يتكرر المشهد في بلادي

الكاتب : فتاة القرآن
التاريخ : ٢٥ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2731


يتكرر المشهد في بلادي

عندما تتلألأ قطرات الدمع من تلك العيون البراقة تكون قد بلغت ما بلغت من حرقة الألم والأسى وقد تقاذفتها الأهوال وضربتها المحن فتهطل قطرات الدمع ساخنة كالجمر لتحرق ذاك الوجه الحزين وترسم عليه تلك الأخاديد المحترقة ...
نعم إن الدمع لن يغير من الواقع شيئا لكن قد يكون العزاء الوحيد في لحظات القهر والضعف.

 


كم شاهدت هذا المنظر في بلادي مؤخرا و كم لاحظت تلك الأخاديد قد حفرت مجرى ملتهبا لها على وجوه أخواتي كم تأملت وجوههن بتلك الابتسامة الصفراء التي تخفي خلفها مآسي الأهوال التي مرت أمام هذه المقل تبتسم أمامي قائلة الحمد لله بصوت تخنقه دمعة تحاول منعها من أن تنهمر.
نظرت إلي أسماء بثغر مبتسم ومقلتين لامعتان بالدمع وقالت سوف ننتصر، بعون الله سوف ننتصر...
كاد قلبي ينفطر أسى على الفتاة ذات العشرين ربيعا تنظر إلي نظرة تنطق بما فيها كفكفت دموعها وقالت مبتسمة لا أعلم ماذا دخل بعيني قالت هذا مع أني لم أسالها عن دمعها نظرت إلى وجهها وقد اختلطت فيه تعابير الحزن مع محاولة إخفائها للدمع وابتسامة بالكاد تتمكن من إظهارها فقلت لها وقد خانتني عيناي فلم أمسك دمعتي ...
نعم أختاه سننتصر إن شاء الله .
تكرر يوميا مثل هذه المواقف في بلادي و أكثر ما يربكني نظرة من امرأة مسنة فقدت ابنها وهي واقفة تخاطبني بكلام الواثق بنصر قريب من الله دون أن يرتجف لها جفن وتعطني بعضا من النصائح التي يحفرها صوتها وتعبيرات وجهها في مخيلتي فلا أكاد أنسى تلك النصائح ما حييت وانظر لنفسي فاشعر بقزم ما أفعل وقلة ما أقدم و أعلم حينها أنني مهما فعل وعملت فلن أصل إلى معشار تلك المسنة فإنها تمتلك من الصبر والجلد الذي منّ الله بهما عليها الكثير.
وغالبا ما أودعها و أستدير و أنا أحس بقوة كبيرة تدخل لذاتي تدفعني للمضي أكثر في دروب الجهاد.

المصادر: