تصدير المادة
المشاهدات : 3663
شـــــارك المادة
هذا الاسم الذي طالما ظهر على الشاشات ينقل الحقيقة وصوت الشهداء بين القذائف والموت اليوميّ والصمود الأسطوري في ديرالزور العظيمة.
وُلد مع الثورة كالوطن وقدّم في سنة ما لم يقدّمه الكثيرون خلال أعمار مديدة، مؤدّب وخجول، يعرف ذلك كلّ من تعامل معه أو حادثة، كما يعرف الموت والمخاطر أنّه على العكس من سمته الحييّ كان يواجهه كلّ يوم متحدّياً غير آبه، وطالما صوّر أحداثاً كانت نسبة الخطر فيها عاليةً حدّ الموت، لكنّ المهمّ الوحيد لديه كان أن يصوّر الجريمة وينقل المعاناة ويقدّم جسده جسراً على فرات الدم ينتقل عليه الوطن إلى شاطئ الحرية الرحيب.
أبو عمر الديري شاب ذو 22 ربيعاً، ابن مدينة هجين البار. مؤسس تنسيقية مدينة هجين وماحولها، مراسل ثم مدير شبكة الناطق الرسمي باسم ثورة الفرات، ومتحدث باسمها ومراسل شبكة شام الإخبارية وعضو المكتب الإعلامي لإتحاد الطلبة ومدير مجلة حرية التابعة لفرع إتحاد طلبة سوريا الأحرار وعضو المركز الإعلامي بدير الزور. كان يؤمن بسلاحه وخطره على نظام أسّس حكمه أربعين عاماً على الكذب ودفن التاريخ، كان سلاحه الكاميرا والصوت المتدفّق بالألم والحقّ كما الفرات لا ينضب ولا يجفّ كان دائماً رحمه الله يؤمن بأهمّيّة الحقيقة والدقّة في نقل الأخبار، كان نوراً مضيئاً يعمل كلّ ساعة لتبديد العتمة عن ديره الحبيب .. و كان يقول: الدير مظلومة إعلامياً وأنا سأقوم إن شاء الله بإيصال صوتها إلى الجميع .. قبل أسبوع من استشهاده تمّ الاتفاق مع البطل على إرسال المعدات الكاملة لفتح مكتب شام في الدير وكان موعد إرسال هذه المعدّات .. لم يحدث هذا، تغير في الخطة فقط .. الآن هو في ضيافة القوي العزيز .. استشهد بتاريخ 26/9/2012 بقصف مبنى النفوس بدير الزور، مع كبار القادة الميدانين بدير الزور الشهيد خليل البورداني فخسرت دير الزور حينها زينة شبابها من الإعلاميين والقادة العسكريين قال صديقه عنه: كان الشهيد خجولاً وخلوقاً.. كنت أمازحه قائلا " نيال البنت يلي بدها تاخدك" .. الآن أقول نيال الحوريات فيك ،نيال الجنة فيك ،نيال الدير فيك رحمك الله يا حبيبي يا سيّدي يا شهيد اللهمّ كما أحبّ الشهداء .... وكما عشق الدير وفراتها و ترابها، و كما آمن برحمتك ومحبّتك و وعدك ... فليفرح بالنصر ويضحك مرتاح القلب على تحرّر الدير العظيمة ... وتخلّص سوريا ممّن زرع فيها الوجع الممتدّ كالسماء والدم .... اللهمّ نصراً قريباً يشبه وجوه الشهداء و الآمل الذي في قلوب أمّهاتهم بعدلك وصيّة الشهيد بسم الله الحمن الرحيم أنا الشهيد بإذن الله عبد العزيز راغب الشيخ خرجت منذ أحد عشر شهراً للتظاهر ضد نظام الفاسد السفاح بشار الأسد و ملبياً لنداء إخواني في كافة المحافظات وكذلك لأنني رأيت عصابات الأسد المجرمة تتطاول على الله وعلى العباد وتقتلهم فما استطعت أن أقف مكتوف اليدين ولا أن أجلس في البيت أشاهد المجازر وعلى الرغم من أن أهلي كانوا دائماً يمنعونني أو يحاولون منعي. كنت أخرج من دون علمهم وأنا أقول لهم يا أمي وأبي بقائي بينكم عظيم ولكن ما عند الله أعظم.. وأقسم أنني أحبكم أكثر من نفسي وما فعلت ما فعلت إلا ليغفر الله لي ولكم ويجعلنا في الفردوس الأعلى. وأقول لإخواني المناضلين ضد بشار الأسد أخلصوا أعمالكم لله وحده ونحن منتصرون بإذن الله ، ولا تتخاذلوا ولا تتكاسلوا ودماؤنا في رقابكم حتى تنتقموا من الطاغية وأقول أيضاً أنني اشتقت لأصدقائي الذين سبقوني إلى الجنة ، وأقول لكم أنني عندما اعتقلت في سجون الأسد لمدة 33 يوم علمت أن الله معنا لأنني رأيت رحمة الله تدور حولنا وتحفظنا من أزلام بشار وأقول لكم صلّوا وصوموا و كبّروا ودعوا المفاسد واعلموا أن الله على كل شيء قدير و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التوقيع أخوكم الذي مات فداء لله والوطن ولكم تعيش الدير اليوم حزنها على شهداءٍ غادروها ويغادروها كل يوم منذ غادرها مع صرخة الحرية الأولى وإلى الأبد حلم الطاغية أن يكون له مكان ولو حبّة تراب على أرضِها .. لكنها تعلم أنّ من سيرحل عنها حتماً غداً هو هذا الحزن حين نسمع مع صيحة النصر ضحكاتِ الشهداء .. عاشت سوريا ... وعاشت الدير ... وعاش شهداء الدير .. وعاش الحلم .... والحلمُ أصدقُ دائماً رغماً عن وهم الطاغية بالبقاء
قصص شهداء الثورة السورية
أحمد موفق زيدان
بدر الدين حسن قربي
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
نعم
لا
عمر حذيفة
لبيب النحاس
مؤسسة الموصل
أسرة التحرير
محمد العبدة