..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

رسائل.. إلى الثورة السورية

سعيد الحمصي

٦ ٢٠١١ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4138

رسائل.. إلى الثورة السورية
.. إلى الثورة السورية_files.jpg

شـــــارك المادة

لا بدّ لمن أراد أن يخدم الثورة السورية، أن ينشر المفاهيم التالية:
1-  أركان النظام:

لكل مؤسسة أو شركة أو هيئة أو نظام أركان يستند عليها، وغالباً تكون هذه الأركان عبارة عن مبادئ وقيم وأخلاقيات، تنطلق من خلالها في تحقيق أهدافها والوصول إلى الرؤية التي يريدها، وإننا إذا نظرنا إلى تاريخ النظام السوري الحالي وما فعله بالشعب السوري خلال أربعة عقود فإننا نجد أنه يستند على أربعة أركان، وهي:
* الفساد: والأدلة على ذلك كثيرة، فهم بطبعهم فاسدون، وأيضاً مفسدون، فهم ينشرون الفساد بين الناس ويدفعونهم إليه دفعاً، ووسائلهم في ذلك كثيرة، ومشاهداتها على الأرض السورية أخذت أشكال عدة، ابتداءً من شرطي المرور، مروراً بالموظف الإداري، انتهاءً بأعلى مستوى في الدولة، ولا أريد أن أطيل في النقطة فإن كل من يعرف سوريا من أبنائها يعرف كيف يشرح هذه النقطة، وأمثلته عليها كثيرة من أن تدخل عبر الحدود السورية وحتى تخرج منها.
* الظلم: إننا نجد ممارسات النظام للظلم أمر أصلي في كافة أجهزتها الأمنية والعسكرية والبلديات، وحتى المستشفيات والمدارس، والترقيات الإدارية، حيث نجد أنه لا يترقى في الوظيفة الإدارية الأكفأ، والأصلح للمنصب، ولكن يترقى من له واسطة أو دفع رشوة أو باع ضميره وإن لم يكن الأكفأ، وأيضاً لو بحثت هذه النقطة مع كافة المقيمين في سوريا سيذكرون لك أمثلة تتعدى شعر الرأس.
* الاستعلاء: لعل هذه النقطة هي التي تقود إلى النقطة السابقة، فإن استعلاء النظام من حيث نظرته إلى الشعب وكأنهم عبي عندها، وأنه لا يحق لهم الاعتراض أو الاحتجاج أو حتى رفض وسيلة من وسائل الدولة أو منتمي لهذا النظام، لذلك هم يتعاملون بوحشية معهم؛ لأنهم لم يتوقعوا أن يعترض الشعب بهذا العدد، فقاموا بممارسة أشد وأعنف أنواع الظلم عليهم، فكيف بالعبيد يعترضوا على أسيادهم، ونشعر في هذا الاستعلاء من خلال استصغار عقولهم، بنشر الأكاذيب الواضحة وهم يعتقدون أنهم يصدقونها، ومن خلال تحكمهم بعدد من المثقفين في الجامعة لممارسة هذا الاستعلاء عليهم.
* الأنانية: كيف لا وقد سرقوا أموال البلد والشعب، شاركوا الناس في أرزاقهم، فهم لا يريدون لأي أحد أن يكون له عمل ناجح، إلا وأن يكونوا شركاء معه في هذا النجاح، فالأنا لديهم ركن أساسي في تعاملهم مع من دونهم معبرين على إعجابهم بذاتهم من خلال ممارساتهم على أرض الواقع.
2-  الحوار:
من النقطة الماضية نمضي إلى النقطة الحالية، كيف نحاور هذا النظام؟ نظام من أركانه الفساد؛ فكيف نطلب منه محاربة الفساد؟ من أركانه الظلم؛ فيكف نطلب منه أن لا يظلم؟ نظام من أركانه الاستعلاء؛ كيف نقول له: استمع لعبيدك، واحترم كرامتهم ونفذ طلباتهم؟ نظام أحد أركانه الأنانية؛ كيف نقول له: شارك شعبك خيرات هذا البلد، دع شعبك يرتقي بمستواه المعيشي وحتى لو وصل إلى مستواك؟ أسألكم بالله هل يمكن لمثل هذا النظام أن يتحاور؟ ولنفترض أنه وبسبب ضغط الثورة عليه قال: إنني أريد أن أحاور، فمن أحاور؟ علينا قبل أن نبدأ بالحوار أن نتفق على تعريف محدد للحوار، ونضع آلية للحوار، ونحدد وقت ومكان الحوار، وأخيراً نقدم بين يدي الحوار الأسباب التي دعتنا للحوار، وقبل الخوض بالحوار المباشر، نسجل فيما بيننا ما هو الحد الأدنى الذي يجب علينا أن نصل إليه في نهاية الحوار، ولا ننسى أبداً ونحن نتحاور أننا لا نتحاور للحصول على مصلحة خاصة بنا، وعلينا أن نعلم أننا نتحاور نيابة عن أبطال شعبنا الذي ثاروا على هذه النظام؛ فلا بدّ أن يكون نصب أعيننا الذي يرضيهم، ومعرفة طلباتهم والسعي لتحقيقها.
3-  الثورة السورية من خارج الوطن:
لا بدّ أن يظهر دور سوريي الخارج، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف كل دولة سكن فيها السوريين، فهل يُعقل أن الليبيين في الخارج والذي لا يتجاوز عددهم المليون، يكون لهم تأثير أكثر من السوريون الذي يفوق عددهم ستة ملايين! هل فعلاً هؤلاء مع هذا النظام، أم هم خائفون؟؟ وعلينا أيضاً أن نفضح ممارسة السفارات السورية بملحقها العسكري في تلك الدول، فيما يقومون فيه من ترويع السوريون في حال قاموا بمظاهرات ضد النظام السوري، وكما ندعم الثورة السورية في الداخل علينا أن ندعم الثورة السورية في الخارج.
4-  مظاهرات دمشق وحلب:
السعي لتقديم أسباب علمية من متخصصين عن عدم قيام أهالي دمشق وحلب بمظاهرات ضد النظام، ومبررات عدم الخروج، هل هو الخوف من الموت والاعتقال؟ أم المصالح والخوف على ضياعها؟ أم فتاوى من يثقون بهم من المشايخ؟ أم عدم الاقتناع بقدرة الثورة بأن النظام سيسقط؟ أم أسباب أخرى تتعلق بطريقة تفكيرهم وطبيعة حياتهم الاجتماعية؟
في الختام:
أنا لا أعتقد أن هناك مواطن سوري في داخل أو خارج سوريا يتمنى بقاء النظام؛ لأن كافة أطياف الشعب السوري العرقية والدينية والمذهبية قد عانت من هذا النظام، ولاقت الويلات منه، فهي تتمنى زواله، ولكن من منهم مستعد أن يكون له الدور في إسقاطه، ومن لديه القدرة على تقديم تضحيات، والقبول بأن يقدمها مقابل ولو المحاولة في إسقاطه، وإن كان يتمنى أن يكون دم أخيه أو ابنه، سبباً مباشراً لسقوط هذا النظام البائس هذا النظام الظالم، هذا النظام المجرم. لذلك أنا أقول لمن يتصدر الحديث في الدفاع عن الثورة السورية أن يأخذ هؤلاء برقة وبلطف ويتعامل معهم بالمفهوم الأخوي؛ {رحماء بينهم}.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع