لافروف: على قوات الأسد «المبادرة» بالانسحاب من المدن لإنجاح خطة أنان

الكاتب : الشرق الأوسط
التاريخ : ٣ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 3530


لافروف: على قوات الأسد «المبادرة» بالانسحاب من المدن لإنجاح خطة أنان

للمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية والتفاوض الدولي حول الحل الأنسب للخروج منها، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إنه «ينبغي للحكومة السورية أن تبدأ بالخطوة الأولى في سحب قواتها العسكرية خارج حدود المدن، تماشيا مع خطة (المبعوث العربي والدولي كوفي) أنان»، في ما يعد تغيرا نوعيا في لهجة الحليف الروسي الذي طالما دافع عن الأسد.

 

ورغم أن الموقف الروسي كان دائما ما يتبنى وجهة النظر الرسمية للحكومة السورية، المنادية بانسحاب «قوات المعارضة المسلحة» أولا؛ حتى يمكن للقوات النظامية الخروج من داخل حدود المدن السورية، بما لا يخل بالأمن العام، بحسب تصريحات سابقة للمسؤولين الروس، وهو ما بررت به روسيا والصين موقفهما من معارضة قرارين سابقين لمجلس الأمن الدولي ضد سوريا باستخدام حق النقض (الفيتو)، فإن لافروف فاجأ الجميع وقال، عقب لقائه بنظيره الأرميني في مؤتمر صحافي في يريفان، أمس: «ينبغي أن تنسحب قوات الأسد خارج المدن، وعلى المعارضة أن تتبعه في ذلك (الانسحاب) على الفور». وشدد لافروف على أنه «ما لم يقم كل المقاتلين ضد النظام برد فعل مشابه وسريع للانسحاب الحكومي من المدن، فإنني أعتقد أنه لا رجاء من أي نتيجة (للجهود المبذولة)».

وتأتي تصريحات لافروف بعد يوم واحد من انتهاء مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» في إسطنبول، الذي شمل تطمينات أميركية بقرب «تحول جوهري» يدفع باتجاه تشكيل قوة دولية لخلق مناطق آمنة. كما أشارت مصادر بالمؤتمر - كما نشرت «الشرق الأوسط» أمس - إلى أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لمحت في الجلسة المغلقة إلى تطور في الموقف الروسي قد يسمح بإنشاء مثل هذه المناطق في حال إعلان فشل خطة المبعوث الدولي - العربي، كوفي أنان، قائلة لبعض المشككين: «الروس عندنا».

ولكن لافروف قال أيضا أمس إن خطة كوفي أنان، مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، ستخضع لتقييم مجلس الأمن وليس اجتماع «أصدقاء سوريا»، مضيفا رفضه تحديد جدول زمني مغلق لتقييم نجاح الخطة من عدمه.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن لافروف قوله: «كوفي أنان يحمل تفويضا من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن.. ومجلس الأمن سيقيم من يجب عليه تنفيذ مقترحاته، وكيفية ذلك»، مضيف أن «الإنذارات والمواعيد النهائية المصطنعة نادرا ما تساعد في الأمر».

وكان اجتماع «أصدقاء سوريا»، الذي عقد في إسطنبول أول من أمس، قد خلص إلى أن الفرصة المتاحة أمام الرئيس السوري بشار الأسد لتنفيذ الالتزامات التي اتفق عليها مع أنان ليست مفتوحة المدة إلى أجل غير مسمى.

من جهة أخرى، ذكرت ماريا زاخاروفا، نائبة المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، في بيان أصدرته أمس بشأن المؤتمر، أن «المعلومات الواردة (عن مؤتمر أصدقاء سوريا) تشير، للأسف، إلى أن لقاء إسطنبول اتسم بطابع أحادي الجانب، مثل اللقاء السابق الذي جرى في تونس». وأشارت إلى أن المؤتمر الذي لم تحضره روسيا، شأن المؤتمر السابق في تونس، خلا من تمثيل للحكومة السورية والكثير من المجموعات المعارضة في المؤتمر.

وطالبت زاخاروفا بضرورة تركيز الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة على تنفيذ خطة أنان، مؤكدة أن «الهدف الأهم في الوقت الراهن هو وقف إطلاق النار وأعمال العنف في سوريا مهما كان مصدرها، وبدء حوار شامل بين السوريين لإيجاد حلول مقبولة للجميع، وليس التحريض على نزاع داخلي في صفوفهم».

وأضافت زاخاروفا أن هذا الاتجاه بالذات يمثل تقديم «الحماية» للشعب السوري، التي تحدث عنها المشاركون في لقاء إسطنبول، مشيرة إلى أن ذلك يمثل الطريق الوحيد لضمان حق الشعب السوري في تقرير مصيره، بما في ذلك حق انتخاب قيادة شرعية للبلاد، من دون تدخل خارجي.

إلى ذلك، كانت مصادر عسكرية دبلوماسية قد كشفت، في تصريحات نقلتها وكالة «ريا نوفوستي»، عن أن المدمرة «سميتليفي»، التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، غادرت ميناء سيفاستوبول، قاصدة مضيق البوسفور، في طريقها لأداء مهامها على مقربة من السواحل السورية.

وقالت المصادر: «من المقرر أيضا أن تقوم السفينة الروسية بزيارة عمل إلى ميناء طرطوس السوري، حيث يوجد مركز الإمدادات المادية التقنية للأسطول الروسي»، وأشارت إلى أن مجموعة لمكافحة الإرهاب، تابعة للواء مشاة البحرية الروسية، ستتولى ضمان أمن السفينة لدى مرورها بالمضايق والموانئ التي تقع في خط الرحلة».

ونقلت الوكالة عن العقيد بحري فياتشيسلاف تروخاتشوف، المتحدث الرسمي باسم أسطول البحر الأسود الروسي، تصريحاته حول أن «سفينة حربية روسية تتجه نحو البحر المتوسط»، دون الإشارة إلى أي تفاصيل أخرى بهذا الشأن.

لكن مصدرا عسكريا ودبلوماسيا ذكر للوكالة أن السفينة، المزودة بصواريخ والقادرة على التصدي للغواصات والطائرات، ستقوم بتوقف في مرفأ طرطوس السوري، القاعدة البحرية الوحيدة التي تملكها روسيا في المتوسط، قائلا: «هناك توقف مقرر في طرطوس».

في حين نقلت وكالة «إنترفاكس» عن ممثل للأسطول الروسي في البحر الأسود أنه «سيكون توقفا محض تقني تقوم به كل سفن الأسطول العسكري الروسي التي تقوم بمهمات في البحر الأبيض المتوسط».

المصادر: