معركة "الموت ولا المذلة".. هل الهدف تحرير حي المنشية؟

الكاتب : أسرة التحرير
التاريخ : ١٨ ٢٠١٧ م

المشاهدات : 3991


معركة

شهدت محافظة درعا في الثاني عشر من شهر شباط / فبراير الجاري إطلاق معركة "الموت ولا المذلة" بهدف السيطرة على حي المنشية الذي يُعد أقوى وآخر حصون النظام في درعا البلد.
المعركة التي أطلقتها غرفة عمليات البنيان المرصوص، بعد ركود دام أكثر من عام ونصف العام على جبهات حوران، جاءت نتيجة جملة من الأسباب أوضحها مدير المكتب الإعلامي لغرفة عمليات البنيان المرصوص "أبو شيماء" لموقع "نور سورية" قائلاُ إن المعركة انطلقت رداً على الاستهداف والاعتداءات المتكررة التي لم تتوقف من قبل النظام لأحياء مدينة درعا، ونتيجة للانتهاكات المتكررة من قبل مليشيات النظام للهدنة "المزعومة"، ومحاولته التقدم والسيطرة على معبر درعا "الجمرك القديم" على الحدود السورية مع الأردن.
شارك في المعركة 23   فصيلاً، أبرزهم: حركة أحرار الشام وجيش الإسلام وجماعة أنصار الهدة وفرقة 18 آذار وفرقة أسود السنة وهيئة تحرير الشام. بالإضافة إلى 11 فصيلاً ساندوا الفصائل في الهجوم، أبرزهم: جماعة بيت المقدس وجند الملاحم وجيش المعتز وجيهة أنصار الإسلام وألوية العمري.
مكاسب حقيقية في أرض المعركة:
بدأت الفصائل اليوم الأول من المعركة بتفجير مفخختين تلاه اقتحام الثوار لمعاقل النظام في الحي حيث دمروا دبابة ومدفعاً وفجروا نفقاً تم تجهيزه مسبقاً، أعقبه سيطرة الثوار على عدة مواقع استراتيجية داخل الحي، أبرزها: حاجز "أبو نجيب"، وكتلة النجار الاستراتيجية التي تعد أحد أقوى الحصون العتيدة في الحي، وجامع المنشية والبيوت المحيطة به، وحاجز مخبز الرحمن، وحاجز روضة العروج. كما بلغ عدد خسائر قوات النظام أكثر من 36 قتيلاً بينهم 11 ضابطاً وقياديٌ في الحرس الثوري الإيراني، جميعهم موثقون بالأسماء.
وحرصاً من غرفة عمليات البنيان المرصوص على المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، فقد طالبت في بيان لها كافة المدنيين بالابتعاد بشكل تام عن مواقع النظام كونها أصبحت أهدافاً مشروعة لسلاح الثوار، وخصوصاً
التقدم السريع للثوار قابله زعزعة واضحة في صفوف قوات النظام التي قامت باستخدام النساء والأطفال في نقاط تمركزها في حي المنشية كدروع بشرية أمام الدبابات لمنع تقدم المجاهدين.
كما أفادت غرفة عمليات البنيان المرصوص بوقوع خلافات شديدة في صفوف قوات النظام في الحي، حيث نقلت عن مصادر "موثوقة" أن خلافاً شديداً وقع بين عناصر جيش النظام وقادتهم، حيث رفضت العناصر الأوامر في منزل البرماوي جنوب غرب الإرشادية في حي المنشية، على خلفية قرار "حاسم اتخذته تلك القوات إما باستمرار المواجهة مع الثوار أو الاستسلام والنجاة بالأرواح وتأمين طريق للانسحاب، الأمر الذي أدى إلى انسحاب آلية مجنزرة بالإضافة إلى سيارتي زيل تقلُّ عدداً من العناصر إلى طريق سجنة باتجاه ملعب البانوراما.
وتعرضت أحياء درعا منذ اليوم الأول لانطلاق المعركة لحملة قصف عنيفة جداً من الطيران الحربي والطيران الروسي، حيث أوضح مركز حميميم -الذي يعتبر قاعدة عسكرية روسية في سوريا- خلال منشور له على صفحته في فيسبوك أن القاذفات الروسية شنت أكثر من 340 غارة جوية منذ خمسة أيام حتى الآن في محافظة درعا، مشيرة إلى أن تلك الغارات تعادل 30 يوماً من الدعم الجوي لوحدات الحرس الجمهوري الموجودة في دير الزور ومطارها العسكري.
المعركة مستمرة:
وعن أهداف المعركة أوضح "أبو شيماء" مدير المكتب الإعلامي لغرفة عمليات البنيان المرصوص لموقع "نور سورية" أن الهدف الأولي للمعركة هو السيطرة على حي المنشية، ولكن المعركة لن تتوقف حتى يكف النظام عن قصف المدنيين، نافياً في الوقت ذاته أن تكون المعارك قد توقفت في حوران سابقاً، "حيث المعارك هناك كر وفر، وأصعب المعارك تكون في المدن والتقدم يكون بطيئاً جداً".
وأشار "أبو شيماء" إلى أن العمل بدأ بصد تقدم قوات النظام باتجاه جمرك درعا القديم، وبعد صد الاقتحام تم الإعلان عن معركة "الموت ولا المذلة" حيث تم اختيار الاسم بناءً على المزية التي يحملها، والتي تذكر بأول هتاف صدحت به حناجر المتظاهرين في حوران قبل أكثر من 6 سنوات.
ونفى "أبو شيماء" أن يكون للمعركة أي قرار سياسي أو توقيت، في إشارة إلى المفاوضات في أستانة وجنيف، مؤكداً أن المعركة كانت رداً على هجوم قوات النظام فقط، وليست مرتبطة بأي أهداف أخرى. 
تكتيك جديد:
اتبعت غرفة عمليات البنيان المرصوص تكتيكاً جديداً، حيث لم تعلن بداية عن المعركة، حفاظاً على سرية العمل، كما لم تعلن عن أسماء الفصائل المشاركة إلا في اليوم الثالث من المعركة، وبعد أن حققت المعركة أهدافاً كبيرة تمثلت في سيطرة الفصائل على أكثر من نصف حي المنشية، وقد كان لهذا التكتيك أثره الإيجابي الواضح على سير العمل وسريته، يضاف إلى ذلك أن المصدر الوحيد لتلقي أخبار المعركة كان غرفة عمليات البنيان المرصوص والمعرفات الخاصة بها، وقد نوهت إلى ذلك أكثر من مرة.
وأياً تكن النتائج التي ستؤول إليها المعركة، إلا أنها أعادت لثورة حوران ألقها، وأعادت محافظة درعا إلى الواجهة لتكون عنصراً فاعلاً في الثورة من جديد، ورقماً صعباً في ساحة المعركة.

 

المصادر: