ترجمة العلامة المقرئ الشيخ أحمد بن عبد الله المخللاتي الشامي ثم المكي

الكاتب : منتدى البحوث والدراسات القرآنية
التاريخ : ٣٠ ٢٠١٢ م

المشاهدات : 10658


ترجمة العلامة المقرئ الشيخ أحمد بن عبد الله المخللاتي الشامي ثم المكي

يقول العلامة الشيخ أبو بكر بن أحمد الحبشي المتوفى سنة 1374هـ مدير مدرسة الفلاح والقاضي بمكة المكرمة ، -رحمه الله تعالى- في كتابه الدليل المشير مترجماً للشيخ المخللاتي :
" هو العلامة المقرئ الشهير الشهاب الشيخ أحمد بن عبد الله الشامي الشهير بالمخللاتي .
ولد في دمشق سنة 1278هـ ، وتعلم أولاً في مدرسة الخياطين ، ثم في مدرسة نور الدين الشهيد ، ثم رحل من دمشق الشام وهاجر إلى مكة المكرمة سنة 1303هـ ، فدخلَ المدرسة الصولتية ليتمم فيها دراسته ، وحفظ القرآن الكريم ، وتخرج منها سنة 1307هـ في حياة مؤسسها الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الكيرانوي الهندي صاحب كتاب "إظهار الحق"

 

وكانت له منه الملاحظة التامة والعناية الكبيرة ، فعين إماماً في مسجد الموارعة بمحلة جرول بريع الرسام ، وكان يعلم في المسجد المذكور القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية مدة كبيرة ،

وفي سنة 1324هـ عُيِّن مديراً في الطائف في المدرسة التي أنشأها المرحوم الشيخ عبد الحفيظ قاري في مسجد شمس ببرحة ابن عباس ، وسماها "دار التعليم العوني" >

وكان ذلك في زمن إمارة الشريف علي باشا إلى انقضاء حكمه ، ثم عين في مكة معلماً أولاً في مكتب الابتدائي التابع للمدرسة الرشدية في المعلاة ، وما زال كذلك إلى انتهاك حكم الأتراك ، ثم عُيِّن مديراً في المدرسة التي حلت محل المدرسة المذكورة في أيام مُلك الشريف حسين ، ثم بعد مدة طويلة استعفى بسبب اشتغاله بتمريض ولديه واحداً بعد الآخر ، فقد مرض أولاً ابنه الصغير محمد سعيد نحو سنة ومات وعمره خمس عشرة سنة ، ثم مرض ابنه الكبير عبد الله كامل نحو سنة ومات وعمره اثنان وعشرون عاماً ، وحزنَ شيخنا المترجم لوفاتهما وسلَّم الأمر لمولاه ، وصبر على بلواه .

ورحل إلى جُدَّة فعُيِّن معلماً في مدرسة الفلاح بجدة مع اشتغاله في مساجدها صباحاً ومساءاً ، وما زال كذلك إلى سنة 1340هـ فرحل إلى بومباي بالهند للتداوي من فتاق ، كان بواسطة الشيخ محمد علي زينل علي رضا ، فمنَّ الله عليه بالشفاء ، وبقي في دار آل زينل يُعلِّم أولادهم ، وما زال كذلك إلى آخر سنة 1345هـ ، فرجع إلى مكة المكرمة ولزم داره فاتحاً أبوابها للقاصدين من طلبة العلم والراغبين لورود مناهله العذبة وموائده المستطابة .
وقد أخذ شيخنا المترجم عن أعلام عصره وجهابذة زمانه بالشام والحرمين :
1- فمنهم : الشيخ إبراهيم سعد ، شيخ القراء بمكة قرأ عليه القرآن برواية حفص بسنده ، والجزرية وتحفة الأطفال مع شرحها ، وبعضاً من القراءات السبعة والعشرة وأجازه ، وكتب له إجازة مذكورٌ نصَّها في السجل العام لما ظفرتُ به من صور إجازات المشايخ الأعلام .
2- ومنهم : الشيخ إبراهيم عرب ، قرأ عليه وأجازه إجازة عامة .
3- ومنهم : الشيخ محمد أبو الخير بن عبد القادر بن صالح الخطيب الدمشقي ، قرأ عليه وأجازه إجازة عامة .
4- ومنهم الشيخ محمد أبو الفتح بن عبد القادر بن صالح الخطيب الدمشقي ، قرأ عليه جملة من العلوم العقلية والنقلية خصوصاً كتاب " رحمة الأمة في اختلاف الأئمة " حضر درسه في جميعه وسمعه منه وأجازه إجازة عامة .
5- ومنهم : الشيخ محمد أبو النصر بن عبد القادر بن صالح الخطيب الدمشقي ، قرأ عليه من ذلك المسلسل بقراءة سورة الفاتحة ، فقد قرأها عليه وسمعها منه حين قدومه للحج بمكة سنة 1320هـ بسنده في ذلك ولازمه ، وحضر دروسه بالمسجد الحرام ، وهي خمسة عشر درساً من صحيح البخاري بأسانيدها ، وأجازه إجازة عامة .
6- ومنهم : شيخنا الشيخ أحمد شمس المغربي المدني ، أجازه في جميع مروياته إجازة عامة .
ولشيخنا المترجم تآليف جليلة منها :
نظم في قراءة ابن كثير المكي اسمها "الجواهر النقية في القراءات المكية ".
ومنها بعض قصائد شعرية وغير ذلك .
وقد جمع صاحبنا العلامة الشيخ محمد ياسين الفاداني المكي ثبتاً لشيخنا المترجم سماه " الوصل الراتي في ترجمة وأسانيد شيخنا المخللاتي " ، وهو ثَبت عجيب ، جزى الله الأخ المذكور عن شيخنا المترجم خير الجزاء .
وما زال شيخنا المذكور بمكة ملازماً داره إلى أن ضعفت قواه في أواخر سني حياته ، واعترته الأمراض إلى أن انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء في ضحى يوم الخميس ثاني عشر ذي الحجة الحرام سنة 1263هـ بداره بمكة المكرمة بمحلة جرول ، وصلي عليه بالمسجد الحرام في مغرب ليلة الجمعة ثالث عشر الشهر المذكور ، ودفن في تلك الليلة بالمعلاة بشعبة النور ، تغمده الله برحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جنانه آمين ".

 


 

المصادر: