مدينة الباب.. حاضرة ريف حلب الشرقي

الكاتب : أسرة التحرير
التاريخ : ٣٠ ٢٠١٧ م

المشاهدات : 7836


مدينة الباب.. حاضرة ريف حلب الشرقي

الباب مدينة تقع في الجهة الشمالية من الجمهورية العربية السورية على بعد 38 كيلومتراً من مدينة حلب. يعمل أهل المدينة في التجارة والصناعة والزراعة وتقوم مدينة الباب بتصدير كافة أنواع الجبنة والألبان إلى بقية المدن السورية. ويشتهر أبناؤها بحرفة الحدادة.
المكان والتقسيمات الإدارية:
تبعد عن مدينة حلب 38 كيلومتراً نحو الشمال الشرقي. تقع أسفل السفح الشرقي لتل يدعى جبل الشيخ عقيل (534م)، تمتد في شمالها وشرقها وجنوبها أراض سهلية متموجة، تميل نحو الجنوب، وضمنها وادي نهر الذهب في الشرق متجهاً من الشمال إلى الجنوب نحو مملحة الجبول.
تتبعها 157 قرية و52 مزرعة و3نواحي هي: تادف، ودير حافر، والراعي.
التسمية والتاريخ:
تعتبر مدينة الباب من المدن القديمة في التاريخ، يرجح أنها تعود إلى العهد الروماني. ذكرها العديد من المؤرخين والرحالة في كتبهم، فذكرها الرحالة ابن جبير في كتابه رحلة ابن جبير، كما ذكرها المؤرخ ياقوت الحموي في معجم البلدان.
عام 16 هجري الموافق 638 ميلادي، في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحت مدينة الباب في حملة على يد القائد حبيب بن مسلمة الفهري.
العمارة والمعالم الأثرية:
إعمار المنطقة قديم بدلالة بقايا طريق مرصوفة في شمال المدينة، إضافة لوجود أقنية مائية جوفية مندثرة يقال إنها تعود للعهد الروماني كان يمر من خلالها نهر الذهب في المدينة. وفي شمالها تل أثري يدعى "تل بطنان"، تكثر على سطحه قطع فخارية ولقى أثرية يعتقد بأنها تعود للعهدين الحثي والآرامي.
مساكنها القديمة طينية حجرية بسقوف مستوية، تمثل نواة المدينة ذات الأزقة الضيقة، وفيها مسجد أثري يدعى بالجامع الكبير، فيما طغت عليها الأبنية الإسمنتية الحديثة، التي تمتد باتجاه الشمال والغرب نحو السفح الجبلي المجاور.
يوجد في المدينة سوق مسقوف يعتبر أقدم الأسواق في المدينة، ويقسم السوق المسقوف حاليا ً من عدة أسواق هي: السوق الشمالي والقبلي والشرقي والغربي، والشيء الذي يتميز به هذا السوق هو القدم العمراني له والتصميم الذي يدل على مهارة الأجداد في البناء المعماري القديم، والشيء الأهم ذلك السقف الذي يغطي السوق بأكمله والذي يسهل من حركة الزوار صباحا ً أو بأي وقت كان وبأي فصل من الفصول. وكما يوجد أيضا ً سوق خاص بخياطة الأقمشة والملبوسات وهو سوق المدينة. أيضاً تحتوي المدينة على أبنية تعود للعهد العثماني كمبنى السرايا وبعض الأبنية الحكومية.
السكان:
تعتبر المدينة أهم تجمع بشري في المنطقة قديماً، بلغ عدد سكانها في الإحصاء الذي أجري في عام 2008 حوالي 300,889 نسمة. يقطن المدينة العرب.
الاقتصاد والحياة:
تعد الزراعة وتربية المواشي الأعمال ومصادر الدخل الأساسية للسكان، تضاف إليها بعض الأعمال الحرة، والوظائف العامة الحكومية.
تنتشر الزراعة بشكل كبير في سهل مدينة الباب، حيث تقوم حول المدينة الزراعات البعلية بمساحة 4517 هـ، ومن أهم حاصلاتها القمح والشعير والبقول، بينما تقوم الزراعة المروية بمساحة 473هـ ومن أهم حاصلاتها الرمان والفستق  والزيتون مع بعض الخضار. وكذلك تشتهر المدينة بمنتجات الأجبان والألبان، إضافة لعدد من الصناعات الأخرى.
تغذي المدينة بالمياه شبكة تستمد مياهها من نهر الفرات، ومن خزان مائي غربي المدينة.
تتوفر فيها الخدمات العامة منها: مستوصف صحي، ثانويات صناعية وعامة، مؤسسات استهلاكية ودار للحكومة، ومحطة للرصد الجوي. تتصل بمدينة حلب بطريق معبدة (مزفتة) وتتوافر وسائل نقل عامة بين حلب والباب.
الثورة السورية في مدينة الباب:
في الـ 18 من شهر تموز عام 2012، خرجت مدينة الباب بشكل كامل عن سيطرة قوات النظام، بعد معارك "عنيفة" استمرت لعدة أيام، مع فصائل من الجيش الحر (كان جلّ مقاتلي تلك الفصائل من أهل المدينة، إضافةً لمقاتلين من ريف حلب الشمالي)، وانتهت بسيطرة "الحر" على معظم أحياء المدينة ومرافقها، ومربعها الأمني، ليتمركز عناصر النظام في مدرسة "الزراعة" الواقعة على المدخل الجنوبي الغربي للمدينة، والتي حولها النظام إلى ثكنة عسكرية، وباتت آخر نقطة له، قبل أن ينسحب عناصره منها على خلفية شائعات انتشرت في أوساط الباب، تفيد بأن رأس النظام "بشار الأسد" تنحى عن الحكم، عقب تفجير "خلية الأزمة" (مبنى الأمن القومي) الذي أودى بكبار ضباط النظام ورموزه.
في الـ 13 من شهر كانون الثاني عام 2014، خرجت مدينة الباب من قبضة الجيش الحر، وتمكّن تنظيم "الدولة الإسلامية" من انتزاعها كلياً، خلال معركة استمرت لمدة خمسة أيام، بدأت تفاصيلها، عندما انتفض أهل المدينة في مظاهرة هتفوا خلالها "الباب حرة حرة، داعش تطلع برا"، تضامناً مع "جيش المجاهدين" الذي تشكّل مطلع الشهر ذاته من كبرى الفصائل في حلب وريفها، وتمكّن خلال عدة أيام من دحر "التنظيم" من مدينة حلب وكامل ريفها الغربي.
ولكن تخاذل الكثير من فصائل الجيش الحر والكتائب الإسلامية، مع بعض ضعاف النفوس من مقاتلي المدينة وأبنائها، أتاح للتنظيم السيطرة على المدينة، واستمرت سيطرته على المدينة لمدة ثلاث سنوات كاملة، حيث أطلقت فصائل الجيش الحر بالتعاون مع تركيا عملية "درع الفرات" وبسطت سيطرتها على المدينة بالكامل في 23 شباط /فبراير الماضي، بعد معارك ضد تنظيم الدولة استمرت قرابة 100 يوم.

 

 

 

 

___________________

المصادر: 

ويكيبيديا 

معجم البلدان لياقوت الحموي 

 

المصادر: