباء الشام 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع