..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

"واشنطن بوست": أمريكا تخسر معركة النفوذ والتأثير في المعارضة السورية

ديفيد إغناتيوس

٢٧ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8669

وكيري0.jpg

شـــــارك المادة

يبدو أن الهيكل القيادي السياسي والعسكري الذي تحاول الولايات المتحدة تعزيزه ودعمه ضمن المعارضة السورية قد تصدع، ووقع ضحية التنافس الإقليمي العربي المرير.
وقد قسم التوتر الإقليمي حركة الثوار السوريين بين قطر وتركيا، من جهة، والمملكة العربية السعودية والأردن والإمارات العربية المتحدة، من جهة أخرى.

 


فالمجموعة الأولى تود أن ترى حكومة إسلامية يرأسها الإخوان المسلمون بعد سقوط الرئيس بشار الأسد. والمجموعة الثانية تعارض أي توسع لنفوذ الإخوان في سوريا، خوفا من إمكان انتشار الحركة من هناك لتعرض الأردن والسعودية والإمارات للخطر.
وقد تبادل النظام السوري والثوار الاتهامات بتنفيذ هجوم كيماوي:
وكالة الأنباء السورية، التي تديرها الحكومة، تدعي أن 25 قتلوا في هجوم كيميائي للثوار في شمال سوريا، ولكنَ مقاتلي المعارضة نفوا هذا التقرير، واتهموا قوات الأسد بإطلاق أسلحة كيماوية.
وقد وقفت إدارة أوباما، مذعورة من بعض حلفائها العرب،  إلى حد ما، في الوسط، حيث قاومت جهود قطر وتركيا لفرض وكلاء، ولكن لا تفعل ذلك بشكل فعال جدا.
عدم وجود نفوذ للولايات المتحدة هو مؤشر آخر على أن واشنطن تدفع ثمن تدخلها المتأخر والضعيف في سوريا.
وقد تركزت معركة النفوذ السياسي حول تعيين المعارضة غسان هيتو رئيسا مؤقتا للوزراء في 19 مارس الماضي، تحت ضغط سياسي من قطر وتركيا.
فرغم أن "هيتو" مواطن أمريكي، كان يعيش إلى وقت قريب في ولاية تكساس، فإن بعض النقاد العرب يقولون إنه متعاطف مع الخط الإسلامي المدفوع من الدوحة وأنقرة. وفي هذا، أبلغ "روبرت فورد"، سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا ومنسق السياسة الأميركية الرسمية، أمام لجنة مجلس النواب يوم الخميس الماضي، أن "هيتو" "تكساسي أكثر منه إخوان مسلمون"، هذا التعليق يبدو أنه يعني دعم الولايات المتحدة، ولكن قال مسؤول أكبير بارز إنه أبلغ زملاءه  أن تعيين "هيتو" كرئيس وزراء مؤقت، أخذ الولايات المتحدة على حين غرة.
تعيين "هيتو" رُفض بشدة من قبل بعض قيادة المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة. وجاءت الاستقالة الأولى، يوم الأحد، من الشيخ معاذ الخطيب، رئيس ائتلاف المعارضة، ويبدو أنه الرجل المفضل للولايات المتحدة عندما التقى في ميونيخ مطلع الشهر الماضي نائب الرئيس جو بايدن.
وبعدها أبلغ الجنرال سليم إدريس، الذي ادعى لقب "رئيس هيأة أركان الجيش السوري الحر" في ديسمبر الماضي، وزملاءه أنه هو وقادته لا يمكنهم دعم "هيتو" حتى توافق مجموعة أوسع من المعارضة على مساندته...
ما يحدث هنا، في جزء منه، هو أن المملكة العربية السعودية وقطر يخوضان معركة منذ عقود على النفوذ، وذلك باستخدام جهات الاتصال الخاصة بهم في المعارضة السورية كوكلاء.
البلدان الخليجيان الثريان يستخدمان وسائل الإعلام -قناة العربية لحساب المملكة العربية السعودية والجزيرة لدولة قطر - للترويج لأجندتهما المختلفتين. إنها منافسة مدمرة، تذكرنا بطريقة الأنظمة العربية في رعاية أمراء الحرب مرة المتناحرين في لبنان.
أكبر مفاجأة هو الكم القليل من الرغبة أو القدرة الأمريكية على التأثير في المناورات السياسية السورية خلال الأشهر الأخيرة. ودفع إحباط الولايات المتحدة من المعارضة التي يهيمن عليها الإسلاميون إلى إنشاء مظلة جديدة برئاسة الخطيب، في الخريف الماضي. ولكنها دورها تراجع منذ ذلك الوقت.
حاولت واشنطن قبل أسبوعين منع تعيين رئيس الوزراء المؤقت. واقترحت الولايات المتحدة أنه بدلا من أن يُطلب من الجامعة العربية الاعتراف بحكومة سورية مؤقتة بقيادة رئيس الوزراء، فإنه ينبغي على الجامعة الاعتراف بـ"السلطة التنفيذية" الصغيرة برئاسة الخطيب.
وقد أيد هذا النهج بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولكن تحت ضغط القطريين والأتراك، تم استبعاد هذه الخطة المعتدلة.
وقال فريدريك هوف، الذي كان حتى وقت قريب المستشار الأمريكي الخاص لعملية الانتقال في سوريا، في مقابلة عبر الهاتف من أوروبا، إن سياسات المعارضة المضطربة توجب على الولايات المتحدة أن تدعم خيار حكومة انتقالية جادة على أرض الواقع داخل سوريا، والابتعاد عن دفع وإكراه حركة المعارضة.
"من دون تحقيق مثل هذا الهدف الكبير، فإن التافه يتفوق على المهم في كل مرة" في مناقشات المعارضة.
ويقول منتقدو النهج المنخفض المستوى للرئيس أوباما بخصوص سوريا:
إن خلافات المعارضة توضح ما يمكن أن يحدث عندما تترك الولايات المتحدة السياسة لحلفاء عنيدين مثل تركيا وقطر.
والجانب الخطير في سطوة قطر وتركيا هي أنها تدفع الثورات العربية نحو مزيد من الحكم الإسلامي. "هل تريد أن تُسلم سوريا بعد بشار إلى جماعة الإخوان المسلمين؟"، يسأل دبلوماسي عربي بارز. مثل كثيرين في العالم العربي، قال إنه يخشى أن جماعة الإخوان المسلمين في اتجاهها نحو الهيمنة الإقليمية..

 

 

العصر عن صحيفة "واشنطن بوست"

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع