ظاهرة الضّفدّعة

الكاتب : أحمد أبازيد
التاريخ : ٥ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 4299


ظاهرة الضّفدّعة

 

"الضفدعة" نزعة منتشرة هذه الأيام، ما بين المناطق والنشطاء والمنظمات وحتى الفصائل والدول.
التراجع أمام تفوق العدو قد يجبرك على التنازل في أدوات وخيارات النجاة، ولكنه لا يجبرك على تقبّل الوثن من جديد إلا إن كانت عبوديته لم تغادرك من قبل، هذه كانت حالة ضفدع كفر بطنا الأصلي الذي بقي في مناطق الثوار ولكنه مع النظام ولو سكت عن ذلك، كثيرون من الضفادع ينتظرون فقط مناسبة للتصريح بإيمانهم القديم بأوثان الأسدية والعبودية ووضع اللوم على الضحايا والشهداء، الذين تزداد بهم دلائل وجوب رفض نظام الطغيان والمذابح لا قبوله إن زادت جرائمه.

بعضهم انتظر ليصرّح بهذا الرأي ظهور الرايات السوداء وآخرون انتظروا تدخل دول بعينها وغيرهم انتظروا تراكم المذبحة إلى حد يرضيهم، يستطيع منطق العبد المعكوس أن يعتبر جنايات المجرم سبباً للإيمان به لا الثورة عليه أو رفض فعله على الأقل.
إن الثورة بقدر ما هي رسالة أخلاقية فهي في جوهرها إحياء العقلانية والإيمان بالإنسان، في مقابل بروباغندا الطغيان ودين الأسدية الذي يعطل المنطق ويغرق البشر بالجهل والوهم ومسخ الإنسان.


تمثل حالة "الضفادع" التي يستغلها نظام الأسدية اليوم جسر العبور بين التناقض الأصل الذي بدأه السوريون في آذار ٢٠١١، بين الثائر الذي تحرر واكتشف إنسانيته وكرامته، وما بين الشبيح/ عبد الطغيان/ مسخ الأسدية، الذي يمثل النقيض لكل ما هو إنساني أو عقلاني أيضاً.
محاربة الوهم أولى مهمات الثورة والتي لا تنتهي وإنما تتجدد مع أي محاولة لتشويه الوعي أو تعطيل المنطق أو تجريف الإنسان، هذاجوهر نزعة الضفدعة التي تدعمها الدول وأدواتها لدفن حرية السوريين وإنسانيتهم والاستمتاع بالعالم الجميل الذي يحكمه المجانين الوحوش، عالم الأسدية الرهيب.

المصادر: