..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

من أعداء الثورة السورية

حامد الخليفة

٢٧ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3605

من أعداء الثورة السورية
111.jpg

شـــــارك المادة

سقط الكثير من السفهاء والأدعياء والمنتفعين والمنافقين أفراداً ومجتمعين، في عداوة الثورة السورية الكبرى القائمة ضد الظالمين، وربما يجد الكثير من هؤلاء ما يلوكه بحثاً عن الأعذار الفاسدة ليلوذ في ظلماتها عن نصرة الأهل والدين!

 

 

إلا أنّ هناك أصنافاً لا عذر لها في خذلان أحرار سوريا الثائرين، منهم كثير من العلماء البارزين، وعامة المؤسسات العربية والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية في بلاد المسلمين! فأما العلماء فإلى هذا اليوم 25/12/2011م من الشهر العاشر في عمر الثورة السورية، فإنهم بعمومهم لم يقوموا بواجب النصرة الحقة لهذه الثورة التي لا شبهة في واجب نصرتها، وأوزار من يخذلها، ولا عذر لأحد من العلماء في التخلف عن المشاركة في ركبها، ولاسيما علماء الشام منهم خاصة، ولا ينطبق هذا التعميم على بعض العلماء الأبرار الذين صدرت فتاواهم ومقابلاتهم على الشاشات حتى علمها الكثير من الناس، أما الصامتون من غير المغلوبين على أمرهم فإنهم واقعون في السكوت عن نصرة الحق! وهؤلاء حالهم معلومة؛ فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
أما الذين أعلنوا وقوفهم مع الطاغية الذي يعبث في أرض سوريا الشام ودماء أهلها؛ فهؤلاء في الدرك الأسفل بين طبقات أنصار الطغاة والظلمة، ومعاونة النظام المحارب لله ولرسوله ولعباده الصالحين، وفي مقدمة هؤلاء الذين لا عذر لهم في كل قواميس الأعذار: مفتي سوريا حسون، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ومن هم على شاكلتهم من العابثين بثوابت الدين، فأما حسّون فأمره أوضح من أن يحتاج إلى البحث في شأنه، لأنه بلغ من السفاهة أن يشغب على الصحابة -رضي الله عنهم-! ويوالي أعداءهم! وأما البوطي الذي ركب سفينة الظلمة الفجرة عن عمد وسبق إصرار! فإنه لن يجد لنفسه عذراً يرده إلى جماعة المسلمين إلا بالتوبة والبراءة من مظاهرة دين النصيريين! والتوقف عن التلبيس على المسلمين! وما ذلك إلا أنه يعلم يقيناً أنّ النصيرية لا يعترفون بالإسلام ولا يقولون بأنهم من المسلمين! ولا يقيمون حلالاً ولا حراماً في العالمين، وموالاتهم لأعداء الله وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم- معلومة للقاصي والداني من المسلمين! وكذلك حربهم على المساجد والمصاحف والمصلين، وعلى الأطهار والعفيفات والموحدين! وجرأتهم على سفك دماء المسلمين، وقَسَم كل بالغ منهم أمام قياداتهم الدينية أن لا ينصح لسنّيّ ما عاش في العالمين، كل هذا يعلمه البوطي ويعلم أكثر وأكثر مما يجري للسورين المستضعفين، ومع ذلك لا زال يدافع عن هذه الظلمات والمخازي، ويلتمس العذر لمن يسبح في أوحالها، ويخوض في آثامها! ويتهم المظلومين والمستباحين والمنتهكين والقتلى والأسرى والمخطوفين والمخطوفات! وغير ذلك من الجرائم التي يرتكبها سادته ولم يصدر عنه إلى الإقرار لها ونصرة مجرميها! فبأي وجه يصعد منابر المسلمين؟ ويتحدث بأحاديث سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-؟ وبأي قلب ينظر إلى ما يحل في أرياف وقرى ومدن السوريين؟ من الاستباحة والنهب والهتك والقتل والخطف والتشريد وإهانة الصالحين؟! فإلى كل شاك في انتكاس البوطي ومفارقته لصف المؤمنين؛ فإن التحدي قائم على البوطي والبوطيين، وعلى إخوانهم الصامتين: بأن يأتوا بنص واحد يثبتوا فيه أن النصيرية من المسلمين!! وإن لم يفعلوا فقد ثبت عليهم مولاة الظالمين وخذلان الصادقين، ومفارقة النّبي الأمين -صلى الله عليه وسلم-!

وكل كسر فإنّ الدينَ يجبرُهُ  *** وما لكسر قناة الدين جبرانُ

وأي كسر أشد على المسلمين من أن يقوم من يزعم أنّه من علمائهم بكسر سنّة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- وتفريق جماعتهم والتلبيس على عامتهم وموالاة أعدائهم وبما لا شبهة فيه ولا ريبة! قال –تعالى-: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}. فيا أيها العالم الذي بعت دينك بدنيا غيرك ماذا ترتجي من هذا المسلك الرديء؟:

هب الشبيبةَ تبدي عذرَ صاحبها  ***  ما عذرُ أشيبَ يستهويهِ شيطانُ؟!
لا تحســبنَّ سروراً دائماً أبداً  ***  مَن سـرَّه زمنٌ ساءته أزمانُ

أما المؤسسات العربية فلا أوضح من مواقف الجامعة العربية التي رضيت بالسباحة في أوزار دماء السوريين! وقبلت أن تكون شاهد زور متفرج على ما يحل بهم من المآسي والنكبات وتشفي الشعوبيين! وأما المنظمات الدولية ومجلس الأمن فإنهم يعلمون أنهم مخالفون لنصوص دساتيرهم! ومواثيق عملهم، ويعلمون يقنياً أنّهم مدانون في كل القواميس! مداهنون للظالم في سوريا مراعاة لجيران السوء وحلفائهم حلفاء الشر والفتن في فلسطين، ولا غرابة فهذه القدس وذاك الأقصى فماذا فعلت لحقوق أهلهما تلك المنظمات؟ وهذه العراق وتلك بغداد المنصور وكيف أوقدت فيها نيران الموبذان -قاضي المجوس- فهل يرتجي أهل الشام بعد كل هذا شيئاً من هذه المؤسسات؟ وتلك المنظمات؟ وهل يُرتجي من القار العسل؟!
أما الجمعيات الخيرية التي تجمع المعونات لنصرة أمة خير البرية، فإنها تجدُّ في الجمع، وتجحد في الدفع! وإنّ خرج النزر من بين أنيابها فإنّه يذهب إلى غير ما ينفع! ولا يصل إلا لمن يخضع ويركع! فضلاً عما يصحبه من فرقة الصفوف، وتصدع الجماعات، وفقدان الثقة وتكدر القلوب، إلا ما ندر مما يقوم به بعض الأفراد من الذي لا ينبت زرعاً ولا يدر ضرعاً! وما خفي من أحوال فالله به أعلم!
أما أنتم يا أبناء سوريا الشام الثائرين على الظالمين؛ السائرين على هدي سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- فأنتم الفائزون، وفي كل أحوالكم منصورون غانمون، والله لو أكلتم الحجر لكنتم أغنى ممن يمدون أيديهم إلى اللاهين المتخمين! فإن غايتكم أكبر وما وعدتم به أعظم، فاصبروا وأبشروا فإنكم تحامون عن ميراث محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمته، وهذا ميدان واسع للتضحية والعطاء، فلا تحيدوا ولا تبدلوا، فاكتموا الأنين، وعضوا على الجراح، فإن فجر النصر قد لاح، ولربما كره الفتى أمراً عواقبه تسره، واحمدوا الله الذي اجتباكم لهذه المهمة النبيلة والخصلة الرفيعة، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.

المصدر: موقع سوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع