..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

جولة أوباما الشرق أوسطية لم تكن سوى جولة استعراضية بامتياز

رضا سالم الصامت

٣٠ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3217

جولة أوباما الشرق أوسطية لم تكن سوى جولة استعراضية بامتياز
أوباما ل0.jpg

شـــــارك المادة

وسط حالة من الشك انتابت البعض في الولايات المتحدة وتظاهرات احتجاجية في الضفة الغربية والأردن، اختتم الرئيس الأمريكي باراك أوباما جولته في الشرق الأوسط والتي زار خلالها كلا من إسرائيل وفلسطين والأردن.

 


ورغم سيل التوقعات والتكهنات بشأن أهداف ونتائج هذه الجولة ، يرى بعض الخبراء و المراقبين الدوليين أن الرئيس الأمريكي يحاول فقط إظهار نفسه بكونه مهتم بقضايا هذه البلدان و لا تعدو أن نكون سوى استعراضا دبلوماسيا لمواجهة الانتقادات الداخلية والخارجية.
لكن تدهور الوضع في الشرق الأوسط عرقل مسعى أوباما، الأمر الذي جعله يختار دولا شرق أوسطية كمحطات لأولى زياراته الخارجية في فترة ولايته الثانية.
المعروف أن قضية الشرق الأوسط ، قضية معقدة للغاية، وقرار أوباما الخاص بزيارة المنطقة لم يأت من قبيل الصدفة وإنما جاء بدافع خدمة المصالح الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط وضغوط السياسة الداخلية الأمريكية.
كما أن أوباما قد يعتبر هذه الجولة استعراضية تجعل المجتمع الدولي يفهم أن إدارة أوباما ما تزال مهتمة بقضية الشرق الأوسط.

فمن بين الأسباب التي دفعت أوباما إلى زيارة المنطقة:

أولا تمتع الولايات المتحدة بمصالح استراتيجية مهمة في الشرق الأوسط ولا يمكنها أن تهمل العلاقات مع المنطقة.
ثانيا تمتع كتلة الأمريكيين اليهود بنفوذ سياسي كبير داخل الولايات المتحدة، فأي سياسي يريد أن يثبت مكانته على الساحة السياسية الأمريكية لا يمكنه أن يستهين بهذه الكتلة.
ثالثا، وضع الشرق الأوسط معقد للغاية، وبناء على درس حرب العراق، يعرف أوباما جيدا أن التدخل المباشر في شؤون الشرق الأوسط يخلف عواقب وخيمة.
وبينما أنجز أوباما الانسحاب من العراق، وفضل التدخل الانتقائي في قضايا مثل الحرب في ليبيا والأزمة السورية، يعتبر أوباما هذه الخطوات إيجابية بالنسبة له، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول الآن تجنب الاعتماد على النفط والغاز بالشرق الأوسط، إلا أنها لا تستطيع أن تهمل المنطقة، إذ تحتاج إلى ضمان استقرار سوق الطاقة العالمية وعدم الانتشار النووي واستئناف عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية والتخلص من التهديدات الإرهابية ودعم الحلفاء العرب. وكل هذه الأمور تقيد عملية اتخاذ القرار في واشنطن.
إن جولة أوباما لا تهدف إلى تحقيق انجازات كبيرة، وحتى البيت الأبيض نفسه قلل من التطلعات إزاء الزيارة قبل أن تتم إنما الهدف من الزيارة القيام باستعراض دبلوماسي فقط ليجعل العالم يعرف أنه لم يهمل الشرق الأوسط ففي فترة ولايته الأولى، لم يعط أوباما لإسرائيل وعودا بضمان أمنها بقدر ما فعل الرؤساء الأمريكيون الآخرون، ولم يقدم دعما قويا لإقامة دولة فلسطين.
كما لم تتمكن واشنطن من فرض تأثير كبير على الوضع بالدول الأخرى بالمنطقة في ظل حالة الاضطرابات الجارية بسبب الثورات العربية التي حصلت في تونس و مصر وليبيا واليمن والآن سوريا وكل هذا جعل أوباما يواجه انتقادات داخلية وخارجية كبيرة في ولايته الأولى.
ولهذا، قرر أوباما زيارة الدول الثلاث بالشرق الأوسط لإظهار اهتمامه بالمنطقة لا غير.
و في هذا الصدد يبدو أن الرئيس الأمريكي سعى إلى تخفيف حالة القلق لدى الإسرائيليين والفلسطينيين إزاء مستقبل الشرق الأوسط على مدار جولته، بذل أوباما قصارى جهده لإظهار قربه من حليفتها إسرائيل، فلدى وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي، طمأن الإسرائيليين بقوله إن " الولايات المتحدة فخورة لوقوفها إلى جانب إسرائيل بصفتها حليفها الأقوى، مضيفا أنه ليس من باب الصدفة أن تكون إسرائيل الدولة الأولى التي يزورها في فترة ولايته الثانية.
كما اعتبر الرئيس الأمريكي أن هذه الزيارة تشكل فرصة سانحة للتأكيد على أن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة "لا ينفصم" وأن واشنطن ملتزمة بضمان أمن إسرائيل وشعبها.
ومن ناحية أخرى، حاول أوباما طمأنة الفلسطينيين، حيث قال بعد لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه يعتقد أن "إقامة المستوطنات أمر ليس بناءا، ولا يصب في مصلحة دفع عملية السلام"، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى السلام وفقا لـ"حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة. و هذا لب الموضوع فأوباما يلعب على حبلين.
أما الجانب الآخر من الجولة الاستعراضية ربط محللون بين جولة أوباما وقضيتي الملف النووي الإيراني والأزمة السورية الحالية و في هذا الصدد أوضح أنه يفضل الحل الدبلوماسي، الولايات المتحدة تنتظر نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو المقبل وأشار أن لا بد من تبادل الآراء في هذا الشأن بشكل دقيق.
وهو ما يقلل احتمالات شن هجوم عسكري إسرائيلي على إيران قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
أما في ما يخص الأزمة السورية فقد أبدى أوباما تخوفة من المعارضة حيث قال إن سوريا تشهد توترا كبيرا و إذا ما تنحى بشار فإن سوريا ستغرق في الفوضى وقد تسقط أسلحة نووية خطيرة في أيدي المتطرفين وهذا ما لا نسمح به لأنه يشكل خطورة على أمن اسرائيل ومن هنا قد نستنتج أن أوباما قد يعيد النظر في سياسته المستقبلية تجاه القضية السورية إذن وباختصار شديد، إن جولة أوباما الشرق أوسطية لم تكن سوى جولة استعراضية بامتياز لأنه لم يأتي بالجديد.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع