..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

يد النحس الإيرانية.. كيف خربت إيران كل دولة دخلتها؟

سامية عبد الله

١٥ ٢٠١٦ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3006

يد النحس الإيرانية.. كيف خربت إيران كل دولة دخلتها؟
إيران 000.jpg

شـــــارك المادة

متى دخلت إيران دولة إلا وحولتها إلى دولة فاشلة تعاني الحروب الأهلية الطائفية والفقر والفساد، حتى لو كانت دولة نفطية أو تمتلك موقعًا استراتيجيًا فريدًا، بفعل سياسة الأرض المحروقة والدخول في حرب بالوكالة طبقتها إيران في عدة دول، أبرزها ثلاث دول عربية، هي العراق، اليمن، سوريا، لبنان، فيما وصفها مراقبون بيد النحس الإيرانية التي طالما دخلت دولة حل عليها الخراب والدمار، وفق استراتيجية واحدة هي تدمير مؤسسات الدولة والتغلغل فيها، وتحويلها إلى ولاية تأتمر بأمر المرشد الأعلى خامنئي، ثم إحلال شبكة من الميليشيات والمرتزقة محل الجيش النظامي، وبث الفتنة المذهبية، والتهجير القسري وفقدان الأمن، وإذلال الأقليات، وتضييع الثروات، وحصار المدن وتجويعها، ومساعدة المستعمر الأجنبي، سواء كان روسيًا أو أمريكيًا على اختراق الدولة والسيطرة على مقدراتها، مقابل تبادل المصالح فيها.

الفوضى.. الحرب.. التقاتل:

رصد الكاتب "حسان حيدر" في مقاله اليوم الخميس 14 أبريل، بصحيفة الحياة اللندنية بعنوان "يد النحس الإيرانيّة"، تدخلات إيران في ثلاث عواصم عربية، بقوله: إنه "في كل مرة تمتد يد إيران إلى دولة عربية، تقع تلك الدولة في الفوضى والحرب والتقاتل، ويتدهور اقتصادها، ويتهدّد التفتّت مكوناتها السياسية والاجتماعية، وتصاب مؤسساتها بالعجز، ونظامها بالشلل، ويهجّر سكانها ويجبرون على النزوح، كأنما اليد الإيرانية تجلب سوء الطالع وتُحِلّ «النحس» بكل ما تلمس أو تداني، أو كأنها «لعنة» سُلطت على كل من وما تقترب منه.

تمزيق العراق:

العراق أكبر مثال دلل به حيدر، حيث قال: "إذ نشاهد ما يحصل في العراق اليوم، من تخبّط سياسي وأمني واجتماعي، ومن صراعات دينية وطائفية وعرقية، ومن حملات إقصاء وانتقام، واستشراء للفساد والمحسوبية، ونهب للمال العام، فضلاً عن التزلف للحامي الإيراني واستدرار تأييده لهذه الكتلة، أو الوزير أو النائب أو حتى الموظف، ندرك الى أي مستوى انحدر وضع هذا البلد في ظل هيمنة إيران وتسلّطها على قراره. حتى صارت بلاد الرافدين الغنية بشعبها وحضارتها وثقافتها ونفطها، أقرب إلى الدول الفاشلة، وسط انقسام حاد يعبّر عن نفسه بالإبعاد السياسي والطائفي، والتهجير وفقدان الأمن، وإذلال الأقليات، وتضييع الثروات، وحصار المدن وتجويعها، وتكاثر المرجعيات وتفريخها، والارتجال في القرارات، كأن إيران تنتقم لتاريخها من العراق، فتختار الأسوأ لقيادته، وتدعم الأكثر فساداً وإفساداً، وتزرع الفتنة بين أبنائه.

سوريا ولبنان واليمن.. دمار وتقسيم:

الأمر نفسه ينطبق على سوريا ولبنان بحسب– حيدر- منذ مدّت طهران جسور الإغراءات المادية والطائفية إلى نظام حافظ الأسد، وابتكرت بمشاركته جهازاً عسكرياً - أمنياً في لبنان أسمته «حزب الله»، هدفه إيصال هذا البلد الى حال من التسيّب والانهيار، يسهل معها ضمّه عملياً إذا تعذر ذلك قانونياً ودستورياً، وهي مهمة نجح فيها الحزب الذي يتفرغ الآن لرعاية «إنجازه» وتكريسه. وأدى تسليم الوريث بشار الأسد قراره بالكامل لطهران و«حرسها»، إلى اندلاع ثورة تغيير سلمية لم يلبث أن قمعها بعنف شديد أدى إلى عسكرتها دفاعاً عن النفس، ليباشر بعد ذلك بدعم من إيران وميليشياتها المتعددة أكبر سلسلة من الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ، بحيث قارب عدد ضحاياه نصف مليون قتيل، وأربعة ملايين جريح، وعشرة ملايين نازح ومهجر، إضافة الى مئات آلاف المعتقلين.

عن سوريا المدمرة يؤكد حيدر أنه "بالطبع، لم يعد في سوريا اقتصاد ولا استقرار ولا أمل بسلام قريب أو استعادة لوحدة جغرافية، بل نهب وفساد وانهيار وحروب متعددة وتقسيم عملي، بعدما اشتغل النظام الطائفي على إيقاظ العداوات بين مكونات شعبها الى حدودها القصوى، وبات يعتمد على جيوش وميليشيات أجنبية، يدافعون عنه وفق شروطهم وارتباطاتهم الإقليمية والدولية."

أما اليمن فآخر ما طاولته اليد الإيرانية، بعد ما صرفت طهران سنوات في تسليح إحدى طوائفه وتمويلها وأدلجتها، ثم أقحمتها في سلسلة حروب على الدولة وباقي اليمنيين، عادت فحرّضتها على نقض اتفاق سلام أبرم بالإجماع، والانقضاض عليه، وحاولت إعادة رسم خريطة البلاد السياسية والاجتماعية، فأنتجت حرباً أهلية جديدة، وعمّمت الخراب في سائر أنحائه، وألحقت به أضراراً على كل صعيد لن يسهل تعويضها.

من نهب ثروات العراق؟!

كشف مركز الروابط للأبحاث والدراسات الاستراتيجية في دراسة بعنوان "حصاد السنين.. الاقتصاد العراقي بعد 13 عامًا على الاحتلال"، نشر في 10 أبريل 2016، أنه "بعد رحيل القوات المحتلة عن أرض العراق، بدأت مرحلة الإدارة غير المباشرة عن طريق عملاء الاحتلال الأميركي، وعملاء جهات إقليمية تسعى لتقطيع أوصال العراق وتمزيق وحدته ونهب خيراته، وكل هذا تم فعلًا بمساعدة شخصيات عراقية رفيعة المستوى، في الحكومات التي تلت خروج الاحتلال من العراق.

وبحسب تقارير ومعلومات رسمية وإعلامية صدرت خلال العام الماضي، فقد تمت سرقة أكثر من نصف تريليون دولار من أموال الدولة العراقية خلال فترة حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وتقدر قيمة هذه الأموال بأكثر من نصف الريع النفطي بين 2003 و2015، المقدر بـ 800 بليون دولار.

وتشير الدراسة إلى أنه لو تطرقنا إلى القطاعات الاقتصادية فالأوضاع أسوأ بكثير، فقد أفرزت الأزمة المالية في العراق، والتي تعتبر حصيلة لتراكمات الفساد المستشري منذ سنوات تتجاوز العقد من الزمان، أنتجت شعبًا يعاني الفقر بنسبة كبيرة، وانتشار البطالة بين صفوف الشباب بنسب تجاوزت الـ 25 بالمائة، وترهلًا إداريًا في دوائر الدولة ومؤسساتها، وتهريب الأموال إلى خارج العراق، بالتالي بلد مدمر بفعل الساسة والمحاصصة الطائفية، وإطلاق يد عدو العراق الأزلي إيران، ليسرق مقدرات البلد وخيراته بشكل مباشر، أو عن طريق أتباعه وميليشياته التي تمزق جسد العراق.

وقد كشف التحقيق الاستقصائي الذي أجراه "فيرفاكس ميديا" و"هافينغتن بوست" عن آلاف الوثائق من موقع شركة "يوناويل" المملوكة لعائلة إيرانية ومقرها إمارة موناكو، ما وصفه بصفقات فساد تحت غطاء عقود نفطية شملت مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى.

اليمن.. دولة فاشلة:

برغم موقعه الاستراتيجي تحول اليمن لدولة فاشلة في 8 سبتمبر 2015، حقيقة أكدها نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني- في محاضرة بمعهد «أميركان إنتربرايز» في واشنطن، حيث أكد أن "الأموال التي سيفرج عنها لمصلحة إيران جراء الاتفاق النووي الإيراني ستصرفها على مشاريعها الإقليمية، «التي لا تنحصر في (الرئيس السوري بشار) الأسد وحزب الله والحوثيين»، مضيفاً أن طهران ستعمل على ضمان «تحول اليمن لدولة فاشلة، وزيادة الفتنة (السنية - الشيعية) بشكل يفيد تنظيم داعش، ومحاولة تخريب أمن دول الخليج، وضرب المصالح الأميركية حول العالم». وأشار تشيني على وجه التحديد إلى مساعي إيران لتهديد السعودية في المنطقة الشرقية، محذراً من تفاعل هذا الدور بعد الاتفاق، وفتح السوق الإيرانية أمام العالم.

الحقيقة نفسها ذكرها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء 24 فبراير 2016، بقوله: إن "ليبيا قريبة من التحول إلى دولة فاشلة، واليمن في الوقت الحالي أسوأ من الدولة الفاشلة"، في كلمة ألقاها خلال جلسة استماع للجنة المخصصات في مجلس الشيوخ بالكونغرس الأمريكي.

سياسة الأرض المحروقة في سوريا:

أما سوريا فتتبع فيها إيران بدعم روسي سياسة الأرض المحروقة، حيث دعا رئيس الوزراء السوري المنشق ورئيس اللجنة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، في 4 فبراير 2016، المجتمع الدولي لوقف جرائم النظام، مشددًا على أن النظام وحلفاءه كثفوا القصف وصعّدوه بشكل عنيف جدًا، محذرًا من خطورة اتباع سياسة الأرض المحروقة من قبل القوات الروسية والقوات الإيرانية.

وتعاني سوريا من تدمير كامل لبنيتها التحتية، والتهجير القسري والحصار والتجويع من قبل الميليشيات الإيرانية ومرتزقة طهران، الذين تحشدهم في سوريا.

 

 

 

شؤون خليجية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع