ماذا وراء بغي الجولاني على الفصائل الثورية؟

الكاتب : عباس شريفة
التاريخ : ١٥ ٢٠١٧ م

المشاهدات : 3391


ماذا وراء بغي الجولاني على الفصائل الثورية؟

للعقلاء أن يدركوا أن بغي الجولاني ليس مجرد حركة بغي معزولة عن سياقها السياسي في المنطقة والتوجهات الدولية والإقليمية، لتصفية الثورة السورية سياسيا وعسكريا واجتماعيا، فبينما تقوم الدول اليوم بالإعداد لمؤتمر رياض ٢ لنسف الهيئة العليا للمفاوضات، وإدخال منصة موسكو فيها لتقبل لبشار الأسد ضمن المرحلة الانتقالية على الأقل، يقوم الجولاني بتصفية الثورة السورية على الأرض لنزع سلاحها الشرعي وتحويلها إلى سلاح لفصيل مصنف، بعد إخراج فصائل الجيش الحر من المعادلة تماما، لتبقى المعركة بين النظام وبين فصيل مصنف على لوائح الإرهاب.

 

يظن أنه بمجرد أن ينهي الفصائل تحت شبق الوعود برفع تصنيفه عن لوائح الإرهاب التي طالما  تلمظ لها الجولاني لينفرد بقرار الثورة السياسي والعسكري والإداري على السواء.

فعلى الصعيد العسكري تحول الجولاني إلى الحارس الأمين على تنفيذ مخرجات أستانة، وعلى الصعيد السياسي يريد الجولاني تحويل  الثورة إلى منصات سياسية منزوعة من أوراق القوة على الأرض والذي يمثل الزنكي مع فصائل الجيش الحر عمدة هذا الثقل.

أما على الصعيد الإداري فقد عمل الجولاني على صناعة حكومة الإنقاذ لضرب الحكومة المؤقتة، وهذا ما كانت تسعى له الدول، وهو تشتيت شرعية الثورة وإثبات فشلها ليبقى الأسد هو الوحيد القادر على ضبط البلد، وهو الخيار الوحيد الذي يمكن للعالم أن يعتمد عليه.

هذه الخدمات الجليلة التي يقدمها الجولاني لبشار الأسد لقيت ترحيبا كبيرا حتى بين صفوف خونة الثورة، من أمثال "عمر الرحمون" الذي غرد بأنه برغم خلافه مع النصرة لكنه سعيد بضربها للزنكي!

المسألة أعمق وأبعد من مسألة الخلاف الفصائلي أو البغي، المسألة هي عملية ممنهجة لتصفية الثورة السورية برمتها، والجولاني هو رأس حربة الدول في هذا المشروع الخطير.

المصادر: