العلم وأهله في ظل النظام الممانع !

الكاتب : أبو فهر الصغير
التاريخ : ١٧ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 2877


أنظمة الاستبداد تدرك قيمة العلم والقلم، التي تجعل من الشعوب ترقى لتتجلى ثقافة الشعب وتتجسد في جميع مناحي الحياة، لذلك هي دائمًا تضع أهل العلم تحت المجهر، تسمح لهذا أن يتكلم في مواضيع محدودة فقط، وآخر للسجن، وآخر للنفي،

تسيطر على كل ما يجعل الشعب في رقي، المناهج الدراسية تحت ظلها، هذا الموضوع يطرح، وهذا لا يطرح، وهنا تدليس, وهنا كذب، على مبدأ فرعون: " لا أريكم إلا ما أرى ".

 

 

ولكم حرم الشعب السوري وأبعدوه عن أهل العلم, ولكم تعرض أهل العلم لصنوف التعذيب والتنكيل،

وكانت سوريا قبل مجيء هذا النظام تعج بالعلماء والمفكرين، وكم ذبح وقتل منهم، من علماء شريعة، إلى أهل اللغة والأدب والتاريخ, إلى المهندسين والصناعيين والمخترعين. جعلوا المناهج عندنا تقديسًا لبائع الجولان، وأظهروه ممانعًا مقاومًا, وصاحب حركة تصحيحية، لا تخريبية! ووضعوا فيه ما لا يكفي من علم الشريعة، فهو أمور نظرية لا تكفي لصناعة مسلم معتز بدينه, ووضعوا مشايخ ومفتين يسبحون بحمد هذا النظام, وأدبًا هزيلاً فيه من التقديس لصنمهم, وحزبهم, وإن كان فيه أدب وشعرٌ فما لا يكفي ليتشبع المرء من أدب العرب الأصيل, أليس هذا النظام عروبي؟!

وتاريخ هزيل فيه ما فيه من التدليس على الصحب الكرام -رضوان الله عليهم- وتشويه التاريخ، فهو يبيض صفحات أجدادهم الطغاة أو لا يظهرهم بالمظهر القبيح، كالدولة العبيدية والقرمطية والصفوية التي تشبه تمامًا إيران وحزب الشيطان في تقتيلهم وحربهم لأهل السنة وتقتيلهم لأهل العلم والأطفال والنساء والشيوخ, وعرضٌ لقادة الأمة وعلماءها بشيء لا يجعلهم رموزًا يقتدى بهم, فقط يظهرون صلاح الدين الأيوبي على ديدنهم في اللعب بالورقة الفلسطينية ودغدغتهم للعواطف وأنهم على النهج سائرون في ممانعتهم ومقاومتهم.

وهو سائر على النهج نفسه طوال عقود، فالمساجد يكتب عليها اسم حلقات الأسد, ومساجدنا اليوم تقصف, ومدارسنا, وما أدراك ما مدارسنا؟!

أصبحت معتقلات وأماكن للتعذيب, أصبح كثيرٌ منها ركامًا, أغلقت أغلب المدارس, فلا يأمن الطلابُ ذهابهم للمدرسة, فالدبابة تقف أمام باب المدرسة, وحواجز القتل والتعذيب على زاوية المدرسة, والقناصون على أسطحتها!

فهو مقاومٌ وممانع!!

فهل علمتم ما هي مقاومته وممانعته؟!

صباحكم علمٌ وعلماء, ورقيٌّ ونماء!

صباحكم في ظل مداد المحابر, والعلماء والمنابر!

صباحكم يراعٌ وقلم, وكتابٌ ومكتبةٌ بنَهَم!

المصادر: