هل يدفع الصمت الدولي إلى تقسيم سوريا؟

الكاتب : أحمد دعدوش
التاريخ : ٨ ٢٠١٦ م

المشاهدات : 2876


هل يدفع الصمت الدولي إلى تقسيم سوريا؟

تتزايد إشارات الاستفهام حول تقاعس المجتمع الدولي عن حماية المدنيين من قذائف طائرات النظام السوري وروسيا، حيث تسابق الطائرات الزمن لتهجير أكبر عدد ممكن من سكان الشمال السوري إلى تركيا، بينما يتوسع نفوذ النظام والقوات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية هناك خلال الأسابيع الثلاثة التي تلت تعليق مفاوضات جنيف3.

 


وتزداد الصورة تعقيدا بعد أن سرّب ثلاثة ناشطين سوريين حديثا نسبوه إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري -لم يتم التأكد من صدقيته- على هامش مؤتمر دعم سوريا الذي دعي إليه ناشطو المجتمع المدني في لندن قبل أيام، حيث نقلوا عنه إجابة عن سؤالهم بشأن "تقاعس" واشنطن عن حماية المدنيين مفادها أنه يجب عليهم أن يلوموا المعارضة السورية لأنها لم تقبل التفاوض في جنيف على وقف إطلاق النار.
وفي اتصال للجزيرة نت، نقل الناشط أسعد العشي عن الناشطين الثلاثة أن كيري قال لهم "هل تريدون أن نخوض حربا مع روسيا؟"، وأنه طلب من المجتمع المدني الضغط على المعارضة للعودة إلى التفاوض وإلا فإن القصف الروسي الأسوأ لم يأت بعد، و"سيتم اقتلاع المعارضة خلال ثلاثة أشهر".
بدوره، نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن الناشطين الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم تصريحات كيري السابقة، كما نقل الموقع عن مصدر قال إنه كان وسيطا بين النظام السوري وواشنطن خلال الشهور الستة الماضية، أن كيري أرسل لرئيس النظام بشار الأسد في أكتوبر/تشرين الأول رسالة تؤكد أن واشنطن لا تريد خلعه من منصبه، وأضاف المصدر أن كيري اشترط وقف القصف بالبراميل المتفجرة، وعرض على الأسد أن يتولى بنفسه "تسويق" بقاء النظام إن فعل.
تراجع أميركي:
من جهته، قال عضو الهيئة العليا للمفاوضات (معارضة) منذر ماخوس للجزيرة نت، إنه يصعب التحقق من صحة التسريبات المنسوبة إلى كيري، لافتا إلى أن الموقف الأميركي كان يتبنى سابقا اتفاق جنيف1 بإنشاء هيئة حكم انتقالي، مما يفضي عمليا إلى إسقاط النظام وهو أمر لن يحدث -بحسب قوله- بعد أن تدخلت روسيا عسكريا بهذا الزخم غير المسبوق، مما دفع واشنطن أخيرا للتوافق مع موسكو وطهران على أن يكون الحل بإنشاء حكومة وحدة وطنية.
وجدد ماخوس رفض المعارضة لهذا الحل الذي سيفضي عمليا إلى مصالحة وإصلاحات شكلية، كما لم يستبعد لجوء النظام إلى خيار التقسيم كحل أخير، لكنه رأى أن من الصعب الحكم بأن تكون الولايات المتحدة جزءا من هذا المخطط.
يذكر أن كيري قال لرئيس الهيئة رياض حجاب قبل جولة جنيف3، إنه يجب عليهم أن يذهبوا إلى التفاوض مع النظام ضمن الشروط المفروضة عليهم، "وإلا فسيخسروا دعم حلفائهم"، كما أكد كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد علوش آنذاك أن كيري ضغط عليهم للتخلي عن مطالبهم الإنسانية والتوجه للتفاوض بشأنها.
دويلة للأسد:
في المقابل، تبدي أنقرة تخوفا من مستقبل غامض يمس أمنها القومي، حيث صرح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو خلال مؤتمر لندن بأن موسكو تزيد من حدّة هجماتها في سوريا بعد كل لقاء يجمع بين مسؤولين روس وأميركيين، ولفت داود أوغلو إلى أن هنالك نحو ثلاثين ألف شخص يهربون إلى حدود بلاده من القصف الروسي وهجمات قوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية، واصفا ذلك بـ"جريمة حرب وتطهير عرقي"، مضيفا "هذه ليست حدود روسيا، وإنما حدود تركيا وسوريا".
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقال الجمعة إن روسيا تحتل سوريا وتسعى لإقامة دويلة صغيرة للأسد، كما استنكر تدخل روسيا وإيران في سوريا التي تتشارك مع بلاده حدودا طولها تسعمئة كيلومتر، ما يعرض تركيا للتهديد.
وتبدو مخاوف تركيا مبررة مع تزايد موجة النزوح باتجاه حدودها، ومع تمدد خصومها من المقاتلين الأكراد بريف حلب الشمالي (قرب الحدود) الذين سيطروا اليوم على قرية العلقمية وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما تواصل الطائرات الروسية قصف جبال اللاذقية (التي تقطنها أغلبية تركمانية) وتستهدف اللاجئين أنفسهم في المخيمات الحدودية، فيما يبدو أنه دفع لتهجيرهم إلى داخل الأراضي التركية.

 

 

 

 

 

الجزيرة نت

المصادر: