..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


سوريا المعاصرة

ذكرى مجزرة حماة 1982

محمد الزين الهاشمي

٣ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 11502

ذكرى مجزرة حماة 1982
حماة1.jpg

شـــــارك المادة

الإنسان عندما تتوالى عليه الملمات والمصائب ينظر إليها واحدة واحدة بعين المدقق لما وقع له من الأحداث.
والكارثة الكبرى اليوم في سوريا منذ سنتين اكتوى بها الشعب السوري على امتداد جغرافيته ولم يسلم لا الحجر ولا البشر ولا النبات ولا الحيوان من تنكيل هذا المحتل المدعي للعروبة والإسلام والمدعي للممانعة فهو يضرب في قلب الشعب السوري ليقطع كل أوصال الحياة ويبقي له فقط وريدا واحدا ينبض بالولاء له ولكن هيهات هيهات بعد هذا؟؟؟

 


وفي هذه الأيام تطل علينا الذكرى الحادية والثلاثون لمجزرة ارتكبت في مدينة حماة بحق شعب أعزل ما كان همه إلا رفع الضيم وقول الحق وكانت هذه المدينة من عام 2891 وبعد استلام زمام الحكم حزب البعث وبعد عام واحد حوصرت بالدبابات وقصفت بالمدفعية والصواريخ وكما يفعل اليوم أبناء المجرمين، كما فعل أباؤهم تماما وقدم أبناء المدينة الكثير والكثير كلها انتقاما من المدينة لأنها كانت تريد أن تكون راية لا إله الا الله هي العليا وشرع الله هو النافذ.

وبعد أن استولى على الحكم المقبور المجرم حافظ الأسد ووضع دستورا أراد من خلاله طمس هوية سوريا وشعبها انتفضت حماة وقدمت الكثير من أبنائها حتى أجبر المقبور على تعيين دين وهوية رئيس الدولة وبدأ المقبور حافظ الأسد بملاحقة كل العلماء في مدينة حماة منهم من زج بالسجن ومنهم من أبعد ومنهم من قتل ومنهم من اعتقل وذهبت الوفود من أبناء المدينة مطالبين بالتخفيف عن أهل المدينة وبمطالب ديمقراطية ليس فيها أي تعصب وإنما كلها صلاح وخير لأهل سوريا ولكن هذه المطالب ضربت عرض الحائط من قبل المقبور حافظ الأسد وأعاد الكرة ثانية باعتقال وملاحقة كل العلماء في مدينة حماة ولم تتوقف عمليات القتل للناس ولا الاعتقالات وفي بداية عام 1982حاصر المقبور حافظ الأسد بقواته مدينة حماة بقيادة أخيه المجرم السفاح رفعت الأسد والذي كان قائدا بما يسمى سرايا الدفاع بحصار المدينة من كل الاتجاهات وعاثوا فيها قتلا وتدميرا وأمام مرأى العالم كله قتل عشرات الألوف ودمرت آلاف المنازل وأحياء تاريخية وأماكن تاريخية لم يبقي لها أثرا هذا النظام المحتل ؟...وزج الآلاف من أبناء المدينة في المعتقلات ...
إن مأساة حماة في هذا العام كانت كبيرة جدا حتى الإحصائيات في القتل والاعتقال ليست دقيقة إذ الحقيقة أكبر مما كتب وأكبر مما تم إحصاؤه إذ لازال الألوف لا أحد يعلم عن مصيرهم إطلاقا والعالم كله وأبناء المدينة وإخوانهم في سوريا ممن عاشوا تلك الأحداث يعلمون علم اليقين ما مدى وحشية هذا المحتل لأنه كان يقتل بعقيدة الانتقام وإذعان الناس له بالقوة وإرهابهم بالتنكيل حتى يخنع الشعب السوري كله

وهو أراد من هذا كله هو إطفاء كل شمعة تنور طريق الحق للشعب السوري ومن خلال تدمير وقتل أبناء حماة

أراد أن يقول لشعب سوريا من خرج عن طوعي وعصى أمري فجزاؤه كما حصل بحماة.

وفي بدايات القرن الحادي والعشرين جاء ابنه اليوم يمشي على خطى والده المقبور في تدمير سوريا وبمباركة دولية والمجتمع الدولي كله يقف متفرجا بل مباركا ومؤيدا لهذا المحتل الذي يقتل أبناء سوريا حتى أصبحت في كل قرية وفي كل مدينة وفي كل بلدة مجزرة تتلوها مجزرة أخرى.
مجازر للبشر ومجازر للحيوانات ومجازر للحجر فاليوم شعبنا يعاني ويكابد ما يكابد من جرم المحتل الأسدي ومن ظلم المجتمع الدولي الذي فقد كل إنسانيته يتدخل المجتمع الدولي في كل بقاع الأرض فورا ومن دون الرجوع للهيئات الدولية ومن دون الإقرار من المجتمع الدولي وأما في سوريا فيعطي المهل ويرسل الموفدين والمراقبين وحتى أخيرا وباسم الإغاثة والمعونة يمد هذا المحتل بالدعم المادي وهو يعرف تماما أين يصرف هذا المحتل الأموال .....
إن الشعب السوري وعى لكل الأمور التي تحاك ضده ولن يتراجع عن أهدافه ولن يتخلى عن طرد هذه الطغمة المحتلة وكل من يساندها ويؤازرها فالنصر حليف الشعوب بإذن الله تعالى وبعد كل هذه التضحيات ودمار البلد يحلم المحتل الأسدي بأن يكون هو وزمرته في سدة الحكم فهذا أصبح من المستحيلات .........
نسأل الله العلي القدير أن يرحم كل شهداء سوريا الذين سقطوا في سبيل الله وفي سبيل قضيتهم العادلة ويرحم كل شهداء الإسلام على بقاع الأرض ونسأل الله عز وجل أن يشفي جرحانا أجمعين ويثبت أقدام الأبطال المجاهدين حتى تتحرر سوريا من دنس ورجس المحتلين ونبني سوريا الحرة الديمقراطية والتي ستكون نبراسا ومشعل لكل الأحرار في العالم.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع