شرعية الموقف بالانحياز للحق

الكاتب : عباس شريفة
التاريخ : ٥ ٢٠١٨ م

المشاهدات : 2367


شرعية الموقف بالانحياز للحق

بعد مأساة الغوطة بدأنا نسمع من بعض المنتسبين للثورة بأصوات مرتفعة وثقة بالنفس مقولة "لقد صدق البوطي في كلامه وكأن الرجل كان ينظر بنور الله، عندما حذر الناس من الفتنة والخروج في هذه الثورة، وقد ثبت اليوم ما قاله البوطي!!".

فيجمعون بين الخستين؛ بين خذلان الحق، وتزيين الباطل.

وكأن القدرة على توقع ما سيحدث من علامات الولاية والمواقف المرضية لله تعالى، ويلزم منها الحكم بشرعية هذا الموقف!!.

نذكر في غزوة أحد أن ابن سلول وقف موقفا مخالفا لموقف رسول صلى الله عليه وسلم وجمع الصحابة، وانسحب في منتصف الطريق مع ثلث الجيش، عائدا للمدينة، مجتهدا في ذلك بأن المعركة خاسرة، وكان يقول للصحابة لو أطاعونا ما قتلوا وما وقع لهم ما وقع من مصيبة. قال تعالى (الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) آل عمران

وفعلا كانت النتيجة التي توقعها ابن سلول!.

فهل قام واحد من الصحابة رضي الله عنهم وقال لقد كان موقف ابن سلول أصوب من موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، و يا ليتنا أطعنا ابن سلول ولم نطع رسول الله ومن معه.

بالتأكيد لم يفعلوا لذلك لأنهم يدركون أن شرعية الموقف هي من الانحياز للحق مهما كان ضعيفا، وليست في النتيجة المترتبة على الموقف من الكسب أو الخسارة وكأنها الجولة النهائية بين الحق والباطل. 

المصادر: