أبواب حلب القديمة

الكاتب : أسرة التحرير
التاريخ : ٨ ٢٠١٤ م

المشاهدات : 24916


أبواب حلب القديمة

أبواب حلب جزءٌ أساسي ومهم من السور، ومن ذاكرة المدينة، فقد كانت هذه الأبواب منفذ أهل حلب عبر السور المنيع الذي رد عنهم هجمات الغزاة على مر العصور، حتى أنه يمكن القول أن كل ضربة سيف أو سقطة رمح أو طلقة منجنيق، لابد أنها وقد تركت أثراً أو حفرة أو ندبة على هذه الأبواب.

 

عدد هذه الأبواب تسعة، اندثر منها أربعة وحوفظ على خمسة منها في المدينة القديمة، وقيل بأن عددها خمسة عشر بابا.
وهذه الأبواب هي:
1- الباب الأحمر أو باب خندق بالوج:
بُني أيام السلطان عزيز محمد في القرن الثاني عشر. ورُمم أيام قانصوه الغوري في 920/1514م. وقد اندثر الباب بكامله.
والأحمر تحريف الحمر وهي قرية في صحراء حلب من شرقها, وهذا الباب لم يبق له أثر بل انهدم الى الأرض والذي هدمه إبراهيم باشا، وبنى من حجارته القشلة (القشلة حسب علمي كلمة ذات أصل تركي وتعني معسكر الجند) في القلعة، ويقع بالقرب منه حاليا حمام الباب الأحمر  وأخذت حجارته إلى الرباط العسكري سنة 1303هـ. 
وهذه المحلة تعرف في دفاتر الحكومة بمحلة أغلبك أو أوغلبك أي ابن البك و عند الناس بمحلة باب الأحمر وأغلبك هو عثمان بن أحمد ابن أحمد بن أغلبك المقر العالي الأميري الفحري بن الحناب الأميري الشهابي المشهور بابن اغلبك الحلبي الحنفي وكان من علماء الأمراء و أمراء العلماء.
ويقع بين باب الحديد وباب النيرب, ومن عائلاته: آل الصياد, آل الحلاج, آل قناعه, آل عيسى, آل فتال, آل طرابيشي, آل عيروض, وآل دبابو.الباب الاحمر
2- باب الأربعين:
يقع بين الباب الصغير وباب النصر سد مدة ثم فتح ولا وجود له الآن, قيل سمي بباب الأربعين لأنه خرج منه مرة أربعون ألفا فلم يعودوا, أو لأن بقربه مسجداً فيه أربعون عابداً, وقد هدم.
3- باب انطاكية:باب انطاكية
كان يفضي منه إلى أنطاكية, وعندما فتح المسلمون حلب دخلوها من باب انطاكية, وكان نقفور ملك الروم قد خرب هذا الباب لما استولى على حلب عام 351هـ , فلما عاد إليها سيف الدولة عام 353هـ بناه, ثم هدمه الناصر صلاح الدين بن يوسف وبناه, وبنى عليه برجين.باب انطاكية
وفي مدخل هذا الباب نجد كَـلّة معروف, وهي كَـلّة معلقة في السقف بسلسلة ومربوطة بعصا وهذه الكَـلّة تخص الشيخ معروف وهو أحد أبطال الفداوية وقد كان يحارب بها.
4- باب الجِنان:
يلفظه العامة باب الجنين وسمي بذلك لأنه يفضي إلى جنان حلب حيث كان يجري نهر قويق.
هدمته الحكومة سنة 1310هـ ووسعت به الطريق ولم يبق له أثر, وقد كان مركزاً لتحويل النقود وشحن البضائع والتجارة العامة, ويروى أن بباب الجنان طلسما للحيّـات في برج يسمى برج الثعابين حيث لا تضرّ معه حيّة أن لسعت.
وفي باب الجنان قسطل أبي خشبة ويعود إلى القرن السادس عشر الميلادي.
5- باب الحديد:
سمي بباب الحديد لأن الحوانيت التي تجاوره كان يصنع فيها الحديد ولا يزال حتى يومنا حدّادون قربه, وكان اسمه باب القناة لأنها تعبر منه, وعرف أيضاً بباب بأنقوسا, بناه قانصوة الغوري عام 1059هـ.
6- باب دار العدل:
دثر, وكان لا يركب منه إلا الملك الظاهر غياث الدين غازي وهو الذي بناه, وكان محل السراي حالياً.
7- باب السعادة:
يقع بين الكلاسة وباب أنطاكية في موقع خراق الجلّوم حالياً, أنشأه الملك الناصر سنة خمس وأربعين وستمائة وبنى عليه أبرجة ودركاهاً وبابين, وقد دثر.
8- باب السلامة:
يقع على الجسر الذي على نهر قويق خارج باب انطاكية, دثر بعد أن خربته الروم أيام سيف الدولة سنة 351 هـ.
9- باب الصغير:
شرقي دار العدل في موقع حمـّام الناصري حالياً, وقد دثر.
10- باب العراق:
كان يخرج منه الى جهة العراق, وكان موضعه شمالي جامع الطواشي عند حمام الذهب غربي سوق الأصيلة, زعموا أن به حجراً عليه كتابه بخط علي بن أبي طالب, جدد الباب أبو علوان ثمال بن صالح المرداسي بعد سنة 420هـ, والآن هو داثر.
11- باب الفراديس:
يقع بين باب الفرج وباب النصر, دثر, أنشأه الملك الظاهر غازي وبنى عليه أبرجه, سدَّ بعد وفاته, ثم فتحه الملك الناصر ابن ابنه.
12- باب الفرج:
هو الباب الصغير سمي بهذا الاسم تفاؤلاً لما وجد من التفريج بفتحه, فتحه الملك الظاهر الغازي وباب الفرج لم يبق له أثر.
13- باب قِـنّسرين:
يفضى منه إلى قنسرين وكلمة قنسرين عمورية بمعنى قن النسور, ومحله قديم قبل الإسلام, يتألف من أربعة أبواب: باب يلي المدينة, وباب يلي البرية, وبابان بينهما, وقنسرين تسمى في يومنا العيس, وذكر أن هذا الباب يمكن أن يكون من بناء سيف الدولة أو أنه جدده, ثم جدده الملك الناصر يوسف سنة 654هـ, ومن عائلاته: آل سرميني, آل محايري, آل فنصة, آل ركبي, آل مكتبي, آل ناشد, آل شيخ بساتنة, وآل ميرو.باب قنسرين
14- باب المقام:
وسمي الباب القبلي ومنها باب المقام, لأنه يخرج منه إلى المقام المنسوب للخليل, وعرف مدة بباب نفيس.
ولصق الباب من الغرب يقع مسجد ومقام الأربعين وهم الأربعون قطباً من الأولياء وخان الشاوي ولصقه من الشرق يقع القسطل وخلفه مسجد وتكية.باب المقام
لا يعرف من أنشأ هذا المقام من ملوك الإسلام لكن من المحقق أن الملك العادل نور الدين زنكي جدده وزخرفه وكان يتعبد فيه, وكان هذا المقام كنيسة إلى أيام بني مرداس, ومن عائلاته: آل ناصيف, آل البيك, آل البوشي, آل شعار, آل ناصر, آل حفار, آل نجار, آل قباني, وآل المغايري.
15- باب النصر:
كان يعرف قديماً بباب اليهود, لأن محال اليهود من داخله ومقابرهم من خارجه, فاستقبح الملك الظاهر غازي وقوع هذا الاسم عليه فسماه باب النصر بعد أن هدمه وبناه, وهو باب قديم مشتمل على ثلاثة أبواب هدم الأول منها مع فتح جادة الخندق, ومن عائلاته: آل مدرس, وآل يكن.
16- باب النيرب:
يفصى منه إلى قرية النيرب ولهذا السبب سمي بباب النيرب, بناه الملك الأشرف برسباي, موقعه قرب جامع التوبه, وكانت قنطرة الباب موجودة حتى العقد الثالث من هذا القرن ثم هدمت وقد زالت آثاره, ومن عائلاته: آل بري واشتهر فيهم قبضاي (فتوة) هو أبو سعيد البري, آل بادنجكي, آل حردان, آل دوبا, آل دعدع, آل مكانسي (محجوب), آل حجازي, آل عزيزة, آل حميدة, وآل تلاليني.
 

*****

يقول محمود الطويل الباحث في علم الآثار:
كانت حلب تحتوي 15 بابا تم هدم 11 منها لأسباب تتعلق بتوسيع الطرق أو بهدف مشاريع خدمية وعمرانية دون التفكير بمدى جمالية تلك الأبواب التي تعطي حلب طابعا خاصا كما أن بعض تلك الأبواب كباب قنسرين التي تعني قن النسور يمتد إلى فترة ما قبل الإسلام ويتكون من أربعة أبواب تصل المدينة وبعض أجزاء من الريف وكذلك تصل قرية قنسرين أو العيس مع بعضها البعض.
ومن الأبواب التي بقيت عصية على الحروب والكوارث باب الحديد الذي اتخذ اسمه نسبة إلى جيرانه الذين سكنوا بقربه وكانت لديهم حوانيت يصنع بها الحديد على حد تعبير فايز نصري الطالب في قسم الآثار.
ويضيف غير أن من يمارس مهنة الحداده نقل مكان عمله إلى باب السعاده ليتحول باب الحديد من منطقة خاصة بالحديد إلى أخرى تعمها مهن عديدة ويعتبر هذا الباب من أهم الأبواب في حلب بني على يد قانصوه الغوري ويقع على مقربة منه العديد من الأماكن الأثرية مثل الجوامع والتكيات والمدارس.
وكذلك الحال بالنسبة لباب إنطاكية الذي يعد من أقدم أبواب حلب وأعرقها متباهيا بجماله ومؤرخا لحقبة زمنية تعتبر من أكثر الفترات التي ازدهرت بها حلب الشهباء على حد تعبير محمود زين العابدين الباحث في الحضارة الإسلامية.
ويضيف.. هذا الباب كان موجودا على أيام السلوقيين في القرن الرابع قبل الميلاد وهو يقع غرب سور مدينة حلب القديمة وسمي بهذا الاسم لأنه الجهة التي كانت تؤدي إلى عاصمة سورية إنطاكية في تلك الفترة.
ويقال إنه كان الباب الرئيسي لمدينة حلب حيث كانت تبدأ منه رحلة التسوق إلى مركز المدينة القديم وأسواقها وقد كثرت استخدامات الباب حسب الفترات التي كان يمر بها فأيام العثمانيين اعتبر مدخلا دائما لهم كما أن له نشاطا تجاريا ومهنيا واجتماعيا جعل منه معلما حضاريا قل نظيره حيث استوعب مهنا كثيرة كالدباغة وشيدت فيه العديد من المدارس الفقهيه والمعابد والمساجد لتشكل نموذجا متعدد الأطياف.

*****

يقول أحد الأدباء وهو الأديب هاني دقة إن أماكن هذه الأبواب أصبحت مدائن وعمارات شاهقة تثبت استمرار حضارة حلب إلا أنها مازالت تحافظ على أسمائها ولذكرها وقع حضاري وتاريخي محبب عند كل الناس.
وأشار دقة إلى أن بعض هذه الأبواب مازال قائما مع الإزدهار العمراني الذي طرأ حولها واستخدام منافذ هذه الأبواب كمحال تجارية و في الوقت نفسه تعتبر هذه الأبواب منشأة سياحية ورافدا اقتصاديا هاما و مازال حتى يومنا هذا.
وذكر الأديب دقة أن هناك منشآت هامة أقيمت إلى جانب بعض الأبواب مثل ساعة باب الفرج الشهيرة بهذا الاسم حيث أصبحت معلما أثريا هاما في باب الفرج وقريبة من باب النصر وتجاورها دار الكتب الوطنية التي تعتبر من أهم الصروح الثقافية في سورية إلى جانب مديرية الثقافة.

 

---------------------------

 

المصادر:

1- موقع هوم أراب
2- ويكيبيديا الموسوعة الحرة
3- موقع اكتشف سورية
4- موقع زنوبيا الإخباري
5- موقع حطين إس سي

المصادر: