محمد عمر
تصدير المادة
المشاهدات : 3790
شـــــارك المادة
تعدّدت الأسماء بتعدّد الغايات، فمن نظامٍ أسدي اعتبرها رمزاً لقوميتهِ العربية وأرادها شوكةً في حُلوق"الكورد"، وإشارةً لعينه المفَتّحةِ عليهم.. إلى أحلام"البرزاني"و"الطالباني"و"أوجلان"في"كوردستان الكبرى"، التي تبدأ في جبال"زاكروس"وجبال"طوروس"ولا تنتهي بـ"كوباني"، كصلة وصلٍ بين القرى المتناثرة لإقليمِ غرب"كوردستان"..
إلى أرعن قومه"الخليفة البغدادي"الذي تناسى الأنظمة الصفوية في شرق دولته السُنّية وغربها، وتناسى آهات المسلمين وعذاباتهم من الروافض والنصيريّة فأرادها عيناً لدولته المنسوبة ظُلماً وزوراً لأمة الإسلام.
فترك مطار دير الزور العسكري الذي يقع في أحضان"الخلافة الإسلامية"، وحرك لهذه العين"جيش الخلافة"، فأرسل لها شباباً متحمساً، أطربتهم أصوات البنادق، وهزت مشاعرهم حماية ثغور المسلمين، فتحركوا لـ"هولوكست البغدادي".. والنتيجة أن سقط منهم من سقط، وما أكثرهم!!!-ولعلّ تقديراتٍ أولية تشير إلى أنهم تجاوزوا ثلاثة الآلاف بمئاتٍ عدة-، وأسر منهم من أسر، وعن الجرحى لا تسأل.
قوًى كثيرة أعجبها ذلك القتال، ووقفت على تلة"مشتنور"تراقب وترصد، أحياناً من طائرة في الجو-لا تهم جنسيتها-، وأحياناً من مرابض الدبابات التركية، وكل منهم يتساءل عن هذه العين هل ستكون: عينُ التُرك "Türk göz"؟ أم عينُ الفُرس"چشم فارسی"؟ أم عينُ الأمريكان"Americans‘ Eye"؟ أم أنها ستبقى لعيون الجميع؟؟؟
أشهرٌ عدة توالت، تتقدم بها جحافل"الخلافة"الممتدة بين أرض الكنانة وليبيا غرباً، إلى بلاد ما بين النهرين شرقاً، مع إغماض أعيننا عمّا بينهما لأننا ببساطة لا ننظر من عينهم التي يرون العالم من خلالها. و من ثم تتراجع بعد أن انتهى دورها هناك، لتتجه لتطعن بشرق الأمّة المسلم، الذي استنزف مقدرات أكبر تحالف عرفته البشرية منذ وجودها، فخرجت دُوله بعد العقد بثلاث خائبةً تجرُ أذيالَ الهزيمة، فلا عُمَراً اغتالت، ولا من يومٍ كيوم الثُلاثاء أَمَّنت.
لكنها وهي تنسحب للوراء لمحت بأعينها"الخليفة"، فنادته.. وا خليفتاه، وا إبراهيماه.. فما كان من الخليفة الهُمام إلا أن لبّى النداء، يشد الهمم ويعقد الرايات ويقبل البيعات.. فالدم الدم، والهدم الهدم.. ولعلّي أتجرد هنا وأعود خطوة لأقول أنني لا أعلم صدقاً إن كانت استجابته عن طيب نية أم عن سوئها؟؟؟ والأيامُ بيننا...
نتابع في عينِ الموضوع، فما أن تراجع مدُ"الخلافة"إلى ما يبعدُ عن عينِ العرب بمئة قرية، وأصبحت حاضرة دولتهم قاب قوسين أو أدنى من مدافع"الكورد"ومن تحالف معهم من العرب، حتى أدرك المخدوعين بها والمنبهرين بصعودها سواء بسواء، أن هذا الصعود الأسطوري الذي يذكرنا بصعود التتار، من الممكن أن ينحسر بيومٍ وليلة كما انحسر التتار بعد عينِ جالوت.. وللمفارقة فكلها عيون..
وإن كانت معركة"كوباني"أقل من أن تشبه بعين جالوت-لكنها أوصلت فكرة ما-فعين جالوتنا لم تأتِ بعد..
فأخذت دولتهم تنبذ من بقي بقلبه ذرةً من إنصافٍ وعدل، فهجرها أبو طلحة الكويتي – أمير الحسبة في الرَقّة-، وأبو عبيدة المصري – مسؤول ديوان الزكاة في الميادين-، وأبو علي الحربي – شرعي التنظيم في تل أبيض-، ولعلّ مصطفى العمر – أمنيٌّ في التنظيم – والذي قتل على يد أحد المهاجرين في تل أبيض، لم يسعفه الوقت ليلحقَ برفاقه. كما نَبَذت دولتهم من نافق لها أيام عزها، كأبي عبيدة المصري – مسؤول الزكاة في التنظيم-، والذي حرص على أن يأخذ أموال الزكاة معه وقت خروجه، فقفل عائداً من أرض الأحلام بعشرين مليون دولار أو يزيد..
كلُ ذلك أوقد في جنبات"الخليفة"وحاشيته من الغضب والحقد ما أشعلَ صُدورهم ناراً وأعمى بصائرهم، فطاش حجرهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فكان لابدّ من.."شفاء الصدور"..
وهنا وبطريقة ما سَقطت.. أُسقطت-لا يهم-طائرةُ"الكساسبة"، فوجد بها البغدادي طوق النجاة له ولمن معه، فأمر على"الكساسبة"فأوقدت به النار، وأشار لكبير سحرته"الهوليودي"أن يسحر أعين الناس ويسترهبهم بما لم يعهدوه من إخراجٍ متقنٍ لا يطبّق فيما ها هنا.
وتناسى ذلك"الخليفة"قبل أن يأمر بذلك الصعلوك أن يحرق، أن وراءَ قضبانِ دولِ الكفر امرأة حسبته صِدقاً المعتصم، وأمَّلت منه النجاة – وياليتَهُ تركها وراءَ القُضبان.. ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولا-، فما كاد رمادُ"الكساسبة"يَبرد، حتى كانت تلك المسلمة تتأرجح في السماء هي ومن معها..
حسان الجاجة
عباس عواد موسى
شفاء العوير
محمود غانم الدغيم
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة