..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

مشاعر راحلة ..

سلسبيل زين العابدين

١١ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3986

مشاعر راحلة ..
الكريم000.jpg

شـــــارك المادة

في سنوات ماضية.. في نهاية شهر شعبان.. ومع انتظار الإعلان عن رؤية هلال رمضان.. لابد للهاتف أن يكون بيدي.. ذلك أن اتصالا مهما أكون على وشك أن أجريه لأشعر فرحة دخول هذا الشهر الكريم..

 


اتصالا عاديا أجريه كثيرا وفي أوقات مختلفة.. لكن إجرائه في ليلة إعلان رؤية الهلال له مشاعر أخرى تحمل داخلها حبا نابضا ودفئا غريبا!!!..
مشاعر لا أستطيع أن أعيشها إلا حينما أسمع هذا الصوت.. في الرمضانات الثلاث الأخيرة فقدت هذا الشعور رغما عني..
ولكني لم أشأ أن أفقده.. فبحثت عنه في اتصالات عديدة استبدلتها بذلك الاتصال.. ولكن عبثا.. أين أجد مشاعري؟!
أين رحلت؟! ولماذا؟!
لا يزال شعبان هو شعبان!! ولا يزال الهلال هو الهلال!! ولا يزال رمضان هو رمضان!! ولكن.. صوت أمي رحل.. إلى غير رجعة.. رحل..
وأبقى مكانه ألما لا تمحوه السنون.. وترك كسرا لا تجبره الأيام.. رحل وأبقاني وحيدة..
لا يزال إمساكي بالهاتف في تلك الليلة يمثل لي طقسا لا أستطيع التخلي عنه أو نسيانه..
وقد أقوم به تلقائيا.. فأمسك الهاتف وأحاول أن أتذكر لمَ أمسكت به!!
و بمن كنت أنوي الاتصال!!
لكني حين أنتبه لنفسي أجدني ممسكة به وقلبي يعتصر شوقا لسماع صوت "أمي"..
لا أملك عيني أن تذرف شوقا لرؤيتها وسماع صوتها وهي تدعو لي ولأخوتي.. وتوصيني بتقوى الله والطاعة.. وتطلب مني أن أجعل أبنائي حفظة لكتاب الله..
كنت حين تكرر علي تلك الوصية في كل مكالمة أجريها أضحك.. وأقول لها: (حاضر يا حجة بس ما بتملي من نفس الحكي كل مرة).. ولكنها ترد علي: (ليش في أحسن من تقوى الله يا بنتي)..
كانت تلك الوصية بمثابة خاتمة المكالمة في كل مرة لي ولجميع أخواتي.. وكنت أنا وأخواتي حين نخبر بعضنا باتصالنا عليها لا بد وأن نذكر الوصية الختامية من باب الطرفة وأننا حفظناها غيبا..
لكنني الآن وفي هذه اللحظة أتمنى لو أفتدي تلك اللحظة بروحي وكل ما أملك لأسمع صوتها الحنون وهو يكرر علي تلك الوصية الغالية.. التي ما عرفت قيمتها إلا بعد أن فقدتها..
رحمك الله يا حبيبتي.. وأسكنك فسيح جناته.. وجعل الفردوس مثوى لك برفقة نبيه والصالحين من عباده.. وجمعنا بك في ظلال عرشه..

تعليقات الزوار

..

رفيدة - السعودية

٢٧ ٢٠١٣ م

رحمها الله ...إن شاء الله تسمعين صوتها في الجنة ...

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع