كيماوي بشار وأخلاق الغرب!!

الكاتب : مركز التأصيل للدراسات والبحوث
التاريخ : ٢٠ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 3557


كيماوي بشار وأخلاق الغرب!!

لم يستخدم الكيماوي، وما كان يمتلكه من الأساس؛ رغم هذا قامت الدنيا عليه ولم تقعد إلا ودبابات العدو تحيط بعاصمته بغداد، وطائرات العدو تقصف أطراف المدينة العتيقة، هذا ما حدث مع خدعة الكيماوي التي اخترعها الغرب؛ ليتمكن من غزو العراق وتركيعه لأوامر الغرب، ولتمكين الشيعة- الحلفاء الأخفياء- من أرض العراق ونفطه ومقدساته.
 

لكن الصورة اختلفت تمام الاختلاف في سوريا، فبرغم ما يحدث يومياً على أرض سوريا من انتهاكات بحق الشعب السوري، وما يُواجه به من أسلحة كيماوية محرمة الاستخدام، برغم كل هذا رأينا الغرب يحابي النظام السوري، ويخادع للإبقاء عليه، فشتان بين موقفهم من العراق، وموقفهم الأخير من سوريا.
لكن العجب يزول إن عُلم أن النظام الأول- العراقي- كان نظاماً سنياً- وإن شابه ما شابه من انحرافات- أما النظام الأخير- السوري- فنظام شيعي علوي، يمقت أهل السنة، ويكفرهم، ويرتكب بحقهم أبشع الجرائم، وهي غاية يرتضيها الغرب، وترتضيها الجارة الصديقة إسرائيل.
فمنذ أكثر من عام وجد مفتشو الأمم المتحدة مادة تسمى "هيكسامين" تقول بأنها مادة كيماوية لا توجد إلا عند قوات النظام وبكميات كبيرة، وقد استخدمها النظام في مدينة الغوطة بالإضافة إلى ما سبق من استخدام أدى إلى مقتل المئات.
وتأكيد الأمم المتحدة لوجود هذه المادة يأتي بعد إعلان الحكومة السورية عن حيازتها على 80 طناً من مادة "الهيكسامين"، وهي من ضمن المواد التي وافقت على تدميرها عندما بدأت مسألة البحث في تدمير موادها الكيماوية.
ومؤخراً أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أن مفتشى الوكالة لديهم معلومات تفيد أن كيماويات شبيهة بغاز الكلور استخدمت خلال الحرب في سوريا من قبل الرئيس السوري بشار الأسد.
فأفادت المنظمة أن مفتشيها لديهم معلومات تشير إلى استخدام هذه الكيمياويات، على الرغم من اضطرارهم لاختصار مهمتهم بسبب هجوم تعرضوا له خلال الشهر الماضي.
إلى جانب ذلك قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما- فيما يخص كيماوي الأسد-: "رأينا أدلة على استخدام السلاح الكيماوي وما زلنا نبحث!!".
كما طالبت كاثرين آشتون، مسئولة الشئون الخارجية بالاتحاد الأوربي، مجلس الأمن بتحمل مسئوليته تجاه الأزمة السورية، مؤكدة أن الاتحاد الأوربي، لديه أدلة قوية على استخدام النظام السوري للسلاح الكيماوي في سوريا.

وشددت آشتون على أن استخدام الكيماوي في سوريا يعد بمثابة "جريمة حرب".
وكانت صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الأسبوعية الفرنسية قد ذكرت أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية رفعت للسلطات تقريرًا عن اتساع حجم الترسانة الكيميائية السورية، متهمةً دمشق باستخدامها في إحدى الهجمات على الغوطة بريف دمشق.
وأضافت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية جمعت أدلة حول الهجوم الكيميائي بشرق دمشق، والذي تتهم المعارضة السورية والدول الغربية نظام بشار الأسد بتنفيذه.
وهناك العديد والعديد من الشهادات والتقارير الغربية التي تؤكد على استخدام الأسد للكيماوي، ورغم ذلك لم نجد حتى الآن- وربما لن نجد في المستقبل- أي تحرك من قبل هذه الدول التي سارعت طواعية في حرب العراق وحرب أفغانستان، وتتسابق في كل حرب ضحيتها مسلم.
خلاصة الأمر يتعلق بمعتقد من يتعرض للهجوم، فلأن الضحية هنا مسلم فلن تجد تدخلاً غربياً أو حتى تعاطفاً، ولو قتل بشار كل أهل السنة، وهو أسلوب يتسق ويتفق مع مبادئ الغرب وقيمه وأخلاقياته، التي لا تعترف بقيمة أو مبدأ أو خلق.

المصادر: