..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كسر الكبرياء

عبد الكريم بكار

١٣ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3437

كسر الكبرياء
111.jpg

شـــــارك المادة

يقول أحد الشباب: أنا شاب مفتول العضلات، قوي البنية، تلقيت الكثير من التدريب في العديد من الرياضات، وكنت شديد الاعتداد بنفسي، بل ربما كان لدي شيء من الاغترار بقوتي، وذات يوم طرق بابنا خمسة من رجال الأمن، ودخلوا بيتنا بطريقة همجية، وكان واضح أنهم يريدون بث الرعب في نفوس كل من في المنزل، وقد سألوا أبي ابن الخامسة والستين أين خبئت بندقيتك ؟ قال أبي: ـ وهو صادق ـ أنا ليس لدي بندقية ولم أستخدم أي سلاح في حياتي.

 

فما كان من أحدهم إلا أن صفع أبي على وجهه مرتين مع شتمه بألفاظ شنيعة جداً وأنا واقف أنظر..

لَم أَشعر في العجز في حياتي إلا في تلك اللحظة، لقد كسروا كبريائي حين كسروا كبرياء أبي ! ماذا أفعل؟

إن أي حركة مني قد تؤدي إلى إطلاق النار علي وعلى أبي، فهل أنتقم لأبي؟ وأذهب أنا وهو إلى المقبرة أم أنكسر أمامهم وأطلب منهم الرحمة، قد شعرت فعلاً – على الرغم من البركان الذي يغلي في صدري- أنني في مرتبة أقل من مرتبة إنسان وأن كل الآفاق قد أظلمت في عيني، وخرج الأوغاد الخمسة بعد أن حطموا كل شيء في المنزل، وقلت: كل شي يمكن أن يعوَّض وينسى، إلا الصفعة التي تلقاها أبي أمامي، فهي الجرح الذي لا يندمل أبداً

 

ما شاهدناه على شاشات الفضائيات من إهانة وإذلال من بعض الجنود ورجال الأمن لبعض المواطنين يفوق الخيال، وقد سخط كل من رآه؛ ومثل لا يحدث إلا في بلد يقف على أعتاب حرب أهلية حيث يكون كل شيء وارداً.

النظام في سوريا يريد – كما يدعي- لها أن تكون ذلك البلد العظيم لكن من غير عظماء وهذا ما فعله هتلر حين أراد أن يجعل ألمانيا كبيرة عن طريق جعل الألمان صغاراً.

إن البلد لا يكون مقاوماً ومنيعاً ورجاله ونساؤه يهانون على كل شبر من أرضه، هذا لا يكون أبداً. الثورة المباركة ستسعى إلى أن تكون سوريا عزيزة من خلال عزة أبنائها، وأن تكون منيعة من خلال حفظ حقوق مواطنيها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع