..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

لله ثم للتاريخ (1) .. #شهادة_حذيفة_عزام على حوادث #جبهة_النصرة

حذيفة عبد الله عزام

١٥ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 14306

لله ثم للتاريخ (1) .. #شهادة_حذيفة_عزام على حوادث #جبهة_النصرة
عبد الله عزام 0.jpg

شـــــارك المادة

"مقدمات هامة، وأحداث دركوش وحارم وحفسرجة والبارة واستئصال جبهة ثوار سوريا وحركة حزم"

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه والتابعين ومن سار على هديهم إلى يوم الدين.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

اللهم اعصم لساني من الخلل والزلل فلا ينطق إلا صدقاً واعصمه من الخطأ والخطل فلا ينبس إلا حقاً.
وبعد:
لطالما وددت أن يصلح الله الأحوال ويفيد الإخوة من أخطائهم فلا يكرروها ويمكن الله الإصلاحيين من إحداث تغيير من الداخل وما زال أملنا بالله ثم بهم قائماً، ولكن ذوات الأخطاء التي تتكرر بحذافيرها، وليتها من اللمم فيغض عنها الطرف وليتها توقفت عند حد فيسكت عنها ثم نحمد الله على نعمه وآلائه بتغير الأحوال، بل هي من أكبر الكبائر التي لا يمكن تصنيفها في إطار الأخطاء الفردية بل تأكد بما لا يدع مجالاً للشك أنها منهج تبناه القوم وربوا عليه أتباعهم.
وقبل أن أبدأ حديثي، الذي لن يلقى قبولاً لدى من غشى حب جماعته على بصره وطغى على بصيرته وسيجيش جيوشه الإلكترونية للتشغيب والتشويش عليه، وسيتبعهم ألتراس الخارج قبل أن أبدأ حديثي هذا أود أن أعتذر سلفاً من أطراف كثيرة.
فأعتذر ابتداء من كافة الفصائل الثلاثة عشر التي قوتلت وفككت وأخرجت عن الخدمة وصودر سلاحها ومقراتها وجميع أملاكها دون أن تملك لها الفصائل شيئاً، ودون أن يملك لها الشرعيون شيئاً، وكنت شاهد عيان على معظم ما حل بها.
أعتذر من تلك الفصائل عن خذلاني أولاً لها ولو بكلمة حق ثم خذلان كافة الفصائل وشرعييها لهم وتقاعسهم عن نصرتهم ولو بشهادة أو بكلمة حق أو شهادة.
أعتذر فقد أملنا بالله ثم بالمصلحين من القوم -وهم كثر- أن يفكوا لكم أسيراً أو يردوا لكم مظلمة أو يعيدوا لكم حقاً، وطال انتظارنا دون جدوى. فلا بارقة أمل تلوح في الأفق، وليت الأمر توقف عند حد فنغض الطرف عما مضى بل القوم ماضون في تكرار المظالم ذاتها، والثمن تدفعه الساحة كلها.
أعتذر من كافة الفصائل التي بغي عليها، وأعتذر ممن خذلتهم ولم أتمكن من نصرتهم رغم أنني ما سعيت عندهم في حاجة للفصيل الذي بغى عليهم ولكافة الفصائل وردوني خائباً.
أعتذر من حركة حزم التي فكت لي 93 محتجزاً من جبهة النصرة وجند الأقصى دفعة واحدة ولم أتمكن من إطلاق أسير واحد لهم هو أبو عبدالله الخولي الحمصي.
أعتذر من مثقال العبدالله الذي فك لي 5 محتجزين من جبهة النصرة في المرة الأولى ثم فك لي سبعة من قيادات النصرة منهم أعضاء في مجلس الشورى.
كما أعتذر من جمال معروف الذي فك لي من شباب جبهة النصرة وجبهة أنصار الدين (الكتيبة الخضراء) ولم أستطع أن أفك أحداً من جماعته.
وبعد هذا الاعتذار سأبدأ بالجواب عن سؤال جيش النصرة الإلكتروني ومن ورائهم ألتراس الخارج لماذا تتحدثون عن أخطاء النصرة وتتركون أخطاء بقية الفصائل؟ لماذا تنصحون بقية الفصائل على الخاص وتتحدثون عن أخطاء النصرة على العام؟
أيها السائل الكريم إليك الجواب الذي غص في حلقي ردحاً من الزمن وكانت الإجابة عليه تعني فتح الملفات والإدلاء بالشهادات وها أنا ذا أجيبك ولن تطيق جوابي.
كل مشكلة في الساحة السورية ما لم تكن جبهة النصرة طرفاً فيها حلها سهل وهين، تحل على كأس من الشاي أو وجبة غداء أو عشاء نجمع فيها الأطراف وتنتهي المشكلة في نفس المجلس، بل أقسم بالله العظيم أن كثيراً منها تحل باتصال أو مراسلة عبر وسائل التواصل، والله على ما أقول شهيد، وما سعيت في حل مشكلة بين الفصائل إلا نجحت ووفقت فيها إلا حين تكون النصرة طرفاً في الإشكال فلا أنا ولا غيري تمكنا في يوم من الأيام وخلال السنتين الماضيتين من حل أي إشكال كانت النصرة طرفاً فيه قط. ولذا توقفت عن التدخل في أي إشكال بعد مشكلة جبهة حق وألوية الأنصار ولم أتدخل بعدها قط ﻷسباب كثيرة؛ منها ادعاء القوم أنهم لا يقبلون بي وسيطاً وهذا حقهم-إلا حين طلب إلي مركز دعاة الجهاد التدخل لفك الأخ أبي أنس الجزراوي الذي كان محتجزاً لدى حركة حزم، ولكن مدافع النصرة كانت أسرع مني مع الأسف، ومن هنا أقول أنا لا يقبل بي كوني وسيطاً غير نزيه وهذا من حق القوم فهلا أخبرتموني متى نجح وسيط آخر على الأرض في حل إشكال بينكم وبين أي فصيل؟!
بل متى أقيمت محكمة شرعية بينكم وبين الفصائل الثلاثة عشر التي صفيتموها وأنهيتموها وغنمتم أموالها وسلاحها ومارست المحكمة مهامها وأصدرت حكماً؟!
قبل بضعة أيام وفي مظاهرات إدلب كان ذات السؤال يتكرر حول الخلاف بين الزنكي والسلطان مراد واعتقال أبي يوشع الحمصي والخلاف بين الشامية وتجمع فاستقم كما أمرت.
ومع الأسف كان السائلون يسألون وأبو يوشع الحمصي قد صار في بيته، والإشكال بين الفصائل قد حل، وأصدرت الفصائل بياناً مشتركاً تعتذر فيه للشعب السوري وأحيل المذنبون إلى محاكم شرعية ارتضاها القضاء وأقفلت الملفات كلها في أقل من 48 ساعة.
أنا لا أبالغ فأنا أتكلم من منطلق تجربتي الطويلة على الأرض وأنا أقسم لكم بالله العلي العظيم أن جميع الإشكالات بين الفصائل-ما لم تكن جبهة النصرة طرفاً-تحل في أقل من 24 ساعة. وجميع الأطراف يسهل التواصل معها ويسهل الوصول إليها ويسهل التراسل معها إلا جبهة النصرة مع الأسف الشديد؛ فكلهم يجيبك بأن الأمر ليس بيده وأن القرار بيد غيره وهكذا يتقاذفونك وعساكرهم على الأرض ماضية قدماً في الحسم، والشرعي يقول لك لا دخل لي بالعسكري والعسكري يقول لك أوامر ويحيلك إلى عضو الشورى الذي يطلب مهلة فيغيب ولا يعاود الظهور وتحسم الأمور وتنتهي فلا حديث عن صلح أو تحكيم أو رد مظالم أو إعادة حقوق عندهم بعد ذلك.
وسأبدأ اﻵن بالحديث عن الوقائع وأؤكد لكم والله يشهد أن الذي سأنشره لن يتجاوز الـ30 في المئة مما لدي، ﻷنني استأذنت كل من يمكن أن يرد اسمه في شهادتي وكثير منهم لم يأذن خشية بطش أمنيي جبهة النصرة، ولذا سأضرب صفحا عن شهادات كثيرة لم يأذن أصحابها بنشرها، وسأحاول ما استطعت تجنب ذكر أسماء من أذنوا إلا من اقترنت أسماؤهم بحوادث عامة ولا مجال ﻹخفاء أسمائهم، وسأسعى لذكر الأحداث بالتسلسل حتى يسهل على المتابع فهمها وإدراكها.
تبتدئ هذه السلسلة بأحداث دركوش وسلقين وحارم وهذه في الأيام الأخيرة من عمر قادة حركة أحرار الشام، وقد سببت شرخاً كبيراً بين قادة الحركة والجولاني، وكانت الاجتماعات الأخيرة بين قادة حركة أحرار الشام وبين أمير جبهة النصرة محتدة وكانت النفوس محتقنة تجاوزت حدود الحوار إلى ارتفاع الصوت بين بعض قادة الحركة وبين الجولاني وافترقوا حينها على غير تراض، وما لبث قادة الحركة أن قضوا نحبهم ومضوا إلى ربهم شهداء -كما نحسبهم والله حسيبهم- وكان أخونا الحبيب أبو عيسى الشيخ من استلم ملف قضية سلقين وحارم ودركوش، وتم الإتفاق على محكمة شرعية لم تنشأ إلا على الورق وطوي الملف وانتهى، وأوراق القضية كلها بحوزتي مكتوبة بخط اليد لم تتجاوز الأوراق والحبر الذي كتبت به، وذهبت المنطقة وذهب السلاح وذهبت الأموال وذهبت الحقوق ولم تر المحكمة النور حتى لحظة كتابة هذه السطور، ومازال الشيخ أبو عيسى حفظه الله حياً، وكل ما يهمني من الأمر أن الكلمة الفصل كانت للبندقية ولم تقم محكمة شرعية ولا عادت العجلة إلى الوراء قيد شعرة.
ثم جاءت أحداث حفسرجة وبروما ودماء قادة الأحرار لم تجف ومجلس عزائهم مايزال قائماً وكلمني يومها الأخ الحبيب بلال جبيرو.
ولئلا يفوتني قبل أن أعرج على أحداث حفسرجة وبروما أود أن أذكر لماذا قامت النصرة بالسيطرة على الشريط الحدودي الذي يشمل حارم وسلقين ودركوش وكان فيها مجموعة من الكتائب التي تتبع جبهة ثوار سوريا، والله يشهد ثم أنا أشهد أن كثيراً منهم كانوا من الفاسدين وأنهم كانوا يأخذون أموالاً من الناس الذين يمرون عبر تلك المناطق على حواجزهم، وبتوصيف شرعي كانوا يصولون على أموال الناس ولا غرو فهذا جهاد شعب والشعوب فيها وفيها -ولكنهم لم يكونوا قتلة- يأخذون من السيارات ألفاً أو ألفين ومبالغ أكبر من سيارات المازوت حسب حمولتها، ولقد مررت من تلك الحواجز عشرات المرات وأعرف ما كان يدور فيها وأضيف أن هؤلاء كانت لي ولغيري من الشيوخ على الأرض عليهم دالة.
ومن لم يقرأ فتوى الوالد رحمه الله في حشاشي أفغانستان لن يفهم أصول المدرسة الجهادية التي نشأنا فيها، فقد كان بين مجاهدي أفغانستان حشاشون وكان الكثيرون يأنفون من الجهاد مع من هذا حالهم ويعيرون من يجاهد معهم، فأجاب الوالد بفتواه:
إن الذي يشرب الحشيش ويدفع العدو الروسي الصائل في أفغانستان عن الدين والعرض خير من الصائم القائم المتعبد عند المسجد الحرام وهو تارك للجهاد ﻷن شارب الحشيش يضر نفسه وتارك الجهاد يضر الأمة.
من هنا وحسب قواعد وأصول المدرسة الجهادية التي تربيت فيها فإن التواصل مع هؤلاء ضرورة ملحة قصد دعوتهم وإصلاحهم والحد من ضررهم على الناس، ولقد وجدت عند الكثير منهم استجابة.
والسؤال لماذا اختارت النصرة الاستيلاء على الشريط هل بقصد محاربة الفساد والفاسدين؟! أم أنها بعد عزمها على إنشاء الإمارة وإعلانها بدأت بإيجاد متطلباتها على الأرض وهي منطقة واحدة متصلة-وهي في هذه أفادت من تجربة داعش-أي إيجاد منطقة مركزية لها تجمع فيها قواها وتكون منطلقا لها هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن هذه المنطقة تدر أرباحاً يومية من تهريب المازوت تقدر 125 ألف دولار يومياً وكانت كلها تذهب لجبهة ثوار سوريا. وبالفعل تمت السيطرة على المنطقة وانتهى الأمر ولم تقم محاكم شرعية وذهبت كل المحاولات أدراج الرياح، وفي حوار لي مع بعض شرعييهم بعد هذه الأحداث سألتهم عن أولويات القتال وسألتهم أيهما أولى قتال الصائل على النفس أم الصائل على المال؟ فسكتوا، فقلت لهم تركنا قتال الدواعش الصائلين على النفس والذين يذبحون أي مجاهد يقع بين أيديهم على الحواجز ثم جئنا نقاتل من يصول على ألف أو ألفي ليرة سوري!.
هذا أولاً، وسؤال ثان لكم أين تذهب الأموال التي كانت تحتكرها جبهة ثوار سوريا؟ -وأقصد أموال تهريب المازوت- فأجابوا إلى بيت مال المسلمين قلت لهم بل بيت مال النصرة إلا إذا احتكرتم جماعة المسلمين في فصيلكم؟!.
طبعا لم ينعت أحد جبهة النصرة وشركاءها في أموال المازوت التي آلت إليهم وإلى بعد طرد جبهة ثوار سوريا بالمازوتيين! فحلال على بلابلهم الدوح وحرام على غيرهم مجرد النوح!.
أعود إلى أحداث حفسرجة وبروما وأذكر أنها تزامنت مع استشهاد قيادة الأحرار، وأذكر أن الجولاني لم يعزِّ باستشهاد قادة أحرار الشام وإلى يومنا هذا فبينما أصدر بياناً صوتياً ينعى فيه الشيخ الشهيد-بإذن الله-أبا خالد السوري(ليتك رثيتني...) لم يصدر بياناً صوتياً ولا كتابياً في رثاء قادة الأحرار، وحضر الدكتور عبدالله المحيسني على مدار يومين. وبعد انتهاء مجلس العزاء أرسلت جبهة النصرة إلى الأحرار أنها تريد أن تعزيهم وأنها ستختار الزمان والمكان-ولك أن تتصور سنحدد مكاناً نلتقيكم فيه لتعزيتكم-ولا ألومهم لظروفهم الأمنية، وتوقع الشيخ أبو أنس والشيخ أبو جابر أن يكون الشيخ الجولاني نفسه موجوداً بسبب هذه الإجراءات الأمنية والتكتم ليفاجأ الرجلان أن من حضر هو أبو فراس وأبو الفرج المصري، ومضى الحدث ولم يعز الشيخ الجولاني بقيادة الأحرار والأسباب معروفة لا يجهلها أحد في الساحة فقد وصل الاحتقان ذروته بين الشيخ الجولاني وقيادة الأحرار قبل استشهادهم رحمهم الله.
أعود إلى أحداث حفسرجة وبروما حيث اتصل بي الأخ الحبيب بلال جبيرو ومجلس العزاء لم ينفض بعد وقال لي: إن جبهة النصرة قد حشدت على حفسرجة واقتحمت مزارع بروما والأمور متأزمة جداً فقلت له: على الفور وتحركنا باتجاه المنطقة وبدأنا التواصل مع الفريقين، وبدأ المسلسل المعهود يتكرر شرعي يحيلك إلى عسكري فيحيلك إلى عضو شورى فينقطع الاتصال وبدأنا نطارد من منطقة إلى أخرى ومن منزل إلى آخر بل دخلنا مناطق الاشتباك وبين نيران المشتبكين من بروما إلى حفسرجة إلى مقرات النصرة العسكرية، وكانت المحطة الأخيرة هي طعوم حيث منزل أبي محمد عطون (عبدالرحيم عطون) أو أبو عبدالله الشامي وكلها أسماء لنفس الرجل وهو شقيق الشيخ الشهيد بإذن الله أبي الخير من حركة أحرار الشام وتفاءلت خيراً حين بلغت منزله وكانت صيفاً فكان الرجل يجلس مع والده في حديقة المنزل ودخل عليه الأخ بلال جبيرو وأخونا أبو الحش وشقيق الشيخ أبي أيمن رام حمدان دخلوا لاستئذانه لكي أدخل عليه وأنا واقف في الخارج بيني وبينهم قرابة عشرة أمتار أراهم ويرونني، وكنت أنظر إليهم وأرى معالم وجوههم تتغير وتتبدل وبدأ الوقت يمضي والإخوة يذهب بعضهم يكلمون الرجل ويرجع البعض إلي والخجل والإحراج باد عليهم وانتظرت قرابة ساعة في الشارع وهو في حديقة منزله، يرمقني وأرمقه وتجنباً لمزيد من الحرج ناديت على الإخوة بصوتي وقلت لهم "وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا" وكررتها مراراً حتى خرجوا وركبنا السيارات.
وكان أول ما قلت: رحم الله شقيقه أبا الخير والله لو كان حياً لخرج لاستقبالي حافياً والله يشهد أنني لم أقصد منزله إلا من أجل حقن دماء المسلمين ومن أجل إصلاح ذات البين، ورجعنا إلى مقراتنا واستمر تواصلنا واتصلنا بأبي فراس السوري وبأبي الفرج المصري حتى تمكنا بعد منتصف الليل من الحصول على موافقة النصرة بقبول مبادرة الصلح والتهدئة ولم أنم تلك الليلة حتى نشرت جبهة النصرة البيان على المنارة البيضاء وأذيع الخبر في الجزيرة.
ونمت ثم استيقظت لصلاة الفجر ونمت من شدة التعب بعد الصلاة ولم أكد أنم ساعة حتى استيقظت على رنين الهاتف وأخبار لا تسر بأن النصرة اقتحمت بروما، واشتبكت واعتقلت وأصابت وجرحت ولم أكد أصدق، فتحركت من فوري تجاه المنطقة ﻷقف على الحقائق بنفسي وعاينت الجرحى وصورتهم وأثناء ذلك وصل أبو أحمد حرب ودخل المجلس وخاطب حسام الباشا بنبرة التهديد والوعيد وقال له إن لم يكن بيان انفصالك عن جبهة ثوار سوريا منشوراً خلال ساعة سنعاود اعتقالك.
وقفت وتوجهت نحوه للسلام عليه وقام الإخوة للتعريف بي فلما تقدمت نحوه رفض أن يصافحني وحين عرفه الإخوة بي أشار بيده وقد أدار ظهره إشارة ازدراء واحتقار، وكان الإحراج الثاني للإخوة الذين كنت برفقتهم وللتعريف أكثر بأبي أحمد حرب فهو ومجموعة معه من قتلوا القاضي أبا أسيد الجزراوي (اليمني).
وأقيمت محكمة بين الأحرار والنصرة ككافة المحاكم الهزلية وخرجت القضية على أنها قتل بالخطأ رغم أن كل الشهادات تشير إلى أنه هدد قبل تجاوز الحاجز بقتل كل من يحاول منعه وحين تجاوز الحاجز أطلقت النار على دواليب سيارته فرد ومن معه بإطلاق النار وقتل القاضي أبو أسيد رحمه الله وتقبله.
لم تصمد مبادرة الصلح التي أعلنت على المنارة البيضاء 5 ساعات وخرقتها النصرة باقتحام بروما ثم مضت إلى حفسرجة -في ظل حربها على الفساد والمفسدين- وكنت يومها قد عزمت على الخروج على وسائل الإعلام والتحدث عما جرى، ولكن بعد عودتي من بروما ودخولي على النت وجدت رسائل من الدكتور عبدالله المحيسني فتواصلت معه وطلب إلي الحضور، فذهبت إليه وقال لي بأن الشيخ الجولاني قد كلف أبا محمد عطون عن جبهة النصرة رسمياً في ملف الصلح والمحكمة، قلت له كنت بباب بيت الرجل بالأمس ورفض استقبالي. فقال لي: هذا الحديث قبل قليل. قلت له: يا دكتور المبادرة نشرت على المنارة البيضاء وخرقتها النصرة، ولم تصمد 5ساعات.
فقال لي: هذا الكلام من الشيخ الجولاني وكانت المبادرة تنص على وجود قاض من جبهة النصرة وثان من جبهة ثوار سوريا وثالث محايد.
وقال لي: هل تقبل جبهة ثوار سوريا أن أكون أنا القاضي المحايد؟!
قلت له لا أدري لا بد من العودة إليهم.
قال: من تقترحون من الأسماء البديلة.
قلت: أولاً نأخذ رأيهم ثم بعدها ننظر في الأسماء البديلة.
وافترقنا على أن نعاود اللقاء بعد أخذ جواب ثوار سوريا وبدأت ضربات التحالف واستهدفت جبهة النصرة.
تواصل معي بعدها الدكتور عبد الله المحيسني وقال لي: الآن وبسبب الظروف الأمنية نؤجل موضوع اللقاءات والمحكمة فظروف قيادات النصرة الأمنية لا تسمح بعقد المحكمة، ووافقته على ذلك وقدرت ظروف الإخوة في جبهة النصرة وبلغت الشيخ حسن الدغيم بما جرى، وترك أمر المحكمة بيد جبهة النصرة تقرره حين ترى ظرفها الأمني مواتياً.
وظل الأمر معلقاً بظروف النصرة، وبعدها بفترة تواصل معي الشيخ أبو صالح الطحان وأبلغني أن قائداً من الكتيبة الخضراء واسمه عمر سيف معتقل عند جمال معروف وأنه إذا لم يطلقه فستسيل الدماء، والحقيقة أنني لا أعرف الرجل ولا أعلم من هو ولكن يكفي أن أعلم أنه أحد المجاهدين.
تحركت على الفور وذهبت إلى جمال معروف وقلت له هناك معتقل لديك اسمه عمر سيف ولن أغادر جبل الزاوية حتى تطلق سراحه فأجابني: هذا الرجل من داعش.
قلت له: هذا الرجل هو أمير الكتيبة الخضراء ولا علاقة له بداعش ولن أبرح حتى يطلق سراحه.
فقال لي: هو من داعش.
قلت له: بأن أبا صالح الطحان أخبرني بأنه ليس من داعش وأبو صالح عندي من الثقات وشهادته ثقة ولن أخرج من هنا حتى تطلقه حقنا للدماء ودرءاً للفتن، وبالفعل رغم قناعة جمال معروف بأن الرجل من داعش أطلقه وسلمه للإخوة في حركة نور الدين زنكي.
وبعد ثلاثة أيام كان الرجل في الرقة وكانت بيانات داعش تعلن وصوله وبيعته.
ومن تأدب جمال معروف معي اكتفى بإرسال بيانات داعش لي على الواتس أب، وأشهد الله أنه لم يعاتبني ولم يراجعني. ولكن ثبت أن الرجل توجه إلى الرقة وراسلني بنفسه ذات مرة على التويتر وشكرني لأنني سعيت في خلاصه وفكاكه، رغم أن جبهة النصرة التي أطلقت لها أكثر من مئة لم تشكرني مرة واحدة والله يشهد.
هدأت الأمور لأسابيع ثم جاءت "حادثة البارة" وإليك تفاصيلها وأنا أحد من حقق فيها بنفسه وسعى في إنهائها وإصلاح ذات البين، وأما صاحب الفضل الأكبر فيها فهو الشيخ حسام سلامة (أبو بكر) قائد لواء أهل السنة وهو علم من فوقه نار، وأما الشيوخ الذين سعوا فيها فكثر، منهم من قضى نحبه كالشيخ سفر الصفر ومنهم من ينتظر كالشيخ ياسين علوش والدكتور عبدالمنعم زين الدين وغيرهم من أهل الفضل، وإليك ما جرى يومها: فقد انشق أحد عناصر جبهة ثوار سوريا ويدعى ياسر نصوح فطالبه جمال معروف بتسليم السلاح والأموال لأنها ملك للفصيل وليس ملكاً للكتيبة فرفض الرجل والتجأ إلى البارة وكان يدير فرنا فيها، وبلغ جمال أن ياسر نصوح موجود في البارة، فأرسل رتلاً إلى البارة -وأنا هنا أقص ما جرى ولا أصوب الفعل- فوضع ياسر نصوح سلاحه عند الأحرار، وكان يقود ذلك الرتل ابن شقيقة جمال معروف، فاتصل بجمال وقال له بأن ياسر وضع السلاح أمانة في مقر الأحرار فأمره جمال بأخذ السلاح بالقوة. وبالفعل قام الرجل باقتحام المقر وذهب ياسر نصوح إلى جماعة النصرة وأخبرهم بالأمر فحركوا رتلاً صوب مقر الأحرار واشتبكوا مع عناصر جمال فقتلوهم ومنهم ابن شقيقة جمال وأما بقية الرتل فقد حملوا الطحين الموجود في المخبز بأمر من جمال معروف الذي يعتبره حقاً لجبهة ثوار سوريا وعادوا به إلى الجبل.
بدأت جبهة النصرة وجند الأقصى بالحشد على جبل الزاوية وعادت المشكلة إلى نقطة الصفر وعادت المبادرات من جديد.
بداية التحقيق سألنا الإخوة في حركة أحرار الشام: هل قتل أو جرح أحد في اقتحام المقر؟ قالوا: لا.
ثم سألناهم إن كانوا قد استعانوا بالنصرة أو طلبوا المؤازرة؟
فأجابوا: لا.
عرفنا بعدها أنهم جاؤوا بناء على استعانة ياسر نصوح بهم. وبالمناسبة ياسر نصوح أحد فسدة جبهة ثوار سوريا ومطلوب لمحاكم شرعية بتهم منها الاغتصاب.
قلنا للإخوة في جبهة النصرة: إذا كان الأحرار لم يطلبوا مؤازرتكم فلماذا ذهبتم؟!
قالوا: كيف يهاجم جمال إخواننا الأحرار ولا ننصرهم؟!
قلنا: هي إذن بين أحرار الشام وجمال معروف ولا دخل لكم بها، وتدخلكم أدى لإراقة دماء.
وبدأت الضغوط تتوالى من قبل الجميع على تشكيل محكمة شرعية تنظر في الأمر.
ومع توالي الضغوطات لتطويق الأزمة وحقن الدماء حصل شيء من اللين من قبل جبهة النصرة، ولكن جند الأقصى هددت جبهة النصرة بالقطيعة وعدم العمل معها بعد هذه اللحظة إن وافقت على محكمة شرعية أو هدنة أو صلح وأنه لا حل مع جبهة ثوار سوريا إلا الحرب والسيف وعلت حدة نبرة جبهة النصرة ثانية، وبدأت بدق طبول الحرب وادعت يومها أنها لم تقبل بالمحكمة الشرعية أو المبادرة لأنني طرف فيها.
وأعلنت رسمياً انسحابي من المبادرة ﻷقطع عليهم الطريق إذا كنت عائقاً في وجه الصلح وحقن الدماء، فالمهم هو حصول المطلوب وليأت على يد كائن من كان، واستمر في المبادرة كل من الأخ حسام سلامة ومعه المقدم أبو بكر قائد جيش المجاهدين وبدأت ذات المأساة تتكرر وذات المشهد المعهود يعاد بحذافيره، العسكر ماضون على الأرض والشرعيون يناورون ويضيعون الوقت، وخاضت النصرة ومعها الجند وحسموا المعركة وشهود العيان معظمهم أحياء والتسجيلات الصوتية موجودة وسعت الفصائل لتشكيل قوات حفظ سلام، واتفق على تسليم الحواجز ونقاط التماس لصالح صقور الشام بقيادة أبي عيسى الشيخ وقاد الشيخ أبو عيسى قوات حفظ السلام للفصل بين المتحاربين وتعرضت القوات ﻹطلاق نار بالأسلحة الثقيلة من قبل جبهة النصرة وجند الأقصى وتسلم أبو عيسى الشيخ جميع حواجز جمال معروف وأبت النصرة والجند أن يسلموا أياً من حواجزهم بل تعاملت مع قوات الفصل على أنها عدو، وأطلقت نيران أسلحتها الثقيلة على الأرتال وحسم عسكر النصرة المعركة، والشرعيون يشاغلون الناس على الأرض وانتهى الأمر، وليته وقف عند هذا الحد؛ بل سرعان ما نزلوا من جبل الزاوية إلى خان السبل واقتحموا مقر حركة حزم والتهمة هذه المرة الفصائل التي آزرت جمال معروف، فقد طوي ملف الفساد والفصائل الفاسدة، والآن لا بد من البحث عن علل ومبررات جديدة فحركة حزم ليس فيها فساد ولكن كانت التهمة جاهزة فأبو عبدالله الخولي كان من المشاركين في قوات حفظ السلام والفصل بين المشتبكين، وأوقف أرتال المؤازرة القادمة للطرفين من أجل تطويق الأزمة، وبعض الأرتال من جند الأقصى رفضت أن تعود حين أوقفتها الحواجز فأطلقت النيران فوق الأرتال، وزعم حينها أنصار النصرة والجند بأنه قتل بنيران حزم عناصر من الجند والجبهة وأشاعوا ذلك.
وقلت لهم: لم يقتل أحد والله يشهد ثم أنا وجميع من كان على الأرض، وجادلوني بها كثيراً، وسألت أبا ذر الجزراوي أمير الجند بحضور القاضي أبي صلاح وشقيقه والمرافقين أسألك بالله هل قتل منكم أحد بنيران حزم فقال لا ولكن أصيب أخ وبترت يده.
اقتحمت النصرة مقر حزم في خان السبل وبدأت تحركات الفصائل والقادة لتطويق الأمر وكانت المعارك في حلب على أشدها والنظام يوشك أن يحاصر حلب، وخشيت الفصائل من امتداد المعارك إلى حلب فتحركت قيادات الفصائل، وسرعان ما وقع اتفاق بتحييد حلب ونص الاتفاق على إطلاق المحتجزين لدى الطرفين وبالفعل قامت حركة حزم بإطلاق 93 محتجزاً لديها ولم أتحرك باتجاه خان السبل حتى تأكدت من إطلاق الجميع، وكان أربعة من عناصر الجند يحملون معهم بطاقات الهوية الرسمية للدولة الإسلامية في العراق والشام، وأراد مرشد احتجازهم فقلت له صور البطاقات وأطلقهم فهؤلاء الآن محسوبون على الجند.
أطلق المحتجزون عند حزم حتى المنتسبون منهم لداعش، وأقسم بالله العظيم أنني رأيت بطاقات انتسابهم الرسمية بعيني وبلغت أمير الجند بالحادثة.
بعد أن تم إطﻻق جميع المحتجزين في الفوج توجهنا إلى خان السبل من أجل إطﻻق سراح محتجزي حركة حزم وكان الخولي قد سبق إلى خان السبل، وحين وصلنا كان الشيخ سفر الصفر قد وصل أيضاً ودخل إلى المقر ﻹقناع الخولي الذي أبى مغادرة مقر الحركة بالخروج ومنعنا نحن من دخول المقر وسألنا عن عناصر حركة حزم هل تم إطﻻقهم بناء على الاتفاق، وإذا بهم يجيبون بكل برود لقد بايعوا جبهة النصرة (330 عنصراً بايعوا جبهة النصرة في ظرف ساعتين!)
طلبنا مقابلتهم فرفضوا السماح لنا بذلك وخرج الشيخ سفر الصفر من المقر وسألناه عن الخولي فقال بالحرف الواحد هو يرفض الخروج وقد أعطوني عهد الله وذمته وميثاقه أﻻ يمسوه وأنه حر إن بقي فهو في ضيافتهم وإن أراد الخروج فله ذلك متى شاء، وكان كلام الشيخ مطمئناً ومضينا وفي اليوم التالي انقطعت أخبار الخولي وبدأت رحلة البحث عنه حتى استبان لنا بعد أيام أنه معتقل في سجون النصرة رغم عهد الله وميثاقه الذي أعطي للشيخ سفر الصفر ورغم الاتفاق الموقع بشهادة الفصائل ومنهم قيادات في حركة أحرار الشام بإطلاق المحتجزين من الطرفين!
وبدأت معاناة جديدة فلا عناصر حزم الـ330 أطلقوا وﻻ استطعنا أن نطلق الخولي الذي ستسمعون ما تقشعر له اﻷبدان بخصوص قصته رغم أن هذا الرجل أعطى للنصرة من السلاح ما الله يعلمه ثم يشهد عليه أبو فراس السوري وأبو حمزة الدرعاوي ثم أنا، وإن أنكروا فعند الله تجتمع الخصوم، وهذا ليس حال حزم فحسب بل معظم الفصائل التي اعتدت عليها جبهة النصرة كانت تعطي الجبهة سلاحاً وذخائر والله على ما أقول شهيد.
بدأت بالتواصل مع الدكتور المحيسني وبلغته بشأن ااتفاق وأن اعتقال الخولي كان بعد توقيع الاتفاق وأنهم أعطوه العهد والميثاق واﻷمان وحدثته كم أعطى الخولي للفصائل وأنه ما طلب لجبهة إﻻ استجاب وﻻ سئل سلاحاً إﻻ أعطى.
وقسوت عليه في الكلام يومها -وأسأل الله أن يغفر لي- وتحرك الشيخ المحيسني وغاب عني يومين ثم أجابني وقال لي ذهبت وقابلت الجوﻻني بنفسي وطلبت إليه أن يطلق الرجل ولكنه اعتذر وقال أمره بيد المحكمة قلت يومها للدكتور المحيسني كم أطلقت لك من اﻷسرى والمحتجزين هلا رددتها لي ولو مرة؟!
لم يستطع المحيسني فاستعنت بأبي صالح الطحان وقلت له هل تأخرت عنك يوماً في فك أي محتجز؟ قال لا، قلت له أريد الخولي واستعنت بأبي خزيمة كذلك لكن دون جدوى، وما زال الخولي الذي حاول أمنيو النصرة أن يلصقوا له تهمة قتل الشيخ يعقوب العمر رحمه الله زوراً وبهتاناً قابعاً في سجون النصرة إلى يومنا هذا، رغم أن الشيخ يعقوب العمر رحمه الله كان من أقرب وأحب الناس للخولي وكان يوكله في حل كافة الخلافات مع الفصائل وعلى رأسها النصرة.
ورغم أن الخلية التي قتلت الشيخ الشهيد يعقوب العمر قد ألقى اﻷحرار القبض عليها وسجلوا كافة اعترافاتها وسلموها لجبهة النصرة وحققت معها وأنفذت فيها القصاص، ومع ذلك أرادوا تلفيق تهمة للخولي بقتل الشيخ يعقوب العمر رحمه الله ظلماً وزوراً وبهتاناً، ورد عليهم الشيخ حسام سلامة وفند أقوالهم.
أقف هنا وسأعود ﻻستكمال حديثي المتسلسل غداً ولن أرد على الجيش الإلكتروني ومن تابعهم من ألتراس الخارج فمهمتهم التشويش والتشغيب وليقولوا ما يشاؤون.
وأحيط اﻹخوة المتابعين بأن الحديث لم يبدأ بعد وأن ما سيتم استكماله يحمل من المفاجآت ما ﻻ يعلمه إﻻ الخاصة ولن يحول بيني وبين تمامه إﻻ الموت.

 

 


جمع وتنسيق (نور سورية)

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع