..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مقالات منوعة

مجلس أمن خالي من الفيتو

أبو أمجد

١٩ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6379

مجلس أمن خالي من الفيتو
1الفيتو.jpg

شـــــارك المادة

سؤال مهم أوجهه للقراء الكرام.
هل يمكن تأسيس مجلس أمن خالي من الفيتو؟
قبل أن نستغرب على السؤال  أو نرد على السؤال أو نقول بأن هذا حلم . لا ننسى أبدا أن إسقاط القذافي ومبارك وبن علي وعلي صالح وقريبا بشار الجزار .. كان يعد حلما، بل حلم مستحيلا تحقيقه.
وتأسيس مجلس خالي من الفيتو سيكون في اعتقادي أسهل بكثير وسرعان ما ستنضم إليه الدول الأخرى لأنهم سيرون فيه تحقيقا لبعض طموحاتهم التي لم يقدروا على تحقيقها في ظل المجلس الحالي ،وبغض النظر عن كيفية تأسيس مجلس الأمن والأمم المتحدة وبغض النظر عن مصادر تمويل هذا المجلس.


لكن ما تأكد لكل شخص يملك ذرة من عقل أن هذا المجلس لا يخدم إلا أعضاء محددين هم أصحاب الفيتو في هذا المجلس العنصري.
وما يدعو للغرابة أن جميع الدول المشتركة في هذا المجلس لا تجد غضاضة في ذلك.
وإلا فما يمنع هذه الدول مهضومة الحق، لعمل إصلاحات في هذا المجلس أو محاولة للرفع من تمثيلها في المجلس.
مجلس عنصري عدائي، لا يخدم إلا ما تريده دول الفيتو البغيض.
والأمثلة كثيرة: فقد صوت المجلس لانفصال تيمور الشرقية عن إندونيسيا لصالح النصارى الذين يحكمونه.
وصوت لصالح انفصال جنوب السودان لصالح النصارى .
وفي السابق صوت المجلس لصالح تقسيم أرض فلسطين لصالح اليهود ثم ساعد هذا المجلس في احتلالها. ................الخ
أما إذا تعلق الأمر بالمسلمين فالحال مختلف.
فالفيتو البغيض ضد تسليح الثورة السورية للدفاع عن شعبها، أو عمل حظر جوي لمنع الطائرات من قصف المباني المأهولة بالسكان، وضد الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستعادة وطنه وعودته إلى أراضيه وضد استقلال الشيشان . ولو كان الشيشان بغالبية نصرانية لاختلف الحال ونالت الاستقلال.
هذا المجلس يصلح أن يكون مسرح كوميدي.
جاء مؤخرا نتنياهو يخطب في أعضاء المجلس ويدعي بأن اليهود لا يحتلون فلسطين. أليست هذه نكتة سخيفة
ويقول بأنها أرضهم من أيام نبي الله يعقوب. عندما سمعت كلامه ضحكت وتوقعت بأن يضحك بعض الحاضرين. أو على الأقل يسأله بعض الحاضرين، وما كان اسم دولتكم في أيام نبي الله يعقوب عليه السلام . وهل كانت خالية من العرب والنصارى ولم يكن بها إلا أنتم معشر يهود.
وهل قام أطفال ونساء وعائلات فلسطين باحتلالها وإخراج اليهود منها, ومن أين أتى هؤلاء السكان الموجودين حاليا؟
وهل هذا يخولهم ويعطيهم الحق في قتل سكانها وطردهم من أرضهم وقلع مزروعاتهم من الزيتون وغيره وإرغامهم على هدم منازلهم بأيديهم كما شاهد ذلك كل العالم، ومنعهم من الحياة الكريمة, لدرجة أن يمنع سكانها من ركوب السيارات والدراجات للذهاب إلى وظائفهم ومدارسهم.
أنا شخصيا لم أرَ حكومة تفعل ذلك إلا حكومة العدو الصهيوني .
إضافة إلى أن هذه الدولة لم تنفذ أي قرار لمجلس الأمن منذ أن تأسست في عام 1948. لأنها لم تقم بذاتها بل أقامتها بريطانيا وأميركا ، فهم شعب جبان إلى أبعد الحدود ، وشعب طفيلي يعتمد على غيره في حياته اعتمادا كاملا .
وكم أشعر بالعزة عندما أرى شعب سوريا يواجه الموت والدمار والتعذيب دون خوف من أجل حريته. ثم أرى شعب يهود وهو يختبئ في المجارير والملاجئ وحالات من الهلع الجنوني الذي يخجل منه أجبن الناس. وحقا صدق الله تعالى: (ضربت عليهم الذلة)
نصرك الله وسدد خطاك يا شعب سوريا وغزة يا أهل العزة والشجاعة.
عفوا فقد استرسلت في الحديث عن هذه الدولة الطفيلية التافهة.
ما كنت أريد قوله: ما المانع من إقامة مجلس أمن عادل وأمم متحدة مع بعضها بدون عنصرية. ؟
يمكن لدول الربيع العربي والغير عربي والدول المتعاطفة مع الربيع العربي تكوين مجلس أمن حقيقي, وتحالف عسكري مسلح بصورة كاملة بقيادة موحدة وبدون فيتو.
لا أعتقد أن أمثال بشار الأسد سيعربد بكل حرية بوجود مثل هذا المجلس بل ما أعتقده أن هذا المجلس الخالي من الفيتو سيقوم بالقبض على هذا السفاح ومحاكمته قبل أن يؤول الوضع إلى ما آل إليه الآن.
لقد اتضح أن هذا المجلس (أقصد المجلس الملوث بالفيتو) لا يخصنا كمسلمين أو عرب، فقد أسسه مجرمو الحرب العالمية الثانية للحفاظ على مصالحهم ولضمان سيطرتهم على العالم ، لذلك من الواجب على دول الربيع التي تحررت من عبودية عملاء دول الفيتو، أن تبدأ من الآن في وضع أسس لإقامة مجلس عادل خالي من الفيتو.
سيقول قائل : يمكن تفعيل مجلس الجامعة العربية وهذا يكفي.
وأقول : مجلس الجامعة العربية جعل المجلس محدودا بالعرب وكان تأسيس الجامعة العربية ليحد من الجامعة الإسلامية التي أسسها السلطان عبد الحميد، وما نطمح إليه هو مجلس يضم دول العالم ويشمل دولا إسلامية وغير إسلامية عربية وغير عربية هدفه حماية مصالح الدول والعباد من الظلم الذي يتعرضون له، ويشبه حلف الفضول الذي دعي إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل الإسلام وأقره بعد الإسلام، ويسحب هذا الحلف تدريجيا البساط من تحت مجلس الأمن والأمم المتحدة الغير خالية من الفيتو.
بهذه الطريقة لن تتجرأ دولة كإيران في قتل المسلمين في الأحواز وسوريا باسم الإسلام. ولن يتجرأ زعماء كبشار السفاح بعمل المجازر البشعة بشعبه، لأن المجلس الخالي من الفيتو سيكون رادعا في اللحظة المناسبة.
إن ما أراه اليوم من قتل ومجازر بشعة ترتكب في حق أخوتنا في سوريا وغزة، ليجعل القلب يتقطع والعين تدمع بدل الدمع دما.

وهذا لعدم وجود من يحفظ لأمتنا أمنها وكرامتها، فمجلس الأمن الملوث بالفيتو لا يحمي إلا أتباعه وإن كانوا ظالمين سفاحين.
ولا يخفى أيضا أن القلب يتفاءل ويطير فرحا عندما يرى العزة في غزة قد جعلت حكام ووزراء اليهود يختبئون داخل المجارير مع القاذورات موقعهم الطبيعي، وعندما يرى حكاما بدؤوا بالاهتمام بشعوبهم ، وبإذن الله الواحد الأحد يسقط سفاح سوريا ويبدأ الإخوة في سوريا في بناء بلدهم مدعوما من إخوتهم وبدعم من مجلس الأمن الخالي من الفيتو.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع