..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الاعتراف الأخير

رضا خليل الجروان

١٣ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6639

الاعتراف الأخير
111.jpg

شـــــارك المادة

ترددت كثيراً قبل أن أكتب عن خطاب المجرمين -وآخرهم إن شاء الله المجرم العتيد بشار الأسد-، إلا ما كنت متأكداً منه واستقر يقيني عليه أن كاتب خطابات الرؤساء العرب المجرمين هو شخص واحد، أو أنهم يقرؤون من نفس الكتاب لنفس المؤلف وفي نفس الموضوع.


فالنقاط التي طرحها في خطابه الممل معروفة لدى كل حر إلا نقطة واحدة أبى إلا أن يعترف بها؛ "لقد خسئتم أيها العرب فأنا مسئول عن القتل والإجرام والاغتصاب والقصف والتدمير والعروبة والجامعة العربية والديمقراطية".
فأنت عربي ويجب أن تكون عربي وأن تكون عربياً أفضل من أن تكون عروبياً؛ والعرب شيء والعروبة شيء آخر، وفي كل حال فأنت عربي، أي جنون يعيش فيه هذا الرئيس المتملق، أم أي وهم مازال يسيطر عليه حتى هذه اللحظة.
مؤامرة خارجية، وسلفيون، وحركات وهابية، وجماعات مسلحة، وبندر السعودية، وحريري لبنان، والمعارضة العميلة، والأسلحة المهربة، وأجندات خارجية؛ لكننا سننتصر على المؤامرة بالقمح والزيتون والقطن، إذا كنت رجلاً فاذهب إلى حمص أو درعا أو إدلب أو أخرج من سجنك.
جئت بالتوريث وتدعي بحب الشعوب وإرادتهم، اغتصبت مفاتيح السلطة وغيرت الدستور وتدعي الديمقراطية منذ عهد العثمانيين. مجنون ومجنون ومجنون رجل يمارس الحرية والديمقراطية ويقتل الأطفال ويتهم زعماء العرب بأنهم أشباه رجال ثم يكرر ذلك ويدعي بأنهم عرب مستعربة، فهم بلا هوية ولا جذور ولا أصل وهو لا يعرف جده الأول.
خطاب بائس ممل طويل من رجل يائس فرغ فيه جم غضبه ومغالطاته واعترف بالمسئولية الكاملة: "أنني رجل مجرم قاتل مع سبق الإصرار لا حاجة لأدلة وبراهين لمحاكمتي لاحقاً".
طبيب العيون الأعمى -أعمى الله بصره- لا يريد أن يشاهد الحقيقة في بلاده، أو يتكلم عنها ويقنع نفسه بالوهم والمعجزات الكونية بأنها تتآمر ضده.
الكثير من الناس تنازلوا بحصتهم عن سماع هذه التافهات التي يلقيها وانتبذوا مكاناً بعيداً حتى لا تتلوث أسماعهم بممانعة ومقاومة تخرق جدار الصوت.
لكن الأهم أن هناك تطوراً نوعياً لهذا المجنون في خطابه؛ أن وصلات المديح والغناء والشعر المرتبة من استخباراته لم تكن موجودة فهو يصلح قائداً لسوريا الآن فقط وليس للعالم، كما أنه حاول إظهار الثقة بالنفس والتماسك والصلابة، وكلنا يعلم أنه رجل كئيب مهزوز الآن.
لقد استهل خطابه بالحديث عن وسائل الإعلام المتآمرة على سوريا، ثم ثنى ذلك بشتم العرب والجامعة العربية، وأن نظامه هو الأساس والأمة العربية بدونه لا تساوي شيئاً، وأن الثوار مجموعة عملاء وإرهابيون يتحركون بأجندة خارجية، وأن المؤامرة الخارجية تستهدف الممانعة والمقاومة ويؤكده مباشرة المعمم رئيس الشورى الإيراني علي لاريجاني، لكنهم نسوا هو وصبيه رامي مخلوف الرسائل التي بعثوها للغرب للمقايضة على أمن إسرائيل.
كلنا يعرف أن الثورة السورية باتت يتيمة -من وجهة نظري بعد- أن تخلى عنها العرب كما تخلى عنها الغرب؛ إلا بدعم لفظي وقولي وتعاطف تقليدي وصحفي ممنهج لا يخفى على أحد.
مجمل القول: الخطاب لم يقدم شيئاً مقنعاً، ولن يغير شيئاً في ظل النظام الأمني العسكري، فقد سقطت الحلول العسكرية في عام الربيع العربي، وأن الوعود التي طرحها مهما كانت في فكره السخيف فلن تلبي طموحات الشعب السوري القادر على التجديد والانبعاث وصناعة التاريخ مرة أخرى، والعودة إلى صدارة الحدث كعهد بني أمية.
فهذا نظام تقادم عليه الدهر وشرب، امتداداً لنظام الستينات الخبيث، قدم كل ما يمكن تقديمه بمنهاج لا ينازع هو نهج القمع والاستبداد وهو يحاول الآن الالتفاف على الثورة من خلال الجموع المؤيدة.
وهناك البعض يقول: أن النظام ما زال قوياً. وأقول لهم: أنه مزلزل، فالشعب قرر المضي في برنامج الثورة حتى إسقاط النظام، وأن ظهور بشار مرتين خلال عشرون ساعة دليل ضعفه، ولن يمنحه فرصة للقاء الثوار والمعارضة في نهاية الطريق.
الشعب السوري لن يتراجع حتى إسقاط النظام بكل رموزه حتى تتحقق الحرية والكرامة والديمقراطية، فحاجز الخوف انكسر وولى، والشهادة مطلب كل ثائر.

المصدر: موقع أخبار الثورة السورية 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع